القادة الجدد

18.01.2018 09:14 PM

كتب: طارق عسراوي

هذه البلاد الوفيّة لا تغرق  في حلكة دائمة، وفي كل مرّة أسدلت فيها العتمة ظلمتها انبعث من بين أبنائها نجم هنا أو شهاب هناك يرشد خطانا إلى طريق الحريّة الصواب.

ما الجدوى من الاشتباك الفردي في مواجهة قوة احتلال باطشة، يضعنا تحت المجهر ويعيش في احشائنا؟
قد يغمس السؤال قلوبنا باليأس، وقد نلجأ تحت وطأته للبحث عن الخلاص الذاتي والشخصي لا العام، وهذا داء يصيب المجتمع حين تصاب مراكز القوة فيه من قادة واحزاب وتنظيمات بالوهن، وتغدو عاجزة عن احداث الفعل وابتكار الحلول الخلّاقة، فلا يعد لها تأثير حقيقي على الأرض.

ولذا سألت صديقي الساخر مرّة، حول تصوره في علاج حالة " اللاشيء أو اللافعل " التي نمر بها واستكانة القوى العامة على هذا الحال، فأجابني: تقاعدها! يجب أن تتقاعد القوى العامة من العمل العام مشكورةً، ودلل مقتبسا عن غسان كنفاني " عندما يفشل المدافعون عن القضية علينا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية".

كانت المفارقة في تلك الحادثة حين استمعنا أنا وصديقي لشخصية عامة يتحدث أمام الكاميرا وهو يقتبس عبارة غسان كنفاني ذاتها!
والذي يبدو جليا، أننا جميعنا من صديقي الساخر وصولا للقيادي، ندرك جيدا تشخيص الحالة وربما علاجها، لكننا ربما تعايشنا مع نظرية الهدوء والخلاص الفردي، فتيبّست خطواتنا مكانها ولم نخطُ خطوة واحدة باتجاه الحلول المُدركة فأدركَنا الفراغ.

ولأن الطبيعة وفق قوانينها تكره الفراغ، فلا يمكن أن تبقى حالة " اللاعمل " هي السائدة، وهذا ما يجعل المجال أمام الفعل الفردي مشرعا، وضروريا ونتيجة طبيعية لغياب العمل الجماعي، وهذا الفعل الفردي انما يدلل على أن هنالك فئة لم يتسلل اليأس إلى أفئدتها وأخذت على عاتقها زمام المبادرة.

فذلك الجيل المبادر، والذي يدرك بالفطرة تلمس الطريق إلى الحرية متحللا من النظريات المُسبقة والمفروض والتنظيري، سوف يُصعّد قادة جدد لهم أدواتهم ورؤاهم الخاصة  .. وهم أمل البلاد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير