نادية حرحش تكتب لـ"وطن": أحمد جرار.. باسل الأعرج.. شهيد يلقى شهيداً

06.02.2018 10:55 AM

وطن_كتبت: نادية حرحش:

انتهى مشهد المطاردة الأخير لأحمد جرار باستشهاده، خسارة جديدة للوطن النازف وترابه المتعطش لدم أبنائه.

لا ادعي، عندما اعيد التكرار بأن الكلمات لم تعد تسعف لضمد جراحنا غير المتوقف عن النزيف. فلقد جفت الكلمات كما يجف الدم عنجسد صريع. وقد تكون بطولات كهذه ...احمد جرار الذي طاردته ايدي الاحتلال والياته الغاشمة وعملائه على مدار أسابيع , ليرتقي أخيرا...شهيدا.

لا بد ان هناك فوق هذه الأرض عدل ما، ارتقاء حقيقي لارواح تشبه روح احمد وباسل وغيرهم . أولئك الذين يسطرون بدمائهم خطوط المواجهة التي لن تنتهي في حياة تحت احتلال. أولئك المتمثلون بروح احمد جرار في هذه اللحظات، محلقين بأرواحهم المقدسة، يمطرون على ضمائرنا الراكدة بدمائهم الزكية بعض من الحياة لشعب لم يعد، يعد من حياته الا الأيام.

هل نرثي الشهيد في هذه المناسبة؟

هل نشجب عملية القتل؟

هل نفتح التساؤل الأهم .... كيف يتمكن الاحتلال منا ؟

كيف تستبيح اسرائيل الأرض والانسان، على مرأى الشعب وقيادته ؟

قبل وقت ليس ببعيد، تم اغتيال باسل الاعرج من قبل اليات العنجهية الاسرائيلية وبتنسيق وتسهيل من قبل الامن الفلسطيني. واليوم، وعلى مدار أسابيع طالت يد الغدر احمد جرار . والغدر لم يعد بصفاته إسرائيليا فقط. كم ستجتمع ايادي الغدر على أبناء هذا الوطن الغيورين ؟

حولونا الى قطيع، نهز بأذيالنا من اجل عشب ترميه الطبيعة . نشكرهم على وجودنا . يمنون علينا الحياة المهينة، وينتظرون منا الانصياع . وفي كل مرة يخرج فيها باسل او مهند او احمد يتفاجئون.

بأولئك فقط نستحق الوجود. بأولئك المحاربون من اجل كرامة الحياة بحرية لا يغلفها احتلال ويحيطها حاجز وجدار

ارتقى احمد جرار.. سيبقى محلقا في روحه، معطرا بدمائه النقية تراب هذه الأرض المتعطشة للحرية.

بينما تزهو روح البطل الشهيد، يختبيىء العملاء والمنسقون مع الاحتلال في جحورهم، ليتواطئوا من جديد على الابطال الباقين لهذه الأرض ذكرى طيبة لشعب لا يموت فيه من يقاوم من اجل حريته.

لروح ابطالنا السلام....

لأم احمد جرار......... احمد باقي في قلوب المتعطشين للحرية من أبناء شعب، الشهادة تبقى فيه خلود لأصحابها.

باسل ورفاقه يحلقون بأرواحهم الخالدة لاستقبال روحك الطاهرة...

ليرقد جسدك المحارب في هذه الأرض ويدب فيها حياة لحرية قادمة........ لطالما تخرج بطون الفلسطينيات ابطالاً خالدين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير