"هآرتس": ادارة ترامب صبت الزيت على النار

18.12.2017 11:27 AM

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الحريق الصغير الذي اشعلته ادارة ترامب مجددا بين اسرائيل والفلسطينيين، في بيان الرئيس في السادس من كانون الأول، سيتواصل حتى نهاية الاسبوع على الاقل. وهذه هي نتيجة الجدول الزمني الجديد لزيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينس للقدس، يوم الاربعاء القادم.

لقد أجل بينس زيارته لعدة ايام بسبب تصويت الكونجرس المتوتر حول الاصلاح الضريبي. وردا على الزيارة اعلنت حركة فتح سلسلة من ايام الغضب في القدس والمناطق، والتي ستبدأ يوم الاربعاء وتشمل صلاة الجمعة. وهذا يعني أن الاحتجاجات الفلسطينية، العنيفة في بعضها، ستستمر طوال الأسبوع، وإذا مر يوم الجمعة القادم بسلام فسيكون من الممكن الحديث أخيرا عن نهاية اضطرابات ترامب.

وفي هذه الأثناء، صبت الإدارة الوقود على النار، في ضوء زيارة بينس المرتقبة، الى الجدار الغربي. بينس ليس أول مسؤول أمريكي رفيع يزور المكان. فقد اهتم ترامب نفسه بالتقاط صور له قرب الحائط الغربي، خلال زيارته لإسرائيل في أيار الماضي.
لكنه سبق زيارة بينس تصريحات اعلامية هاتفية، ادلى بها المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين الاسرائيليين، تم خلالها التأكيد على ان نائب الرئيس سيصل الى الجدار الغربي بصفته الرسمية، وان الادارة لا يمكن ان تتصور التوصل الى اتفاق سلام مستقبلي لا يبقى فيه الجدار الغربي جزءا من اسرائيل. هذا هو أيضا موقف الأغلبية الساحقة من المواطنين الإسرائيليين، ولكن من المشكوك فيه ما إذا كان مثل هذا الإعلان، في الوقت الحاضر، يساعد بالضرورة على تهدئة الوضع.

من خلال بذل جهد كبير، على الرغم من الشك بأنه تم تخطيطه مسبقا، يبدو أن إدارة ترامب تنجح، بعد تأخير، في منح مغزى ديني لبيان الرئيس. أحد التفسيرات لكون الاحتجاج الفلسطيني على الإعلان محدود النطاق، هو أنه لم يكن لبيان الرئيس تعبير  عملي في الميدان، وبالتالي لم يتم إضافة رمز ديني له - وهو بالتأكيد شبه وصفة لإراقة الدماء. والآن تم إضافة المزيد من الزيت الذي سيبقى على الحريق مشتعلا. وقد اعلنت السلطة الفلسطينية بالفعل انها سترفض عقد اجتماعات سياسية مع بينس خلال زيارته.
وفي غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي ان قوات أمن حماس تقوم بتحرك أكثر تصميما في محاولة لكبح خلايا إطلاق النار في المنظمات السلفية. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم مساء امس، إطلاق صاروخين باتجاه اسرائيل، سقط احدهما في بلدة اسرائيلية جنوب أشكلون. وفي هذه الأثناء، وفيما يبدو بأنه إطلاق نار مهمل من قبل القناصة الإسرائيليين، تم قتل متظاهرين فلسطينيين بالقرب من السياج الحدودي في قطاع غزة يوم الجمعة، احدهما معاق تم قطع ساقيه نتيجة اصابته بقصف اسرائيلي قبل تسع سنوات، واصبح يمثل الآن رمزا للاحتجاج الجديد.

وفي الوقت الذي يواصل فيه الجمهور الفلسطيني في القدس والضفة الغربية الرد بشكل منضبط جدا على العاصفة، لم تهدأ الرياح في الأردن، حتى الان، وفي نهاية الأسبوع تظاهر الآلاف احتجاجا على قرار ترامب. وفي تركيا اعلن الرئيس رجب طيب اردوغان، امس الاحد، انه ينوي فتح سفارة في "القدس عاصمة فلسطين"، لكنه لم يوضح كيف سيحقق خطته.
وبشكل مستهجن، بعض الشيء، تم الشعور بتأثير اعلان ترامب حتى في دولة الجابون، في وسط افريقيا. فقد تم هناك طعن مصورين من الدنمارك على ايدي مواطن محلي، برر خطوته هذه بالقلق على سلامة القدس.

تصميم وتطوير