سوبر ماريو: لعبة ينتجها حزب الله ترويجاً لمقاتليه

15.03.2018 03:51 PM

ترجمة خاصة-وطن: في اختلاف عما جرت عليه العادة في تصميم العاب الكمبيوتر، للأطفال والبالغين، وخصوصا الألعاب الامريكية، ظهرت لعبة تختلف في مفهومها، وتصميمها، ومغزاها، عن الألعاب التي اعتادت الشركات الامريكية طرحها في الأسواق الامريكية والدولية.

فبدلا من ان يقوم بطل اللعبة بتولي مهمة الدفاع عن الولايات المتحدة، في وجه غزو عسكري، او دفاعا عن قضية ديمقراطية معينة، كما جرت العادة في اغلب الأحيان، صمم حزب الله لعبة تشمل قتالا من نوع اخر، ومهام مختلفة هذه المرة لبطل اللعبة. فالشخصية البطولية في هذه اللعبة هي لمقاتل تابع لحزب الله اللبناني، يتولى الدفاع عن أبناء الطائفة الشيعية امام مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وفي عصر أصبحت فيه الجماعات المسلحة أكثر فهما واستعدادا من الناحية التكنولوجية، قام حزب الله بتصميم وطرح لعبة كمبيوتر ثلاثية الأبعاد متقدمة. هدف الحزب من ورائها الى جلب انتباه أعضاء الحزب ومؤيديه من الشبان، بحيث تلبي احتياجاتهم من الاثارة الالكترونية، وفتح الافاق المعرفية، فضلا عن التوظيف الذهني والحشد النفسي للشبان.

ووفقا لتقرير صادر عن "مجموعة مراقبة الجهاد"، التابعة ل "معهد هرتسيليا الدولي"، والتي حصلت "جيروزالم بوست"، على نسخة منه، وبشكل حصري، فقد تم إطلاق اللعبة بتاريخ 9 شباط 2018.

وقد تم تصميم اللعبة للأطفال والمراهقين، بحيث يقوم مقاتل من حزب الله بمحاكاة المعارك الحقيقية التي خاضها حزب الله ضد "داعش" في سوريا ولبنان. وكأي لعبة كمبيوتر مهمة، وذات جودة عالية، تتكون هذه اللعبة من مستويات متعددة، ومجموعة متنوعة من المهمات التي يتوجب على اللاعبين القيام بها، وبشكل تدريجي.

فبدلا من ال "سوبر ماريو"، في النسخة الامريكية، الذي يتولى مهمة انقاذ الاميرة "تودستول"، يتوجب على اللاعب، في نسخة حزب الله، الدفاع عن "مقام السيدة زينب"، ضد تنظيم الدولة الإسلامية. حيث تصور اللعبة هذا الموقع على انه موقع مقدس لدى الطائفة الشيعية، في قلب العاصمة السورية دمشق. وتتضمن المهمة قيام مقاتلي الحزب بتطهير المنطقة من مقاتلي "داعش"، وبحيث يكف يد التنظيم عن قدرته على إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها حزب الله.

وفي مستوى آخر متقدم من اللعبة، تتضمن احدى المهام ان يقوم اللاعب باغتيال أحد القادة الكبار في "داعش"، والذي يقوم بمهمة خطرة على حزب الله ولبنان، وهي مهمة نقل الانتحاريين إلى لبنان.

وبدلا من القبض على الأشرار، مثل "مورتال كومبات" و "إكس شينوك" و "كوان تشي"، وجيش الأشرار التابع لهم، في النسخة الامريكية، فان هذا المستوى من اللعبة يعتبر مستوى صعبا ومهيبا جدا، وفق مصطلح الكاتب.

فالمستوى يحمل اسم "معركة من اجل الوطن". وتتولى هذه المعركة مهمة الدفاع عن منطقة "بعلبك"، معقل حزب الله في لبنان، وفق الكاتب.

وتشهد احدى مراحل اللعبة التفافا بعيدا عن الواقع، عندما تذهب الى مهمة تحرير رهائن مدنيين مختطفين لدى "داعش". وفي واقع الامر، فان معظم المعارك التي خاضها حزب الله في سوريا، ضد "داعش" او غيره، لا علاقة لها بتحرير مدنيين مختطفين، بل كان الهدف منها دعم نظام بشار الأسد ليس الا.

وقد بدأ نظام الأسد، في العام 2011، بفقدان السيطرة على الكثير من المناطق، بعد أن بدأ بقصف المدنيين، وخصوصا الاحياء السنية، بالبراميل المتفجرة. وفي هذا السياق، لم يقم حزب الله في الحقيقة بتدخلاته من اجل حماية المدنيين السوريين، كما يحاول غسل الأدمغة والترويجلهذا التصور من خلال الته الدعائية.

