تناولت قصص أسرى.. اطلاق رواية "باب العامود" للكاتبة نردين أبو نبعة
غزة- وطن: نظمت دار الشاطئ للدراسات والتوثيق وصالون نون الأدبي، مساء أمس الثلاثاء، في قاعة مركز عبد الله الحوارني للدراسات بمدينة غزة، حفل إشهار ومناقشة لرواية "باب العامود" للكاتبة والإعلامية نردين أبو نبعة والصادرة عن دار المعرفة بالقاهرة.
وتدور أحداث الرواية الفلسطينية حول رسائل متبادلة بين الأسير ماهر الهشلمون وزوجته بهية خلال فترة أسره، وتقع الرواية في (218) صفحة من الحجم المتوسط.
واستعرضت فتحية الصرصور أهم أحداث الرواية، والتي بدأت باستشراف للمستقبل وحفل زفاف أقيم مجددًا في العام 2025م على شرف الإفراج عن الأسير المحكوم بالسجن المؤبد على عروسه بهية التي عاشت مرارة الفقدان والبعد عن زوجها الأسير، وحافظت على حبه وأصرت على تربية أبنائه تربية حسنة صالحة وأنشأتهم نشأة مفعمة بالحب للدين والوطن على نهج والدهم ماهر.
بدورها، تحدثت الروائية أبو نبعة المتواجدة في عمان عبر تسجيل صوتي، مفتتحة كلمتها باقتباس من الرواية بأن "القدس أول الصلوات وأول النصر"، متمنية أن تكون مع الحاضرين وتشاركهم نقاشاتهم حول الرواية.
واعتبرت أنه من الصعوبة بمكان كتابة رواية فلسطينية في هذا الوقت بالذات الذي يهرول فيه الكل للتطبيع والبعد عن مركزية القضية، وأن كل من يكتب بهذه الصيغة الآن فهو غير مرحب به في المحافل الدولية، لأن المزاج العام العربي والعالمي يأخذ منحى مغاير.
بدروه، أكد الناقد الأدبي رياض أبو راس أن هذه الرواية أبدعت كاتبتها في صياغتها واختيار الألفاظ والمصطلحات، وهذا دليل على امتلاك الكاتبة قاموسًا أدبيًا ولغويًا رائعًا وزاخرًا، لكن دراستها الإسلامية كانت طاغية على عملها الروائي.
وأوضح أن هناك العديد من الموضوعات الدينية والتاريخية التي أبدعت الروائية في كتابتها وصياغتها بأسلوب فني وأدبي راقي جدًا، وطغت العاطفة الجياشة على الرسائل المتبادلة بين أسير وزوجته بلغ الحب بينهما أعلى درجات الحب والعشق.
وقال إن كاتبة الرواية تحدثت عن المرأة الفلسطينية وأبدعت في استعراضها لهذه النماذج الجليلة التي تضيف رصيدًا لنضالات الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى مدى تأثر القارئ بقصة الأسير داوود التي يقصها الأسير ماهر على زوجته في رسائله، وكيف أحبته نهاد الطالبة الجامعية، وطلبت الزواج منه، رغم أنه محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، متناولة قصص غاية التأثير في العاطفة للأسرى المتزوجين، والذين صدرت بحقهم أحكامًا بالسجن المؤبد.
وأضاف أن الكاتبة تساءلت كيف ستكون علاقاتهم بزوجاتهم؟. إلا أن بهية وماهر أبطال الرواية ضربوا أروع الأمثلة في الحب والوفاء للدين والوطن وحفاظهما على الحب وتراكمه على مدار سنوات البعد والأسر التي مست بأعمارهم دون أن تمس بقلوبهم.
وأشار إلى تفوق الكاتبة في رؤيتها للقدس وفلسطين، ومنطق الحق فيها الذي سيغلب الباطل مهما طال الزمن، التي اعتبرت أن القدس هي البوصلة، مستشهدًا بكلام المعلم فتحي الشقاقي بأن "أي بوصلة لا تشير للقدس فهي مشبوهة".
واعتبر أن الرواية عززت النماذج الحية في تاريخ صراعنا مع هذا المحتل، ومدى ارتباط هذا الشعب بالمدينة المقدسة، وكيف للإنسان أن يتنازل عن كل أملاكه مقابل أن يحصل على مترين من الأرض يدفن بهما في المدينة المقدسة.
من جانبها، اعتبرت مديرة صالون نون الأدبي مي نايف أن الكاتبة اختارت عنوانًا رقيقًا ناعمًا، وهو باب العامود لرواية مليئة بالعواطف والعواصف والأحداث الزخمة والقاسية بين طياتها، وكان يحق لها اسم أقوى وأعنف لما احتوته.
وأوضحت أن الرواية منذ مطلعها بدأت بالفرح وانتهت بالفرح، واستشرفت عام 2025م عامًا للنصر والتحرير، وأنها تسلسلت في أحداثها المجموعة بين ثنائية العبودية والحرية، وأن الأسير ماهر في مجمل رسائله أكد أن العبودية اختيار كما أن الحرية قرار.
وأضافت أن الروائية أكدت على ما تتعرض له القدس من خطر حقيقي، يمس كل شيء فيها من حجر وبشر، مشيرة إلى دور المرأة التي ركزت عليه الرواية، وما تتطور له الأحداث في المنطقة العربية كلها.
ولفتت إلى أن تلك المرأة في كل دول المنطقة تعاني الاحتلال والحرب، وكأن الرواية تصرخ بلسان القدس والمرأة العربية فيها للعرب وللمسلمين بأن عليكم الاختيار ما بين الحرية والعبودية، ومن ثم تضرب المثال الأروع في ماهر بطل الرواية الذي ترك رغد العيش ليجند نفسه شهيدًا مع وقف التنفيذ لأجل القدس، وينادي خلال عمليته البطولية بأعلى صوته وخلال محاكمته بأن "القدس لنا.. القدس لنا.. القدس لنا".