المصالحة الفلسطينية على حافة الهاوية
كتب: وليد البايض
بالرغم من وجود الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة والراعي المصري المتمسك بدوره الفاعل كراعي وضامن تارة وضاغط تارة أخرى إلا أن البيان الختامي لم يأتي ملبيا للطموحات الشعبية وخاصة بعد الهالة التي حدثت اثناء توجه الحكومة الى غزة من جهة والسماح لجماهير فتح في القطاع باحياء ذكرى الراحل الكبير الرمز ياسر عرفات.ماحدث في الحالتين المشار لهما عكس بشكل جلي وواضح ان الرغبة الشعبية سئمت من الانقسام ووصلت إلى حد التشبث بالأمل والشعرة الواصلة ...هنا قالت الجماهير كلمتها وعلى المستوى السياسي في الجانبين الالتقاط .
من الواضح وبعيدا عن التشكيك أن الطرفين ونتاج حسابات داخلية أولا وخارجية ثانيا تتوافر لديهما النية لإنهاء الانقسام لكن هل ترتبط هذه النية بالإرادة وهل تخلو من حسابات المصالح الحزبية الضيقة أمام المصلحة العليا إلا وهي وحدة الشعب التي أضرت بنا كبير الضرر نتاج بغض هذا الانقسام .العوامل التي دفعت بحماس بالتوجه إلى القاهرة كثيرة ولا شك أنها تصب في الحفاظ على مصالحها رغم أنها ستظهر بمظهر المتنازل من أجل عموم المصلحة وليس خصوصيتها ...وشعور فتح بابويتها للحالة الفلسطينية لا يسمح لها بأن ترفض الدعوة المصرية للحوار فيما تم التوصل إليه ما بين الجانب المصري وحماس .الذي تم على إثره توقيع الإتفاق بين الطرفين والذي ظهرت فيه حماس على أنها الطرف الذي يقدم التنازلات والتضحيات من أجل إنهاء الانقسام التي كانت هي سببه الرئيسي في الأصل ولكي تظهر ان فتح والسلطة هي الطرف المتردد والمتلكئ ..حتى في هذه المعادلة يبدو واضحا أن لغة المصالح ما بين رابح وخاسر مازالت طاغية على الإطار العام ..لكن ما حدث في اللقاء الأخير الذي ضم الفصائل وما يسمى بالشخصيات المستقلة لم يخرج بجديد سوى الإبقاء على شعرة معاوية والتي تمثلت هنا بعملية تمكين الحكومة أولا وثانيا وثالثا...وترحيل الملفات الأخرى إلى مواقيت للقاءات قادمة.وبالرغم من أهمية عملية التمكين التي من الممكن أن تؤشر إلى إعادة بناء الثقة وهذا هم فتحاوي وسبب رئيسي في التأني وعدم الاستعجال من فتح التي لم تستطيع الوثوق بنوايا حماس القوية فعليا على الأرض من خلال أجهزتها المتعددة وليس شعبيتها وهذا الملف بالذات تكمن في تفاصيله العديد من الأدوات الكفيلة بتفجير ونسف المصالحة.
مما لاشك فيه أن المصالحة باتت ضرورة فلسطينية بعد كل ما يحدث داخليا في ملف الواقع السياسي الفلسطيني..وخارجايا في حالة التفكك والهدم العربية واغترابها عن العالم كأداة مؤثرة وفاعلة لتضحي آلة يجاد إستخدامها لتدمير القائم رغم ضعفه....الغريب فيما يجري وخاصة بعد اللقاء الأخير أن الحاضر الغائب هي الفصائل الفلسطينية بعيد عن طرفي الانقسام التي شاركت في أكثر من جولة حوار ولم تكن مؤثرة ولم تصل حتى لمستوى الشاهد على مايجري بل اكتفت بدور المتلقي لما يطرحه الطرفان صحيح أن هذا الانقسام الأسود في تاريخنا يجب أن تطوى صفحته وإلى الأبد لكن من المنطقي ان انقسام عمره عشر سنوات يمكن أن ينتهي خلال لقاء او اثنين دعونا لانستعجل الأحداث لكن يجب ان نتمنى ونعمل من أجل نهاية سعيدة الا وهي إستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والتي لا تقف على النوايا فقط بل تتطلب إرادة حقيقية من أجل تنفيذها يبدو أنها متوفرة بحذر لدى الطرفين رغم وجود المتربصين داخليا وخارجيا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء