مفوض الاتحاد الأوروبي لوطن: محطة شمال غزة، تحلية للمياه وخلق فرص عمل

20.03.2018 02:24 PM

وطن: على هامش مؤتمر المانحين لبرنامج مشروع محطة التحلية المركزية لغزة، والذي عقد اليوم الاثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، اجرت "وطن" لقاءاً مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون مفاوضات التوسع والجوار، جاوهانسن هان:

وطن: ما هي أهمية مشروع محطة تحلية المياه المركزية بالنسبة للمواطنين في قطاع غزة؟

هان: تتوفر المياه العذبة في قطاع غزة بمستويات تصل إلى حدٍ دراماتيكي في انخفاضها، ويعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق ذات الكثافةً السكانية العالية على وجه هذا الكوكب، ويعتمد قطاع غزة بشكل حصري تقريباً على المياه الجوفية الساحلية للحصول على المياه العذبة، حيث تصل سِعَّة هذه المياه إلى 55 مليون متر مكعب في السنة مما يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات سُكان قطاع غزة السنوية من المياه التي تصل إلى 180 مليون متر مكعب. أما لأمر المُرَوِّع فهو أن 3 بالمائة فقط من المياه التي تُضَّخ من هذه المياه الجوفية الساحلية تُلَّبي معايير جودة مياه الشرب التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.

هذا وضع غير مقبول وخطير ويُفضي إلى نتائج وخيمة على الصحة العامة والبيئة والتنمية الاقتصادية وربما استقرار قطاع غزة. بالتالي، فإن هذا المشروع أكثر من مُجَرَد محطة تحلية مياه، وهو لا يمنع حدوث كارثة إنسانية فقط وإنما يخلق توقعات على الأمد البعيد وفرص عمل ويعزز النمو الاقتصادي ويجعل من قطاع غزة مكاناً أكثر أمناً وملائمةً للعيش.  

وطن: ما هو عدد الأشخاص الذين سَتُزَوِدَهُم محطة تحلية المياه الجديدة في قطاع غزة بالمياه العذبة؟

هان: سوف تُزوِد محطة تحلية المياه مليوني شخص بالمياه الآمنة والنظيفة، أي كافة سُكان قطاع غزة.

وطن: ما هي النتائج التي ستعود على البيئة من خلال محطة تحلية المياه الجديدة في قطاع غزة؟

هان: نقوم دائماً بعمل دراسات لتقييم الأثر البيئي لمشاريع الاتحاد الأوروبي. ففي هذه الحالة، تُبَيِّن الدراسة عدم وجود أي أثر سلبي. لقد بذلنا كافة الجهود من أجل أن نضمن أن تكون المحطة صديقة للبيئة: 15 بالمائة من الطاقة اللازمة لتشغيل المحطة ستأتي من مصادر طاقة متجددة. أضف إلى ذلك أن المحطة ستضمن تعويض النقص في المياه الجوفية الساحلية وستعمل على خفض التلوث في المنطقة الشرقية من حوض البحر الأبيض المتوسط، كما ستعمل وبشكل دراماتيكي على خفض المياه المفقودة من خلال تطوير معالجة أفضل وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي.

وطن: ما هو مجموع تكلفة محطة التحلية الجديدة في قطاع غزة وما هي مساهمة الاتحاد الأوروبي؟

هان : تبلغ التكلفة التقديرية الكُلِّيَة للمشروع 562.3 مليون يورو. مساهمة الاتحاد الأوروبي للمشروع هي 77 مليون يورو، مع وعود من عدد من دول أوروبية أعضاء بزيادة هذا المجموع. كما أننا نُكَرِّسُ أكثر من 40 مليون يورو لتدخلات أخرى في قطاع المياه في قطاع غزة.

وطن: ما هي التقنيات المستخدمة في محطة التحلية الجديدة في قطاع غزة للتغلب على النقص في الكهرباء ولضمان الخدمات المُستدامة؟

هان: يشمل المشروع وجود محطة فيه لتوليد الكهرباء باستخدام البترول/ الغاز تستطيع أن تُوفر 100 بالمائة من احتياجات المحطة من الطاقة. كما سيتم تركيب ألواح شمسية على أسطح محطة التحلية نفسها، وسيكون هنالك محطة إضافية لتوليد الكهرباء خارج الموقع تتكون من حقل من الألواح الشمسية وتوربينات هواء عدد اثنين. هذا المزيج من الطاقة يقلل من تكلفة التحلية مما يضمن الاستدامة.

