بعد 3 سنوات.. بسام السايح .. المقاوم "المُبتسم" يلتقط "صورة العمر" مع زوجته

15.01.2018 10:38 AM

رام الله- وطن- مي زيادة: بعض اللقاءات تُحيي القلب وتشحن الهمة.. الاوقات تمضي بدقات عقارب الساعة.. يُستثنى من تلك القاعدة الأسرى وزوجاتهم.. فأوقاتهم تُحددها دقات قلوبهم، إذ ليس للوقت اعتبار...

كانت" صورة العمر" فبعد 3 سنوات من الاسر تمكنت زوجة الاسير بسام السايح من لقاءه ومصافحته لاول مرة دون حاجز زجاجي في غرفة لاتذكر لون جدرانها فقد كان الشوق سيد الموقف، تحسست وجهه وحفظت ملامحه التي اطفأت نورها جدران السجن.

تحدثت لنا منى السايح عن زيارة زوجها التي كانت الشهر الفائت،" الزيارات تتم عادة في قاعة فيها حاجز زجاجي بين الاسير والزائر، كما يوجد لوح سميك بين كل اسير والاخر، من باب الخصوصية بالرغم من اننا نسمع بعضنا نحن اهالي الاسرى والاسرى انفسهم ايضا".

"في منتصف شهر كانون اول/ديسمبر الماضي كان موعد الزيارة، فأنا ازور بسام مرتين كل عام بتصريح امني، ذهبت والتقيته كالمعتاد في القاعة الباردة المقفرة، حالي كحال أهالي الاسرى، تفاجأت عندما قال السجان لنا هيا لالتقاط الصورة، كانت صدمة سعيدة لي، وكانت مفاجأة من بسام الذي لم يخبرني بالامر، فبعد قرار السماح لزوجات الاسرى بالتقاط الصورة مع الاسير بعد ان كان ممنوعا ومقتصرا فقط على والدي الاسير، قدم بسام الطلب لادارة السجن وجاءت الموافقة، في هذه الزيارة".

مفاجأة مذهلة

وتتابع والفرحة تملأ حديثتها، لم اصدق نفسي، كانت مفاجأة رائعة، عادة ازور بسام مع اهله، لكن ولاجل الصدفة ذهبت هذه المرة لوحدي، كانت مفاجأة رائعة لازلت اذكرها، ومازالت ابتسم كلما تذكرت تلك اللحظة".

"فعلا التقينا، أخرجوني من المكان الذي نكون فيه نحن اهالي الاسرى، مشيت ومشيت خرجت من غرفة لاخرى، توقفت وتوقفت المجندة الاسرائيلية واذا بباب الغرفة يُفتح وبسام قادم، والابتسامة والفرحة تكاد تقفز من عيناه، صافحني وقبّل جبيني وقبلت يديه، ضمني لدرجة شعرت بوجع في ظهري على الرغم من مرضه الشديد، الا ان للشوق ردات فعل تتجاوز المرض، كانت دقائق قليلة التي يسمح فيها بالتقاط الصورة، لكنها كانت وكأنها مئة عام، تدفق خلالها سيل كبير من المشاعر والنظرات والهمسات".

"ضحكنا وكأننا لانصدق مانحن فيه، قال لي: اقرصيني لأصدق، انا صاحي ولابحلم، كانت اللحظة رائعة جدا، بصعوبة تمالكت نفسي، كنت محرومة من ان اضع رأسي على كتفه وابكي خلال 3 سنوات، رغم ذلك  استجمعت قوتي، سحبت دموعي من عيوني حتى لا افسد اللحظة والسعادة".

وتذكر أن زوجها بسام اعتقل في 2015، خلال حضوره احدى محاكماتها وقبل دخوله لقاعة محكمة "سالم" العسكرية، "عندما كنت اسيرة كان هو محرومًا من زيارتي، اعتُقِلتُ 7 شهور ونصف، و بعد اعتقاله بشهر ونصف تحررت من الاسر، كان اعتقال زوجي اصعب من اعتقالي نفسي".

ويعاني الاسير السايح (44 عاما) من مدينة نابلس، والذي امضى سنوات اعتقاله الاولى في "مسلخ" سجن الرملة، ويقبع حاليا في "ايشل"، من سرطان الدم والعظم، وقصور حاد في عضلة القلب، التهاب رئوي مزمن، وهشاشة عظام لدرجة كبيرة، مضيفة "بعد خروجي من السجن كان همي الاول والاخير ان اطالب بعلاجه، وبعد سنة كاملة من تحرري تم اجراء عملية لبسام وهي زراعة النابضة القلبية".

ولم تشفع تلك الأمراض الخطيرة له لدى الاحتلال، لكن المحامي يعمل على تخفيض الحكم عنه لوضعه الصحي الخطير، حيث يُتهم الاسير السايح بالتخطيط والتمويل لعملية "ايتمار"، وبسبب حالته الصحية تم تأجيل المحاكم لكن النيابة طالبت بحكم مؤبدين و30 عامًا كحكم باقي افراد الخلية.

تصميم وتطوير