يبقى الديمقراطي الأمريكي الحزب الأكثر تاييدا لإسرائيل

26.02.2018 04:07 PM

ترجمة خاصة-وطن: تحتفظ إسرائيل بصداقات ثابتة مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، على الرغم من ان دولة الاحتلال تواجه بعض المصاعب والمواجهات من أطراف متعددة في الطيف السياسي الأمريكي.

وكان استطلاع للراي اجري مؤخرا، أشار الى وجود اختلافات بين المواقف الحزبية الامريكية تجاه إسرائيل. وفي ضوء ذلك، انطلقت بعض النقاشات والمداولات والآراء المتضاربة في أمريكا حيال نسبة وطبيعة التأييد لإسرائيل في المجتمع الأمريكي، وفي صفوف النخبة السياسة والحزبية أيضا. ورغم ان ذلك الاستطلاع اظهر أن الدعم لإسرائيل بين الديمقراطيين آخذ في التناقص، الا ان هذه النتائج لا تروي القصة الكاملة لحزب وقف بشكل مباشر "خلف قيام دولة الاحتلال".

وادعى سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، دانيال شابيرو، والباحثة في مؤسسة "بروكينغز"، وتمارا وايتس، ان الاستطلاع اعترته عدة عيوب عندما تعلق الامر بقياس مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل.

فعلى سبيل المثال، استندت جميع النتائج بخصوص الموقف من إسرائيل على سؤال واحد فقط هو: ما إذا كان المشارك/ة "متعاطف" أكثر مع إسرائيل أو مع الفلسطينيين. وتعقيبا على هذا السؤال، قال شابيرو ووايتس، ان السؤال محدود جدا وموجّه. فقد يتعاطف بعض الاميركيين في اجاباتهم مع الفلسطينيين، غير انهم قد يكونوا مؤيدين لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في ذات الوقت.
ويشير الاستطلاع إلى وجود مشكلة في بنيته واسئلته، وفق شابيرو ووايتس، لأنه يظهر انخفاضا في التعاطف مع إسرائيل، على عكس الواقع، وفق الكاتب. ويعود ذلك الى أسباب متنوعة ومعقدة، منها طبيعة العلاقة بين السياسيين الإسرائيليين والجمعيات الحزبية التابعة للحزبين الأمريكيين الكبيرين، سواء كان تطور العلاقة بين الطرفين ايجابيا او سلبيا.

فعلى سبيل المثال، يرى رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، أن علاقته مع رئيس الولايات المتحدة، ترمب، تعتبر ممتازة وغير مسبوقة. في حين يرى نتنياهو ان علاقته مع اوباما كانت علاقة مضطربة. ونتيجة لذلك، يرى عدد من المسؤولين الديمقراطيين أن نتنياهو قاد علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة بطريقة حزبية خلال عهد أوباما، كي يتجنب الصدامات مع الرئيس الأمريكي نفسه. وفي عهد الرئيس الجمهوري ترمب، يتبع نتنياهو وحكومته الحالية سياسات تستهدف اقصاء بعض الديمقراطيين الذين عانى منهم نتنياهو خلال فترة أوباما.

ويضيف الكاتب، نحن نتفهم أن بعض الأميركيين يرون أن إسرائيل تواجه مجموعة متنوعة من التحديات، والامريكيين يشعر بالقلق أيضا حيال محنة الفلسطينيين. غير ان فهما معمقا وعقلانيا يذهب أبعد وأعمق من ذلك بكثير، ولا يقف عند تفسيرات سطحية تتعلق بالعلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. فكما يقوم الامريكيون بانتقاد رئيسهم، دون ان يحق لاحد ان يدعي انهم لا يحبوا بلدهم، لا يمكن انتقاد الأمريكيين الناقدين لإسرائيل على انهم كارهون لها، بل على الاغلب انهم داعمون كبارا لإسرائيل، ولحقها في الدفاع عن النفس، وفي حقها في الوجود كدولة يهودية، وفق مصطلح الكاتب.
وعند النظر الى إسرائيل بصرف النظر عن الصراع مع الفلسطينيين، أي كونها دولة عادية، يمكن للديمقراطيين لمس الكثير من القيم المشتركة بين البلدين، مثل: ديمقراطية الحكم، وحرية التعبير، والمساوة بحق النساء، والمثليين، ووجود قضاء مستقل، يوفر الدعم لحقوق الإنسان، وفق الكاتب. ويضيف الكاتب، ان إسرائيل من أكثر الحلفاء الاستراتيجيين قربا للولايات المتحدة. وفي اقصى مستويات التعاون، يتعاون جهازا الاستخبارات في البلدين على اعلى المستويات، ويتعاون الطرفان في التدريبات العسكرية، وفي العمل ضد "الإرهاب"، والعمل بشكل مشترك وحثيث على تطوير أحدث وسائل التكنولوجيا المضادة للصواريخ.
ويضيف الكاتب، باختصار، ان بقاء إسرائيل أقوى يعني أيضا بقاء أمريكا أقوى، والعكس صحيح.