وفي مقدمة اللعبة، المسماة "الدفاع المقدس"، أورد مصممو اللعبة النص التالي: "هذه اللعبة ليست مجرد لعبة عادية فقط، بل انها قصة تسعى إلى توثيق إحدى معارك "الدفاع المقدس"، ضد التوسع الذي تسعى اليه الحركات التكفيرية (في إشارة إلى تنظيم "داعش" باعتباره مرتد عن الإسلام، وفق حزب الله). كما ان اللعبة تسعى الى احباط الخطة الصهيو-أمريكية في المنطقة".

ويضيف الكاتب: "ان لعبة الكمبيوتر هذه، وغيرها من الألعاب التي ينوي حزب الله طرحها مستقبلا، هي جزء لا يتجزأ من الحملة الدعائية التي يقوم بها حزبالله، وبشكل منهجي. وهي ذات الدعاية التي تعمل وفقها كل من حماس وداعش".

ويضيف، ان حزب الله يسعى إلى إيصال رسالة الى الشباب، تشعرهم بالرهبة والخوف والحذر، من التهديدات التي تواجههم وتواجه مجتمعهم. كما يسعى الحزب الى فرز الأعداء وتعريف الشباب بهم، وان عليهم محاربة هؤلاء الأعداء حتى الانتصار عليهم او الموت. ويعمل الحزب على ذلك من خلال أقصر الطرق، التي ابتكرها مبرمجوه، وهي الألعاب الالكترونية. ويدرك الحزب تماما ان هذه الألعاب هي متعة الأطفال، التي يسعون اليها دائما، ولهذا فهو يسعى الى تمرير الرسائل من خلالها، في سعي منه الى توليد الإحساس بالانتماء لدى هؤلاء الشبان.

ويرى الكاتب ان أحد الأهداف الضمنية للعبة هو وضع أساس تثقيفي لدى الأجيال الصغيرة من اجل تجنيدها.

ويتطلع حزب الله الى اقناع أبناء الجيل الشاب، من الطائفة الشيعية في لبنان، وفي أماكن أخرى حيثما تواجد الشيعة، الى ان يكونوا "رأس الحربة في الدفاع عن الطائفة الشيعية في لبنان، وفي المواقع الشيعية المقدسة في سوريا ايضا".

وحسب حزب الله، "فإن الغرب يسعى، وبشكل مستمر، الى طمس الهوية الثقافية، والهوية الدينية للشباب المسلم، من خلال العديد من الوسائل والمحتويات، مثل: برامج المحادثة والتراسل المشفرة، وشبكات التواصل الاجتماعي، والألعاب الالكترونية التي تسعى إلى تدمير القيم، وصرف النظر عن المشاكل الرئيسية". وهذه اللعبة هي أحد ردود الحزب على هذه المخاوف.

ووفق راي الباحثة اللبنانية، بديعة سلمان، فإن لعبة "الدفاع المقدس" تاتي من حزب الله كأداة لتبرير نشاطه العسكري على الأراضي السورية، إثر تلقيه موجات واسعة من الانتقادات، بسبب مشاركته في الحرب الأهلية السورية، سواء في أوساط المجتمع الشيعي نفسه، او في أوساط غير الشيعة، بما في ذلك في الداخل اللبناني، أو في الخارج"

من الجدير بالذكر انه قد سبق لحزب الله أن نشر ألعابا حربية الكترونية، مثل اللعبة التي تصور مقاتلي الحزب وهم يحاربون جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه من لبنان في العام 2000. كما طرح الحزب لعبة أخرى تحاكي حرب لبنان الثانية في العام 2006.

ولتسويق لعبته الجديدة، "الدفاع المقدس"، نشر حزب الله مقاطع فيديو من اللعبة، كما قام بتحميلها على موقع الفيديو التخصصي "يوتيوب"، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بما يشمل "تويتر" و "فيسبوك". وفضلا عن ذلك، أطلق الحزب موقع انترنت خاص باللعبة.

ولتسهيل تسويقها، وتداولها، والحصول عليها، قام الحزب بتوفيرها لعشاق الألعاب المحوسبة على أكثر من شكل. حيث يمكن تثبيتها على أجهزة الحاسوب الشخصية، والهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية. كما يمكن شراؤها على قرص مدمج بقيمة لا تزيد عن (5) دولارات من متجر مركزي تابع لحزب الله.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي جيروزالم بوست"

تصميم وتطوير