القيادة في إسرائيل دون مستوى التحدي

18.03.2018 01:43 PM

ترجمة خاصة-وطن: لعل الصفة السائدة، والأكثر تعميميا، على الإسرائيليين، في هذه الأيام، هي عدم الرضا، والانتقائية، وصعوبة تقبل الأشياء، وعدم القبول باي شيء. وكمجتمع إسرائيلي، نحن نريد دائما ان تكون الأمور أسرع، وأكبر انجازا، وأكثر عمقا. مما يعني انه يجب علينا ان لا نركن على امجادنا وانجازاتنا السابقة، وان نعمل بجد واجتهاد على الدوام. ولهذا يجب ان يكون لدينا قيادة بهذا المستوى.

والسؤال الان: ماذا يجب علينا ان نفعل حيال ذلك؟

هناك نهج يقول إنه مصيرنا وعلينا العيش بموجبه. اما النهج الآخر، والذي أؤمن به، فلا يستسلم، ويقول ان من الواجب علينا ان نتم مهمتنا، وفق الكاتب.

فلدينا أمثلة مذهلة في بلدنا، وفق الكاتب. فقد كسرنا الكثير من القواعد القائمة، واتينا بأسس جديدة في عدد من الحقول الهامة، مثل: العلوم، الطب، الزراعة، وفي سلاح الجو أيضًا.

وفي ذات الوقت، لدينا أمثلة معاكسة أيضا، فنحن ما زلنا نفتقد بعض الأشياء. وأحد الأشياء الهامة التي نفتقد اليها، هو القيادة، فقيادتنا الحالية دون مستوى التحدي، وضعيفة وتتجاذبها المشكلات. اننا بحاجة إلى قيادة تتسم بالتحدي، وقادرة فعلا على القيادة. ونحن بحاجة الى قيادة تجعلنا قادرين على استغلال إمكانياتنا، وإلى أقصى حد ممكن.

ويضيف الكاتب، يجب ان لا تتوقف القيادة عند مستوى معين من القيادة. فالقيادة هي قيادة، او لا تكون. وبالتالي، لا وجود لما يسمى "قيادة صغيرة". يمكن القول ان هناك قيادة بالطبيعة، وهناك على الجانب الاخر قيادة يتم تدريبها، وتأهيلها، وبناؤها تدريجيا. ولكن، أيا كانت نوعية قيادتك، طبيعية او بنائية، فتسيير قيادتك يعتمد عليك وحدك. فلا أحد يمنعك من الإقلاع والوصول الى عنان السماء، والاتيان بالإنجازات، وبلا حدود. كما ان لا أحد يمنعك من الفشل والتراجع، الا انت، وفق الكاتب.

غير ان من الواجب على القيادة ملامسة جمهورها، والبقاء على قرب منه. فالقيادة تعتبر رافعة للأخذ بيد الناس الى أماكن أخرى، والى وانجازات يتطلعون اليها. وعلى القيادة الوصول بالناس الى أهدافهم، وعلى الزعيم ان يوفر الإمكانيات ويحشد الطاقات، إن لم تكن متوفرة، من اجل الاستجابة لاحتياجات جماهيره.

وعلى القائد ان يعمل دوما كجزء من مجموعة، وليس من تلقاء نفسه، او لوحده. وعليه ان يكون قائدا ومصدرا لإلهام اتباعه، وأن يكون معلما لهم، وأن يعاقبهم ان اقتضى الامر.

ويضيف، "القيادة تعني أيضا أنك يجب ان تبقى قريبا من حقيقتك، وان تتمسك بمبادئك، وان تلتزم بوعودك. وفي حال التعرض للطوارئ، يجب على القائد ان يكون بمثابة البوصلة التي يسترشد بها مواطنوه، ويطمئنوا اليها، خلال الأوقات الصعبة والأزمات.
وعند الازمات، ينصب نظر الجميع الى موقع القيادة، كي تخرج بالناس من الازمة الى بر الأمان. علما ان منصب القيادة هو أكثر منصب يقع تحت الاختبار في حال الازمات. ويجب ان تكون القيادة صامدة بنظر المواطنين، مثل البوصلة، وان لا تكون مهتزة، مثل اللهب وسط الرياح.

ومن الجدير بالذكر اننا نعيش في عصر أدخلت فيه القيادات مصطلحا كاذبا هو مصطلح "الحقيقة البديلة". ويضيف، انا لا أؤمن بذلك، لأنه كذب واضح وصريح.

ويضيف، أعتقد أنه يجري حاليا تنحية الخطاب الأخلاقي والصادق، ودفعه جانباً، لصالح "الحقيقة البديلة"، (أي الكذب). ان الاختبار الحقيقي هو الاختبار الأخلاقي، وعندما نفشل في حماية قيمنا سننزلق بدولتنا الى منحدر عميق.
يمتاز القائد بان لديه التزامات أكثر من حقوقه. والقائد القوي هو من يملك القدرة على الاعتراف بالخطأ دون خوف. فالضعفاء هم فقط من يختبئون خلف الادعاءات والمزاعم، ويخشون الاعتراف بأخطائهم.

ويضيف، بصفتي قائد سلاح الجو، وصلت إلى منصبي بعد رحلة وتدرجات طويلة. ومثل أي شخص آخر، فقد جئت إلى هنا للاعتراف بأخطائي قبل كل شيء، وان اتعلم منها. وهذا ليس ضعفا، بل انه جوهر القيادة.
ويضيف، هناك مبدأ اخر هام في القيادة، وهو التواضع. فالقائد ليس الله، إنه إنسان مثل غيره. وبدون الناس الذين تتولى قيادتهم، لن تصل إلى أي مكان. ولها يتوجب على القائد ان يضع نفسه بين الناس، وان يتصرف بشكل.
الكاتب: قائد سلاح الجو في جيش الاحتلال، أمير ايشيل، في مؤتمر "القيادة" في حيفا، 2018.

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية

تصميم وتطوير