وطن:ما هو عدد الأمتار المكعبة من المياه التي تتم تحليتها والتي ستوفرها محطة التحلية الجديدة في قطاع غزة في اليوم؟

هان: ستوفر المرحلة الأولى 55 مليون متر مكعب من المياه الآمنة والنظيفة في السنة (حوالي 15,000 متر مكعب في اليوم)، ولكن عندما تصبح كاملة التشغيل فنتوقع أن توفر المحطة 110 مليون متر مكعب في العام.

وطن: ما هي موارد المياه في قطاع غزة وكيف تكون تحلية مياه البحر خياراً إستراتيجياً للتعويض عن نُدرة هذه الموارد؟

هان: تُعتبر آبار المياه الجوفية الساحلية المصدر الوحيد للمياه في قطاع غزة بالإضافة إلى مياه الأمطار، ويعتمد غالبية السُكان على وحدات تحلية مياه صغيرة خاصة تحول المياه الآسنة (خليط من الملح/ المياه العذبة) إلى مياه شُرب. تٌنتج هذه الوحدات مياه تحتوي على مستويات منخفضة من المعادن مما يزيد من مخاطر التلوث ولها أثر ضار على الصحة العامة. هذه المياه ذات جودة سيئة كما أنها غالية الثمن حيث يصل سعر المتر المكعب منها إلى 35 شيكل (8.25 يورو)! محطتنا هي الحل بعيد الأمد للتعامل مع هذه الأزمة. أضف إلى ذلك أنه في عام 2018 سنقوم بالاستثمار في إعادة تأهيل 45 وحدات تحلية المياه الآسنة. كما يعمل الاتحاد الأوروبي على بناء حوض لتجميع لمياه الأمطار وإدارة المطر الكثير الشديد الوقع على الأرض.

وطن : يمر قطاع غزة عبر تجربة من المعاناة الحقيقية، كيف يُساعد الاتحاد الأوروبي في تقليص هذه المعاناة؟

هان: مشروع محطة تحلية المياه هو جزء من الالتزام طويل المدى للاتحاد الأوروبي في قطاع المياه وتنقية مياه الصرف الصحي في قطاع غزة، حيث أن غياب المياه القابلة للشرب الضرورية هو التحدي الأكثر إلحاحاَ في قطاع غزة. كما أننا قُمنا بتمويل مشروع تحلية مياه على نطاق ضيق وساهمنا في بناء مشروع معالجة مياه الصرف الصحي الطارئ في شمال قطاع غزة الذي افتتحه رئيس الوزراء الحمد الله في 13 آذار. كما أننا نعمل بفعالية في مجالات خلق فرص عمل لتعزيز اقتصاد قطاع غزة ونعمل في القطاعين الصناعي والزراعي. يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل برامج تعمل على تعزيز قدرات الرياديين من أصحاب المشاريع في قطاع غزة وتعزيز التنمية الاقتصادية.

كما سنستمر في تقديم دفعات للفلسطينيين الذين يعانون من الفقر الشديد والذي من المحزن أن أغلبهم يعيش في قطاع غزة، حيث سيصل مجموع هذه الدفعات المخصصة لقطاع غزة في عام 2018 إلى حوالي 36 مليون يورو. أخيراً، يُعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر المانحين وأكثرهم مصداقية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعمل بشكل فعَّال خاصةً في قطاع غزة. إذا نظرنا إلى حجم عمل الوكالة في قطاع غزة، فنستطيع القول أن مساهمتنا لموازنة الأونروا الأساسية لعام 2018 تشمل 30 مليون يورو مخصصة لقطاع غزة.

ولكي تكتمل الصورة فإنني أؤكد على حقيقة التزام الاتحاد الأوروبي الكامل بحل الدولتين. إن دعمنا لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة هو عنصر حيوي للوصول إلى هذه الغاية.

سيعمل مشروع محطة تحلية المياه المركزية في قطاع غزة على مساعدة السلطة الفلسطينية في توفير احتياجات مواطنيها ومساندة دورها كسلطة شرعية وحيدة في قطاع غزة.

تصميم وتطوير