مظاهرة حاشدة تضامنا مع القدس أمام المستشارية الألمانية

13.12.2017 05:52 PM

رام الله - وطن:  لم تمنع الأمطار أو الانخفاض الحاد بدرجة الحرارة نحو 2000 من الفلسطينيين والعرب والأتراك من التظاهر مساء الثلاثاء أمام مقر دائرة المستشارية الألمانية في برلين، تنديدا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وحيا الناشط الفلسطيني أحمد محيسن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على موقفها الرافض لقرار ترمب. وقال في كلمة ألقاها بالألمانية أمام المتظاهرين، إن فلسطينيي وعرب برلين يتفقون معها برفضها العداء للسامية لأنهم أنفسهم ساميون.

وأضاف الناشط أن "الفلسطينيين ينتظرون منها السعي باتجاه دفع الرئيس الأميركي للتراجع عن قراره بشأن القدس، وباتجاه الضغط لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإيقاف انتهاكات الاحتلال واستيطانه بالضفة الغربية، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش أوضاعا مزرية".

ونقلت سلطات العاصمة الألمانية هذه المظاهرة إلى ميدان محطة قطارات برلين المركزية بمواجهة دائرة المستشارية، لإتاحة الفرصة للجالية اليهودية للاحتفال في التوقيت نفسه بعيد خاص بها أمام السفارة الأميركية حيث كان مقررا تنظيم المظاهرة.

وردد المتظاهرون -الذين حملوا أعلام فلسطين وتركيا وعدد من الدول العربية- هتافات دعت للحرية للقدس وفلسطين وشعبها، وصدحت مكبرات الصوت بعدد من أناشيد وأغاني الثورة الفلسطينية، واعتبر متحدثون بالمظاهرة أن اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل خرقا واضحا لكل القرارات الدولية المعلقة بالقدس، وعدوانا على فلسطين وحق شعبها في تقرير المصير وفي إقامة دولته فلسطين وعاصمتها القدس.

وجود قديم
وقالت متحدثة باسم جمعيات نسائية فلسطينية إن الفلسطينيين في كل مكان يرفضون القرار الأميركي، ويعلنون تمسكهم بالقدس عاصمتهم الأبدية، وأشارت إلى أن قرار ترمب لن يغير من تاريخ القدس وفلسطين الممتد لآلاف السنين قبل وجود إسرائيل والولايات المتحدة نفسها.
وبكلمات مماثلة قال متحدث باسم المؤسسات العربية في برلين "إن كل ما بالقدس يشهد بطابعها الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي رغم كل ما تقوم به إسرائيل من محاولات مستمرة لتغيير معالمه".
وطالب المتحدث باسم الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس تحقيقا لحق الفلسطينيين مثل باقي شعوب الأرض.
ومثلت هذه المظاهرة الفعالية الاحتجاجية الرابعة في برلين منذ قرار ترمب بشأن القدس، وخصصت حكومة برلين المحلية 400 شرطي وعددا من المترجمين لمتابعة المظاهرة ومنع إحراق أعلام إسرائيلية أو ترديد هتافات معادية للسامية خلالها، بعد احتجاجات يهودية وجدل واسع بشأن إحراق العلم الإسرائيلي من جانب مشاركين بمظاهرة مماثلة جرت الجمعة الماضي.
ونددت المستشارة أنجيلا ميركل ووزير داخليتها توماس ديميزير بما جرى في المظاهرة الأخيرة، وأثار إحراق العلم الإسرائيلي والهتافات التي ترددت أثناء مظاهرة الجمعة جدلا سياسيا وإعلاميا حادا حول علاقة المسلمين بالعداء للسامية، وطالب مسؤولون سياسيون وأمنيون ألمان باتخاذ إجراءات أكثر تشددا لمنع أي عمل معاد لليهود أو إسرائيل أثناء المظاهرات الرافضة لقرار ترمب.

 تحذير للاجئين
ودعا رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا يوسف شوستر لتعديل القوانين، لمنع أو فض أي مظاهرة تتضمن ممارسات "معادية للسامية".
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزايك للجزيرة نت إن "من يريد التظاهر من أجل حقوق الفلسطينيين وتحقيق العدالة لهم بإمكانه فعل هذا، لكن من يدعو للعنف ضد اليهود فإنما يرتكب فعلا مدانا ومخالفا لقانون التظاهر".
من جانبه حذر رئيس حزب الخضر جيم أوزدمير -في تصريحات صحفية- اللاجئين الذين وفدوا لألمانيا مؤخرا من المشاركة بالمظاهرات المناوئة لإسرائيل.
واعتبر أوزدمير -وهو من أصل تركي- أن حق إسرائيل بالوجود مصلحة عليا للدولة الألمانية، وأوضح أنه ينتظر من اللاجئين التعبير عن الشكر لألمانيا بالاعتراف بهذا الحق بلا أي تحفظ.

تصميم وتطوير