كيف يواجه الفلسطينيون إغلاق "فيسبوك" لصفحاتهم؟

08.03.2018 09:25 PM

وطن- وكالات: شهدت الفترة الأخيرة تصاعد سياسة إدارة "فيسبوك" في حذف الصفحات الفلسطينية سواء الإخبارية، أو التابعة لنشطاء وحركات فلسطينية، بحجة التحريض ونشر الخطاب الديني ومخالفة السياسات العامة.

ويلجأ القائمون على هذه الصفحات بعد إغلاقها إلى فتح أخرى، من أجل مواصلة الرسالة الإعلامية الفلسطينية؛ ولكن في ظل الإغلاقات المتكررة، ما الخيارات التي يمتلكها الفلسطينيون لمواجهة قرار إدارة مواقع التواصل الاجتماعي؟


الخيارات المتاحة

وفي هذا الإطار، يجيب الاستشاري في الإعلام الجديد خالد صافي قائلا: "لا يملك الفلسطيني أي خيار للأسف، وكل ما يمكنه فعله، هو محاولة استرجاع الحساب، وربما تنجح هذه المحاولات في بعض الأحيان".


وأضاف صافي ، أنه "في معظم الأوقات يتم مصادرة حق الفلسطيني بالحصول على حسابه في هذه المنصات، ولا يملك سوى إعادة فتح حساب جديد، وبالتالي الخيارات محدودة".

من جهته، قال منسق مركز صدى سوشال إياد رفاعي: "وجد الفلسطينيون في مواقع التواصل الاجتماعي ضالتهم، وأصبحوا يستخدموها كوسيلة جديدة لبث الرواية الفلسطينية، واستكمالا لمسيرة النضال الرقمي وهي مهمة جدا في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة".


وتابع: "بالتالي هم محصورون بمواقع التواصل الاجتماعية الحالية وخاصة فيسبوك، والذي يحظى بمتابعة كبيرة في فلسطين والعالم، لذلك هم يركزون في تفاعلهم الرقمي عليه، لهذا هم خياراتهم محدودة".


واستدرك رفاعي قائلا: "لكنهم يملكون خيارات أخرى كالاحتجاجات وهي موجودة، فمثلا نظم الصحفيون في غزة قبل أيام وقفة احتجاجية على غلق مواقع التواصل الاجتماعي للصفحات الفلسطينية".


طريق التفافي

وأكد صافي أن الفلسطينيين في ظل محدودية خياراتهم يحاولون التحايل على قوانين "فيسبوك" وغيره من المنصات، لافتا إلى أن "عددا كبيرا من أصحاب الصفحات استطاعوا التحايل على الموقع بعدة طرق، منها: عدم وضع أي نص أو صورة يعتبره فيسبوك تحريضيا في المنشور الرئيسي، وإنما في التعليقات.


وأضاف: "من الطرق الأخرى أيضا رفع روابط في أماكن أخرى، نعم تخفف نسبة الوصول لكنها تقوم بعملية تحايل، بالإضافة للنشر عبر الرسائل وليس بشكل مباشر، وبالتالي لا يمكن التبليغ عن هذه المنشورات".


ولفت إلى أن "بعضهم يستخدم حسابات بأسماء أجنبية، وهناك كثير من الصفحات الفلسطينية التي خارج فلسطين بأسماء لا يبدو أنها فلسطينية وتصل لأكبر عدد ممكن"، بحسب قوله.


تقصير رسمي

ويلتقي المسؤولون الإسرائيليون بشكل دوري بوسائل الإعلام الغربية سواء التقليدية أو الرقمية، وذلك لنقل الرواية الإسرائيلية، فماذا فعل المسؤول العربي والفلسطيني؟

يرد الاستشاري الإعلامي الاجتماعي خالد صافي بالقول: "المقارنة بين المسؤول الفلسطيني وبين الإسرائيلي الإعلامي على وجه التحديد، تُظهر مدى هشاشته، وابتعاده عن مسؤوليته".


وأوضح أن المسؤول الفلسطيني قادر بحكم منصبه ومكانته كوزير للإعلام أو كسفير أن يؤثر في صانع القرار في "فيسبوك" أكبر بكثير، خصوصا لو تحالف مع نظرائه العرب ليكونوا لوبيا ضاغطا يمكن أن يغير من خلاله قناعات أدارة الموقع اتجاه المحتوى الرقمي الفلسطيني.


