براغماتية برشلونة.. هل تكفيه لتحقيق الثلاثية؟

21.02.2018 06:33 PM

وطن: أظهر ملعب ستامفورد بريدج معقل نادي تشلسي أمس الثلاثاء الوجه الأكثر براغماتية لنادي برشلونة الذي بات يقدم النتائج الإيجابية على أي جانب آخر خلال الشهر الأخير، مما يثير تساؤلا مهما للغاية: هل هذا كاف بالنسبة له لتحقيق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا؟     

ونجح المدرب أرنستو فالفيردي في تكوين فريق "عملي" لبرشلونة، فريق صلب قادر على المنافسة لا يبهر بأدائه لكنه يحقق نتائج إيجابية.

وأبلغ مثال لهذه الحال يتمثل في النتيجة الإيجابية التي خرج بها برشلونة من ملعب تشلسي أمس في ذهاب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما نجح في التعادل 1-1 مع النادي اللندني وقطع خطوة كبيرة نحو التأهل لدور الثمانية.

ولم يعد برشلونة مثيرا ومتوهجا كما في الماضي، لكنه لا يزال يبقي على حظوظه في الفوز بالثلاثية (الدوري والكأس ودوري الأبطال).    

بيد أنه يتبقى لنا في هذا الصدد أن نرى ما إذا كان هذا الأسلوب كافيا لمنح برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا، وهو التساؤل الذي ستكشف عن إجابته الأيام المقبلة.

وما يقوم به برشلونة أعاد للأذهان اللقبين اللذين فاز بهما ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2016، فلم يحتاج النادي الملكي إلى اللعب بشكل جيد، لكنه لجأ إلى تعزيز قدرته على المنافسة والتزود بجرعات من الحظ الطيب.

وحصل برشلونة على قدر من حسن الحظ في ملعب "ستامفورد بريدج"، حيث نجح في إدراك التعادل في الوقت الأخير من المباراة بفضل خطأ دفاعي من الفريق صاحب الأرض وبفضل أيضا مهارة لاعبه أندريس إنييستا الذي صنع التمريرة الحاسمة التي سجل منها ليونيل ميسي بقذيفة لا ترد هذا الهدف الثمين.

إنييستا وميسي أنقذا برشلونة من الهزيمة أمام تشلسي (رويترز)ولكي يكتمل حظ برشلونة في ليلة أمس سدد تشلسي مرتين إلى قائم مرمى الألماني مارك أندريه تيرشتيغن، حارس عرين النادي الكتالوني، وهنا بدأ الحديث يثور عن "براعة" فالفيردي التي تمتزج بحسن الطالع.

وتعترف الصحف الموالية لبرشلونة بأن الفريق لم يعد مبهرا، إذ قالت صحيفة "سبورت" الإسبانية "نجح في الخروج حيا من شرك قاتل وأثبت في ستامفورد بريدج أنه رغم تقديمه أداء مذهلا في بعض الأيام هو أيضا فريق براغماتي".

وترى صحيفة "موندو ديبورتيفو" أن برشلونة مع فالفيردي يتوخى المزيد من الحرص في طريقة لعبه، وأضافت "على الأرجح لا يزال هؤلاء اللاعبون يعانون مما حدث الموسم الماضي في باريس وتورينو عندما استقبلوا هناك سبعة أهداف".

وفي الحقيقة، أظهر برشلونة خلال الشهر الأخير الجانب الأضعف له، فهو لم يسجل أكثر من هدفين بكل مباراة منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي عندما تغلب في ذلك التاريخ خارج ملعبه 5-صفر على ريال بيتيس.

كما أنه بات يحسم المباريات بالاعتماد على المقاومة والتكتل والحفاظ على الضغط على الخصم واستغلال الفرص القليلة التي تسنح له وخاصة في الدقائق الأخيرة.    

وفي ظل هذا التحفظ الشديد في أسلوب اللعب الذي ينتهجه فالفيردي، يظهر المدرب الإسباني عدم ثقته في مقاعد البدلاء، وأبرز الأمثلة على هذا الأمر هو عثماني ديملبي.

إذ عاد النجم الفرنسي الشاب للمشاركة في المباريات بعد تعافيه من إصابته الأخيرة يوم 11 فبراير/شباط الجاري وكان ذلك أمام خيتافي ولمدة 30 دقيقة فقط، ولم يعاود الظهور منذ ذلك الحين.    

ويفتقد برشلونة في دوري الأبطال تألق لاعبه لويس سواريز الذي لم يسجل أي هدف في النسخة الحالية من البطولة.    

يذكر أن الفريق الكتالوني سجل هدفين فقط هذا الموسم في المباريات التي خاضها خارج ملعبه في البطولة الأوروبية.

لكن الأرقام خادعة والإحصائيات تتبدل ولا يزال برشلونة في طريقه نحو تحقيق الثلاثية, فهو متربع على صدارة الدوري الإسباني، وينتظر خوض نهائي كأس ملك إسبانيا، واقترب بشدة من التأهل لدور الثمانية  بدوري الأبطال بعد تعادله الثمين مع تشلسي.

وعلى أي حال فإن برشلونة يحقق أهدافه بالأسلوب الذي يتبعه حاليا.

تصميم وتطوير