هل تملك حماس الشجاعة للاعتراف بالفشل؟

09.03.2018 04:32 PM

وطن:_كتب: جيسون غرينبلات "مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والممثل الخاص للمفاوضات الدولية"

في الشهر الماضي، قام متحدث باسم حركة حماس برفض خطة السلام الامريكية واصفا اياها بأنها "عديمة القيمة" رغم أنه لم يراها مطلقاً وذلك في محاولة فاشلة لتقويض أي فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكان هذا  متوقعا. فمثل هذا الاتفاق من شأنه أن ينهي سبب وجود حماس.

لكن بعد أن حكمت حماس غزة بقبضة حديدية لعقد من الزمان، نجد أن لديها سجل مخزي. واستجابة للوضع الإنساني المتدهور في غزة، تستعد مجموعة من البلدان ذات المصلحة لفعل شئ بذلك الخصوص. فقد كان هناك اجتماعا في القاهرة يوم الخميس وستعقد جلسة عصف ذهني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل لإيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تسببت بها حماس.

وقد أدى تزايد التشاؤم إلى حدوث شللا في غزة. وللاسف الشديد، يبدو أن الكثيرين يعتقدون أنه لا يمكن التخلص من حكم حماس وأن معاناة الشعب الفلسطيني لا مفر منها. ولكننا في إدارة ترامب، وخصوصا نحن في فريق السلام، لا نتفق مع هذه الرؤية. إن فشل الماضي لا يعفينا من المسؤولية في محاولة للمساعدة. نحن مسؤولون عن إيجاد طريق لمستقبل أكثر إشراقاً لفلسطينيي غزة.

انها حماس وليست الولايات المتحدة أو إسرائيل التي نهبت الثروات الهائلة وانفقتها على الأسلحة لترويع الإسرائيليين، بدلاً من إنفاقها على المستشفيات والمياه والمدارس والأمور الكثيرة الأخرى التي تحتاجها غزة اكثر حاجة. لقد فرضت حماس، وليس إسرائيل، القيود المتزايدة على غزة من خلال إخفاء المواد لصنع الأسلحة في شحنات المساعدات الإنسانية وغيرها من السلع التي يتم نقلها إلى غزة. وقد فعلت ذلك بشكل متكرر.

أمام الفلسطينيين في غزة الفرصة لرفض السياسات الفاشلة لحماس والتوجه نحو حكومة شرعية تستثمر لصالحهم بحكمة وتعمل على ازدهارهم. وبالطبع سوف يأخذ ذلك بعض الوقت -وربما الكثير من الوقت - ولكن ينبغي علينا أن نبدأ بهذه المهمة اليوم. إنها مهمة بالغة الأهمية لجميع اطفال الإسرائيليين والفلسطينيين (في غزة والضفة الغربية) وايضا المصريين وغيرهم.

إن الكارثة الإنسانية الناجمة عن استغلال حماس لفلسطينيي غزة تتطلب أن نركز فوراً على امور أساسية مثل الطاقة وشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب. ويجب الذكر هنا  بأن غزة ليست خالية من الموارد، فلديها فرص كبيرة لبناء قطاعات طاقة مزدهرة مثل الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية. ومؤتمرنا عن غزة الذي سيعقد في واشنطن سيركز على أفكار كيفية تطوير اقتصاد قابل للحياة في غزة في المستقبل. وبالطبع يجب أن تأخذ هذه المبادرات بعين الاعتبار مخاوف مصر وإسرائيل الأمنية. والولايات المتحدة مستعدة لدعم هذه الجهود إلى جانب البلدان الأخرى التي تريد المساعدة.

يدرك الرئيس ترامب أن تحسين حياة الفلسطينيين في غزة يعني بناء اقتصادا مزدهرا يمكنه أن يصبح مستدامًا بشكل ذاتي. وهذا لن يخدم فقط مصالح الفلسطينيين (بما في ذلك السلطة الفلسطينية) والولايات المتحدة فحسب، ولكنه سيكون أيضاً في مصلحة حليفاتنا إسرائيل ومصر. وبينما نحاول بناء غزة، يجب أن نتذكر أن فشل حماس المطلق في الوفاء بأي من المهام الأساسية للحكم قد أوصل غزة إلى حافة الانهيار، الأمر الذي استلزم استجابة المجتمع الدولي. فاللاعبون السيئون مثل مشروع إيران يثيرون الغضب ويشجعون على العنف في الخارج ولا سيما من خلال تمويل تدريبات حماس العسكرية ومخزوناتها من الأسلحة، بدلاً من تركيز جهودهم لدعم الاقتصادات المتعثرة في الداخل.

يجب عدم السماح لحماس بالمشاركة في أي حكومة مستقبلية قبل أن تلتزم بشروط اللجنة الرباعية للشرق الأوسط - الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة - بما في ذلك الالتزام الصريح باللاعنف والاعتراف  بدولة إسرائيل وكذلك القبول بالاتفاقيات والالتزامات الموقعة بين الطرفين، ونزع سلاحها والالتزام بالمفاوضات السلمية. وايضا يجب عليها معالجة قضية إنسانية أخرى الا وهي إرجاع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المفقودين الذين تم أخذهم من قبل حماس، بالإضافة إلى المدنيين الإسرائيليين. يوجد هناك طريق للخروج من غزة  إذا ما كانت حماس تملك الشجاعة للاعتراف بالفشل وأخذ مسارا جديدا.

وكما يدرك معظم الناس، فإن جزءا أساسيا من التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في غزة والضفة الغربية، يكون من خلال إيجاد حلا لغزة وكذلك اعادة البناء فيها. لقد كان الرئيس ترامب واضحا عندما قال أنه يريد اتفاقا عادلا ودائما بين الإسرائيليين والفلسطينيين من شأنه أن يعزز أمن إسرائيل ويمنح كل الفلسطينيين فرصة لمستقبل مزدهر. نحن على استعداد للعمل مع أي طرف يريد حقًا الوصول لهدف تحقيق السلام. وبلا شك فان معالجة الوضع في غزة يمثل خطوة مهمة نحو حل المشكلة الرئيسية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير