القمة المسيحية- الإسلامية اللبنانية تؤكد رفضها للقرار الأميركي بشأن القدس

14.12.2017 02:25 PM

بيروت- وطن: شدد المتحدثون في القمة المسيحية- الإسلامية اللبنانية، اليوم الخميس، على الحق الفلسطيني في القدس، منددين بقرار الرئيس الأميركي بشأن المدينة المقدسة.

وفي هذا السياق، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن القدس ليست قطعة أرض، بل هي قضية العرب التي يجب أن تكون القضية الأولى والمركزية والمحورية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال المفتي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة بالعاصمة اللبنانية بيروت: "نحن نعبر عن ضمير وموقف اللبنانيين جميعا حول قضية القدس الشريف، ولا كرامة ولا عزة للعرب ما دامت فلسطين مغتصبة، والقدس تُنتهك من الاحتلال الإسرائيلي ومن الرئيس الأميركي بقراره المشؤوم".

وأكد دريان دعم لبنان للفلسطينيين في حقهم المشروع في المقاومة؛ لأن ما يقومون به هو مقاومة للاحتلال الغاصب للأرض.

من جانبه، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بجعل مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، والذي صدم به العالم، قرار جائر بحق الفلسطينيِين والعرب والمسيحيين والمسلمين، وقرار مخالف لقرارات الشرعية الدولية ولمقررات الأمم المتحدة وللقانون الدولي.

وأوضح أن مثل هذا القرار ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق المسيحيين والمسلمين في المدينة المقدسة، ويهدم كل أساسات المفاوضات السابقة للسلام بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، ويقوض أسسه ويبتر رأس دولة فلسطين الموعودة بأن تتكون حول عاصمة هي القدس الشرقية، ويشعل نار الانتفاضة الجديدة والحرب.

ولفت إلى أن مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأميركية رافض لمثل هذا القرار منذ سنة 1984؛ حيث تقدم المجلس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بإعلان خطي رفض به نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ووصف اقتراح نقلها من قبل أحد الشيوخ اليهود بأنه "غير حكيم سياسيا، ولا يصب في مصلحة إحلال السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف البطريرك الماروني أن مجلس الأساقفة طالب في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1973، بإنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين والتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم في الماضي من إسرائيل، ومن أعضاء اللجنة الدولية المسؤولة عن تصميم التقسيم سنة 1948.

وطالب أيضا بحماية القدس في طابعها الخاص ومعناها الديني بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث، بحيث يُضمن دوليا الدخول إليها.

وعبر عن أمله بأن يدعم مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأميركية وغيره من المجالس الأسقفية في العالم مطالب هذه القمة، مضيفا: "نحن -المسيحيون مثل إخواننا المسلمين- أول المعنيين بالقدس".

وأضاف البطريرك الماروني: "أول ما نطالب به معا كما فعلت بالأمس قمة الدول الإسلامية في اسطنبول، هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي صدرت تباعا منذ سنة 1947 وعلى الأخص القرار 181 (29 /11 /1947) الذي اعتبر أن للقدس وضعا دوليا خاصا، وجعل منها كيانا منفصلا تحت وصاية دولية بغية (حماية المصالح الروحية والدينية الفريدة للمدينة)، والقرار 478 (20 /8 /1980) الذي أقر عدم الاعتراف بالقانون الأساسي الصادر عن الكنيست الإسرائيلية الذي أعلن مدينة القدس عاصمة إسرائيل، واعتباره انتهاكا للقانون الدولي".

وفي شأن متصل، قال شيخ طائفة الموحدين الدروز في لبنان نعيم حسن إن "المكان الذي تستقر فيه القدس هو ضمائر وقلوب المؤمنين"، مؤكدا أن "القوة الغاشمة مهما طغت فليس لها من سلطان على قلب أي مؤمن صادق".

وأضاف: إن "فلسطين أرض عربية والقدس روحها بكل ما تعنيها في الذاكرة والتاريخ والمستقبل، وللشعب الفلسطيني الحق في أرضه وفي قدسه ودولته ورسالتنا أن القدس مدينة السلام لا الحروب".

(وفا)

تصميم وتطوير