فاشية ضرب طفل اسرائيلي حتى الموت

02.03.2018 10:59 AM

كتب: حمدي فراج

من أين تأتي فاشية إقدام أب على ضرب ابنه حتى الموت ؟
هذا السؤال موجه للنخب السياسية الحاكمة والاكاديمية والفكرية والاجتماعية ، خاصة وان الجاني والضحية هذه المرة لاربعيني اسرائيلي و ابنه الطفل ذو الثلاثة اعوام في خضم الاحتفال بعيد المساخر اليهودي الذي يفترض ان تجتمع الاسرة على جنباته وبركاته في اجواء من الفرح والسعادة والحبور . الام التي نقلت عن زوجها الذي هو بمثابة شريك حياتها صوت غضبه ، وعن طفلها الذي هو بمثابة فلذة كبدها يقول لأبيه الذي هو بمثابة قدوته ومنبع امانه وتطلعه الحذر نحو المستقبل الذي يفترض ان يكون واعدا  : لماذا تضربني يا ابي ، لم تستطع التدخل  لتمنع الموت عن طفلها ضربا على يد ابيه . 

من اين تسللت هذه الفاشية الى عقر البيت الاسرائيلي على هذه الشاكلة ، مئات الامهات الفلسطينيات ، بل ألاف مؤلفة ، لم يستطعن منع اعتقال ابنائهن على ايدي الجنود الاسرائيليين ، لكنهن في الغالب حاولن التدخل بأشكال مختلفة ، وكان الجنود يهيمون بتدخلهن كي يقمعونهن ضربا وركلا وشتما ، فلماذا لم تستطع الام الاسرائيلية التدخل لمنع قتل طفلها ؟

على بعد بعض المسافة بين رعنانا واريحا كشف تسجيل فيديو كيف تم اعتداء الجنود على الشاب السراديح الذين افادوا انهم لم يكونوا يعرفوا انه كان مصابا ، هذا يعني في الاستنتاج الاول انهم قتلوه ضربا ، وإذا لم يكن هذا صحيحا ، فإنهم اوسعوه كل هذا الضرب الذي رأيناه وهو ميتا ، أليست هذه في الحالتين المتعلقتين بهذا الشهيد انما هي فاشية جنود يضربون أسيرهم حتى الموت او ينهالون بكل هذا الضرب على مجرد جثة لا حياة فيها . ثم تأتي الدولة بعد ذلك بدلا من معاقبتهم عقابا شديدا يليق بجريمتهم المستنكرة في كل كتب البشر والانسانية ، تغطي عليهم وتبرر لهم وتصغي لخزعبلاتهم وتقوم بترويجها من انهم لم يعرفوا انه كان مصابا برصاصهم .

إن فاشية ضرب طفل حتى يلفظ انفاسه الاخيرة على يد ابيه ، جاءت من فاشية الجند الذي انتمى لهم هذا الاب وربما ما يزال ، الذين انحصرت مهمتهم في اعتقال الفلسطيني واهانته وترويع امه واطفاله وضربه حتى عندما يكون جريحا او شهيدا كما في عشرات الحالات التي شهدتها الشوارع في العامين الاخيرين ، وهي مهمة ممتدة من مهمة الدولة المتمثلة في انهاء الحياة الفلسطينية على الارض الفلسطينية ، مهمة لم تكتمل ولن تكتمل بعد مضي سبعين سنة على اقامة هذه الدولة ، ولهذا منيت نفسي ان تكون حادثة مقتل الطفل "ايفيتار" عبارة عن مشهد تمثيلي تنكري في عيد المساخر . يا ريت ، فالقصة ناهيك انها عار للبشرية والانسانية ، محزنة مؤلمة وتدمي القلب .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير