جمعية استيطانية تدير القصور الأموية جنوب الأقصى

22.11.2017 03:37 PM

 رام الله - وطن للانباء: حققت جمعية "إلعاد" الاستيطانية في القدس هذا الشهر إنجازا جديدا في مساعيها لتهويد المدينة وتعزيز الاستيطان فيها، إذ توصلت إلى صفقة مع حكومة الاحتلال تقضي بالموافقة على قيام الجمعية بإدارة موقع أثري جنوب المسجد الأقصى المبارك يضم منطقة القصور الأموية التي تحوي آثارا رومانية ويونانية وإسلامية.

وتطلق سلطات الاحتلال على تلك المنطقة الممتدة من الطرف الجنوبي الغربي إلى الطرف الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى "مركز دافيدسون" وتضم متحفا يهوديا يروج لبناء الهيكل المزعوم، وقد شهدت حفريات أثرية إسرائيلية مكثفة منذ احتلال كامل القدس عام 1967.

وكانت منطقة القصور الأموية تدار من قبل شركة إسرائيلية حكومية هي "شركة تطوير شرقي القدس" إلا أن هذه الشركة نقلت حقها في إدارة الموقع في العام 2014 إلى شركة حكومية أخرى هي "شركة تطوير الحي اليهودي".

وقد حصلت "إلعاد" -وهي جمعية غير حكومية مشهورة بنشاطها الاستيطاني في القدس عامة وحي سلوان خاصة- من "شركة تطوير الحي اليهودي" على "حق" إدارة القصور الأموية دون الإعلان عن مناقصة علنية، وذلك بما يخالف قوانين الاحتلال.

ورفعت حكومة الاحتلال في نفس العام قضية ضد تولي جمعية "إلعاد" إدارة المكان الأثري لأن "وجود هذه الجمعية في تلك المنطقة سيخل بالأمن ويضر بعلاقات إسرائيل الخارجية، خاصة مع الأردن"، وقد حكمت في حينه المحكمة ببطلان نقل صلاحية إدارة الموقع للجمعية دون الحصول على موافقة الحكومة.

غير أن "إلعاد" لم تيأس فقدمت استئنافها إلى المحكمة المركزية في العام 2015 فحكمت الأخيرة لصالحها، وقد استعان قضاة المحكمة المركزية في حينه برأي أحد ضباط شرطة الاحتلال في القدس الذي أشاد بتعاون الجمعية مع الشرطة.
وتطورت القضية فيما بعد حينما استأنفت حكومة الاحتلال لدى المحكمة الإسرائيلية العليا، لكن الأخيرة أوصت ممثلي الحكومة بالوصول إلى صفقة توافقية مع ممثلي جمعية "إلعاد"، وفي ذلك تلميح إلى أنها سترفض الاستئناف وستحكم لصالح الجمعية.

صفقة إسرائيلية
وبحسب ما نشرت صحيفة هآرتس أمس الثلاثاء، فقد توصل الطرفان لاتفاق تنقل بموجبه صلاحية إدارة منطقة القصور الأموية إلى "إلعاد" بعد ثمانية أشهر من الآن، على أن تستثنى من ذلك المنطقة المسماة "عيزرات يسرائيل"، وهي المنطقة التي يصلي فيها اليهود من غير الأرثوذوكس.

ومع التوصل إلى تلك الصفقة تشتد قبضة جمعية "إلعاد" الاستيطانية على المناطق الأثرية في محيط المسجد الأقصى، فبالإضافة إلى منطقة القصور الأموية تسيطر الجمعية منذ عشرين عاما على المنطقة الأثرية في وادي حلوة شمالي سلوان، وجنوب الأقصى تماما، والتي تسمى إسرائيليا "عير دفيد".

وتطمح "إلعاد" من إدارة تلك المواقع الأثرية إلى جلب المزيد من السياح والزائرين اليهود لها من أجل ترويج "روايتها الصهيونية التوراتية" بشأن القدس.

يذكر أن جمعية "إلعاد" تسيطر كذلك على نفق يعود إلى الفترة الرومانية يربط بين منطقة القصور الأموية والموقع الأثري المسمى "عير دفيد"، وهو بالأصل قناة مياه أثرية، وتسعى الجمعية إلى أن تكون هذه القناة وسيلة لجذب المزيد من السياح ونقلهم إلى منطقة القصور.

وعلاوة على هذين الموقعين الأثريين في منطقة جنوب الأقصى وشمال سلوان فإن جمعية "إلعاد" تسيطر على الموقع الأثري المعروف باسم "موقف جفعاتي"، وهي ساحة كان يستخدمها أهالي سلوان لركن سياراتهم.
وتُجرى في المنطقة حفريات أثرية واسعة منذ ثماني سنوات، في حين تناقش لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس تفاصيل بناء مركز استيطاني مرتفع الطوابق في تلك الساحة يخدم توجهات الجمعية.

الجزيرة

تصميم وتطوير