"أم سليمان" مزرعة عضوية تحارب الاستيطان

21.03.2018 02:52 PM

وطن- تقرير: آيرين كيلة

"أم سليمان" ليست سيدة وليست نوعاً من أنواع الحشرات، بل مزرعة مقامة على مساحة 4 دونمات فقط من أصل 16 دونماً في بلدة بلعين غرب رام الله، اتخذ منها مُهاب العلمي مع مغترب فلسطيني أصله من غزة مكاناً لإقامة حقل يهتم بالزراعة العضوية.
بدأ العلمي 35 عاماً وهو صاحب فندق في رام الله مشروعه قبل سنتين، بهدف انتاج غذاء صحي بديل بعيداً عن المدعمات الكيمياوية التي تغذي أغلب منتجات السوق من الخضار والفواكه.
أستأجر العلمي وشريكه أرضاً مهددة بالمصادرة من مزراع تقع على أطرف القرية، لزراعة عدة أنواع من الخضار والفواكه والأعشاب يقول العلمي "أقمنا المزرعة في وقت أصبحت المنتجات المدعمة بالسماد غير العضوي تكتسح السوق، لذلك قررنا انشاء هذا المشروع لإعادة المنتجات الصحية التي تعتمد على السماد العضوي فقط".

سر الطبخة
الدافع الذي شجع العلمي على المشاركة في إقامة مزرعة تقدم منتجات طبيعية خالية من المواد الكيميائية هو مقاطعته المنتج الإسرائيلي مهما كانت جودته منذ سنوات، وعدم ثقته بما ينتجه بعضُ المزارعين.
تسعى المزرعة وفق العلمي إلى توفير غذاء صحيٍ وتأسيس قاعدة زراعية أساسية، هدفها بذل مجهود زراعي لإنتاج غذاء سليم محلي وعضوي وليس بهدف الربح فقط.

باقة من الأصناف
تنتج مزرعة أم سليمان في كل موسم من 20 -30 صنفاً من أصل 300 نوع في كل العام، وتشمل محاصيل صيفية وأخرى شتوية مثل الملفوف والخس والجزر والفلفل الحلو والبندورة والبروكلي والخيار والزهرة والباذنجان وغيرها الكثير.
في البداية كان عددٌ قليل من العائلات الفلسطينية يشترون من المزرعة مقابل عددٍ أكبر من العائلات الأجنبية، لكن في الوقت الحالي أصبح الأمر معكوساً، فهناك 15 عائلة منها عائلة أجنبية فقط تعتمد في استهلاكها على منتجات مزرعة أم سليمان.
يقول العلمي: "نسعى إلى أن يصبح المستهلك داعماً للمنتج المحلي وخاصة منتجات الزارعة العضوية البديلة عن المنتجات الإسرائيلية التي تكتسح السوق".
ما يميز المزرعة هو التخطيط للمواسم التي يستمر كل منها من شهر إلى أربعة شهور، وفي كل موسم تزود المزرعة المستهلكين بـ "سحارة" فيها مختلف المنتجات من الأصناف التي يتم زراعتها مقابل تكلفة تصل من 50-70 شيقلاً.
يسد الصندوق الغذائي احتياج الأسرة بناء على عدد أفرادها بنسبة تغطي 70-80% من استهلاكهم للخضار.

أكليل شوك
لم ينشئ العلمي المزرعة لهدف زراعي فحسب بل لهدف وطني خاصة أن الأرض مهددة بالمصادرة من الاحتلال الذي أرسل لهم اخطاراً بوجوب إزالتها بعد ستة أشهر فقط من بدء عملها في عام 2016.
الاستيطان لم يستثنِ المرزعة من شره، إذ يقيم الاحتلال إحدى مستوطناته "كريات سيفر" قبالة المزرعة، هذا عدا عن الإخطارات المستمرة التي توجه لمالكيها.
في الفترة الأخيرة تم هدم عدد من الآبار والخيام بالإضافة لإخطار هدم السياج الذي يحيط "أم سليمان".
يرى العلمي، أن المزرعة تدعم المزارع الفلسطيني الذي يواجه الاستيطان والمنتج الإسرائيلي من جهة، وضعف التسويق لمنتجاته من جهة أخرى.

معلم المزرعة
يدير العلمي مزرعته بنفسه وفي بعض الأحيان يعاونه أخوه، لكنه يعتمد في الأساس على المتطوعين الأجانب الذين يأتون من مختلف دول العالم لمساعدته في الحقل وجني الثمار، أما بخصوص البذور فلا يعتمد العلمي على السوق المحلي، بل على بعض ما تتبرع به بعض المؤسسات الأجنبية الزراعية في أمريكا وفرنسا.

مشاريع مستقبلية
يتطلع العلمي والقائمين على المزرعة على إنشاء مدرسة صغيرة لتعليم المزارعين تقنيات زراعية مبنية على فكرة التنمية المستدامة، بالإضافة لتوفير عدة مشاريع صغيرة تدعم استمرار عمل المزرعة وزيادة دخلها، مثل مشروع التخمير وصناعة الخل والعصائر والمخللات من الخضروات الفائضة وتجفيف الفواكه وانتاج زيت زيتون بأطعمة مختلفة بالإضافة لتخصيص جزء من المزرعة لتربية الدواجن وغرفة لزراعة الفطر، وانتاج سماد دود الأرض، يذكر ان المزرعة تملك 700 دودة حاليأ وتسعى لزيادتهم مستقبلاً، كما تصنع المزرعة الكومبست الزراعي بكمية متواضعة.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير