"زمن مفقود".. يشهد على معاناة الأسيرات الفلسطينيات

01.07.2011 09:29 AM

رام الله- وطن- وكالات- بدت كل صورة علقت على جدارن جاليري المحطة في رام الله وكانها صفحة كتاب تقلبها كلما تنقلت من صورة اخرى لتتعرف على ألم جديد لأسيرة فلسطينية محررة أمضت سنوات في سجون الاحتلال.

صور "البورتريه" المعلقة على الجدران تقدم الكثير من تفاصيل مختصرة لالم سنوات ابدعت عدسة المصور الايطالي فنتورا فورميكوني في التقاطها دون الحاجة الى قراءة سطور خطت الى جانب الصورة كتبا بلغة بسيطة وسهلة تروي حكاوى المعاناة على لسان الاسيرة وسطور اخرى الى جانبها تعرف بالاسيرة وبسنوات اعتقالها وحكمها تخاطب بها العالم.

المعرض الذي افتتح في رام الله بعنوان "زمن مفقود" تنفذه هيئة الامم المتحدة للمرأة عرض 18 وجه اسيرة من الضفة وغزة تشابهت بالم مشترك واخذت كل صورة تروي للزائر قصتها مع الاعتقال من المنزل والتعذيب والحرمان من الزيارة وغيرها.

وقد تولدت فكرة المعرض كما يقول المصور فورميكوني عندما التقى مع اسيرات في قطاع غزة وتحدثن عن المعاناة التي عشنها بينما كان يعمل على مشروع اخر مختلف مع الامم المتحدة.

واختيار فورميكوني لالتقاط صورة بورتريه للاسيرة كان مقصودا ويضيف لوكالة الانباء الكويتية "كونا" انه اراد من خلال ذلك التقاط صورة معبرة للوجه بحيث تتصل عيون الاسيرة بعيون زوار المعرض.

واشار الى انه اراد من المعرض نقل صوت الاسيرات وصورهن الى العالم موضحا ان الكلمات المرافقة للصور لم يتدخل في تحريرها وبقيت كما هي على لسان الاسيرة.

الاسيرة المحررة سناء عامر وقفت الى جانب صورتها وبدأت بالحديث عن كيفية التقاط الصورة وقالت ل"كونا" "كان المصور الايطالي يلتقط صورنا ونحن نتحدث معها كلما تحدثنا عن موضع يلتقط صورة جديدة".

واضافت عامر وهي من مدينة الخليل امضت سبع سنوات في سجون الاحتلال وافرج عنها قبل عامين ان هذا المعرض نجح في تلخيص معاناة الاسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

واشارت الى انها وهي تنظر الى صورتها وتقرأ حديثها تشعر بان الرسالة وصلت الى الفلسطينيين والى العالم الخارجي خاصة انه عرض في اسبانيا.

واخذت صورة زوج الاسيرة ابتسام عيساوي مكانا لها على الحائط الى جانب صور الاسيرات فابتسام لا تزال في الاسر فتحدث زوجها عن معاناة زوجته في الاسر وكيف تحول الى الاب والام في ان واحد ليرعى ابناءه.

وبدلا من والدها وقفت الابنة ريم عيساوي "15 عاما" تحكي عن صورة والدها وما تعانيه والدتها في الاسر التي امضت عشر سنوات وتبقى لها خمس اخرى لانهاء محكوميتها.

وتقول مديرة هيئة الامم المتحدة للمرأة - مكتب الارض المحتلة علياء ياسر "نامل في نقل المعرض الى انحاء مختلفة من العالم".

واضافت في تصريح مماثل ل"كونا" "عرضناه في اسبانيا كما هو الان ولاقى اقبالا جماهيريا واسعا واثار جدلا في اسبانيا وتم اخذ اراء من زوار المعرض وغالبيتها العظمى كانت ايجابية".

وترافق عرض هذه الاراء عبر شاشة كبيرة داخل معرض رام الله اضافة الى تسجيلات للاسيرات يتحدثن فيها عن تجربة الاعتقال ومرارتها.

واشارت ياسر الى ان الهدف من الفكرة المدعومة من حكومة اسبانيا هو نقل معاناة الاسيرات للعالم لتغيير الصورة النمطية عن الفلسطينيين.

وبينت ان العمل لم يكن سهلا لان عملية التوثيق كانت صعبة وتمت من خلال مؤسسات تعنى بالاسرى مثل "الضمير" و"مانديلا" و"المركز الفلسطيني للارشاد" و"جمعية الدراسات النسوية".

تصميم وتطوير