وأكد على أن العرب والفلسطينيين يمثلون نسبة كبيرة جدا من مستخدمي المنصات الاجتماعية، لكنهم لم يستخدموا أبدا هذه الورقة الرابحة للضغط على إدارة "فيسبوك" للحفاظ على المحتوى الفلسطيني.


وقال: "على عكس ذلك تماما يقوم السياسي الإسرائيلي دائما باستضافة المسؤولين في المنصات الاجتماعية، حتى يضعهم بصورة ما يطلبه الإعلام الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل تقوم بخطة ذكية وذلك بسن قوانين ضد المحتوى الفلسطيني ثم تمررها لهذه المواقع".

وأكمل: "مثلا يصدر الكنيست الإسرائيلي قرارا بأن كل من ينشر اسم يحيى عياش، هو يدعو للتحريض على العنف، وبالتالي لا بد من مصادرة جنسيته ومحاسبته على أساس أنه ينشر خطابا تحريضيا، فتأخذ الجهات الإعلامية الإسرائيلية هذا القانون وتعرضه على فيسبوك ليوافق مباشرة على حذف أي محتوى عربي على يحتوي هذا الاسم".


وبمقابل غلق "فيسبوك" الصفحات الفلسطينية، فإنه يغض الطرف على الصفحات الإسرائيلية، والتي قامت بحسب مؤشر العنصرية والتحريض لعام 2017، الذي أجراه حملة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، بنشر منشور ضد الفلسطينيين كل 71 ثانية، ووجهت 445 ألف دعوة للممارسة العنف أو تعميم عنصري وشتائم ضد الشعب الفلسطيني.


وبحسب المؤشر نفسه كتب 50 ألف متصفح إسرائيلي منشورا عنيفا واحدا ضد الفلسطينيين في عام 2017 وحده، وكان 1 من أصل 9 منشورات عن العرب تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف ضدهم.


الخيار القانوني

وحول الخيار القانوني، أشار منسق مركز صدى سوشال إياد رفاعي إلى أن القانون ليس مع الفلسطينيين، مستدركا قوله: "لكننا حاليا نعمل على عدة فعاليات احتجاجية من بينها حراك قانوني بالإضافة لتحركات ميدانية".


وأكد صافي على كلام رفاعي بأن الفلسطيني لا يملك خيارا قانونيا لمواجهة إغلاق "فيسبوك" للصفحات الفلسطينية.


وتابع: "عندما يدخل الفلسطيني لهذه المنصات يوافق على اتفاقية الاستخدام والتي تنص على عدم التحريض والعنف أو التجريح في الأشخاص، بالتالي "فيسبوك" عندما يحذف الصفحات يولي المهمة لشخصيات إسرائيلية بالدرجة الأولى أو خبراء يبحثون عن مواد تحريضية، وطالما هناك متضرر واحد من هذا المحتوى يحق للموقع حذفه".


وأشار إلى الطريق القانوني الوحيد الذي يمكن أن يتدخل فيه الفلسطيني هو حرية الرأي والتعبير، وتوضيح الصورة للعالم بأن هذه مقاومة وهذا احتلال، ولا بد من الحديث عن هذه المقاومة في صورتها كنقل للخبر، وليس كإشعار بأنه تحريض في هذه النقطة يمكن أن نصل لقانون يجعلنا ننشر بحرية، بحسب قوله.


يُذكر أن مركز صدى سوشال وثق في تقريره الدوري الأخير أكثر من 100 انتهاك ضد الفلسطينيين من قبل "فيسبوك" خلال شهر فبراير الماضي وشملت الانتهاكات حذف 48 صفحة وحساب شخصي بالإضافة إلى 52 حظر نشر وحذف منشورات.


ومن بين تلك الانتهاكات تم رصد حذف صفحات فلسطين نت، ومجلة إشراقات، وفلسطين 27، وفلسطيني بلس، بالإضافة لصفحات عشيرة آل جرار، والناشط علي النسمان، وصفحة جنين مكس، وحسابي الصحفيين حذيفة وأحمد جرار.


وهناك قرابة 200 انتهاك من قبل فيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني خلال 2017 والانتهاكات موزعة بين حظر وحذف وإغلاق.

 

 

المصدر: عربي21

تصميم وتطوير