ويعتبر عهد الحزب الديمقراطي واضحا حيال إسرائيل، حيث يقول نص ذلك العهد: "إن بقاء إسرائيل قوية وامنة يعتبر امرا حيويا بالنسبة للولايات المتحدة، لأننا نتشارك معا المصالح الاستراتيجية، وقيم الديمقراطية، والمساواة، والتسامح والتعددية. وهذا هو السبب في أننا سنبقى دائما داعمين لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، كما اننا نعارض أي جهد لنزع الشرعية عن إسرائيل مهما كان صغيرا، بما في ذلك المحاولات في الأمم المتحدة، أو من خلال حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات على إسرائيل"، وفق الكاتب، نقلا عن عهد الحزب الديمقراطي.

من جانب اخر، يؤيد عهد الحزب الديمقراطي، حل الدولتين من جهة، وحق إسرائيل في أن تكون عاصمتها في القدس، حيث يقول: "سنواصل العمل من أجل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال حل الدولتين، في حين تبقى القدس كقضية من قضايا المفاوضات على الحل النهائي، على ان تبقى عاصمة لإسرائيل، كمدينة موحدة، يمكن الوصول اليها لاتباع الأديان جميعها".
ومن المهم الإشارة الى ان (28) من اليهود ال (30) المنتخبين للكونغرس هم من الديمقراطيين. ومما لا شك فيه ان هذا ليس من قبيل الصدفة. فمجموعة الأعضاء هذه تداوم على تقديم كل ما يتعلق بإسرائيل من قضايا وبشكل روتيني. تشمل عضوية اليهود هذه زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ورؤساء وكبار الأعضاء في اللجان الرئيسية، والتي اثبتت قدرتها على التأثير على العلاقة بين البلدين.

من المهم الإشارة الى ان المشاعر المعادية لإسرائيل، في الولايات المتحدة، تاتي من كلا الجانبين. من اليمين المتطرف، كما من اليسار المتطرف. وقد داوم الحزب الديمقراطي على التصدي للخطابات القبيحة، والمثيرة للانقسام التي تستهدف إسرائيل. من بينها تصديه لخطابات لويس فرحان، حيث رد عليه مرارا وتكرارا مسؤولون في الحزب الديمقراطي.
ويضيف الكاتب، "نحن ديمقراطيون يهود، وما نزال عاملين من داخل الحزب، وبكل قوة لدعم إسرائيل، وتحسين العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة، سواء كنا في الحكم او خارجه. وان تطوير العلاقة بين البلدين هو السبب الرئيس وراء تأسيس "المجلس الديمقراطي اليهودي" في أمريكا، والذي يشرفني تولي رئاسته"، وفق مصطلح الكاتب.

ويضيف، نحن ملتزمون بالمساعدة في انتخاب أعضاء ديمقراطيين يؤمنون بالقيم المؤيدة لإسرائيل، والتي نعتبرها جوهرية لحزبنا وللولايات المتحدة بشكل عام، ونحن على ثقة بان الحزب الديمقراطي سيعكس بشكل دائم وجهة نظرنا التي تؤيد إسرائيل على الدوام، وفق الكاتب.


ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي جيروزالم بوست"

تصميم وتطوير