ترامب بين الجرس والنداء

17.12.2017 08:43 AM

كتب: رامي مهداوي

تصريحات الإدارة الأمريكية المتمثلة بما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس أشبه ما تكون بجرس المنبه  للنائمين للإستيقاظ من سباتهم، أو/ و أشبه ما تكون بالنداء الأخير كما هو في المطارات قبل فوات الأوان ورحيل الطائرة!!
سواء كان جرس أو نداء أو الإثنين معاً تم تعرية العديد من الملفات بما أعلنه ترامب، وعلينا نحن أولاً وأخيراً كفلسطينيين دراسة العبر بالمشهد كامل دون حصر القضية بأنها القدس على الرغم من أهميتها الوطنية والدينية والتاريخية، فحلم الدولة الفلسطينية تم دفنه مباشرة بعد تصريحاته التي من الممكن أن تكون نهاية حياته السياسية إذا ما تم العمل بدبلوماسية وتحالفات دولية، لأن هناك أغلبية دولية وداخل العديد من مؤسسات الإدارة الأمريكية وأهمها الخارجية ضد عنجهية هذا الرئيس.

في 25 سبتمبر من العام 1969، عقد أول قمة إسلامية بالتاريخ الحديث، في العاصمة المغربية الرباط، ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين توالت القمم الإسلامية للقدس وفلسطين وغيرها من القضايا؛ لكن وللأسف لم يشعر الفلسطيني بأي خطوات عملية تذكر اتجاه قضيتنا، فهل تصريح ترامب سيجعلهم يستيقظون بعد هذا السُبات العميق!!
ما نفذه وينفذه الإستعمار الإسرائيلي على أرض الواقع من تغيرات تستند على المصادرة، الهدم والبناء منذ النكبة والنكسة مروراً بإتفاق أوسلو ووصولاً لتصريحات ترامب؛ جعلت من القدس وكافة الأراضي التي يصادرها الإحتلال مجرد حدث يُشجب ويُستنكر من طرفنا كفلسطنيين وعرب ومسلمين، والمحزن أننا قدمنا عرض من أجل السلام بعد اتفاق أوسلو مع المحتل متمثل في مبادرة السلام العربية إلاّ انها ليست فقط لم ترفض وإنما تم التعامل معها كأنها هباءً منثوراً.. فهل سنستيقظ!!

تصريحات ترامب كشفت هشاشة الأنظمة العربية وحيوية شعوبها، برغم كل ما يحدث في الأقطار العربية إلا أن شعوبها مازالت تنبض بالقومية رغم الجروح هنا وهناك، فهي القدس التي توحد الجميع، هي القبلة التي أخرجت أغلب العواصم العربية والأجنبية تندد بالتصريحات، فهل تلك الأنظمة ستستمع لنبض الشارع وتقوم بخطوات سياسية أقلها طرد السفراء الأمريكيين من دولهم؟! أعتقد لم يسمعوا النداء الأخير!!

كلمة الرئيس محمود عباس في مؤتمر القمة الإسلامية بتركيا، لم تكن فقط النداء الأخير أو جرس المنبه، بل كانت خارطة الطريق لكل من أراد أن يستيقظ من سُباته أو يُسرع في التوجه الى بوابة القدس، فالنقاط التي ذكرها بكلمته كانت أقوى من البيان الختامي للقمة، هذا له مؤشر واحد فقط علينا نحن الفلسطينيين_ وكما ذكرت في مقالي الماضي "فلسطنة القضية"_ أينما تواجدنا في الداخل والخارج والشتات والمهجر أن نستيقظ من سباتنا فهذا هو النداء الأخير لنا كشعب نكون أو لا نكون.... ويجب أن نكون. 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير