حكومة ترامب.. أفضل معجزة لدولة الاحتلال

02.04.2018 11:19 AM

ترجمة خاصة- وطن: في مقابلة مع القناة الإسرائيلية السابعة، ادلى وزير العلوم في حكومة الاحتلال، أوفير أكونيس، من حزب الليكود، بآراء وتصريحات حول الإدارة الامريكية الجديدة، ورايها فيما يتعلق بحل الدولتين. كما قارن الوزير الاسرائيلي عصر ترمب، بعصر سلفه باراك أوباما، من كافة الجوانب.

يقول الوزير الإسرائيلي "ان خطاب الإدارة الامريكية الحالية تجاه إسرائيل هو أعظم خطاب لإدارة أمريكية على مر العصور. كما ان العلاقات الحالية بين البلدين تمثل أعلى نقطة في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، منذ العام 1948. ليس فقط بسبب الإعلان عن نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس، ولكن في مجمل الدعم الأمريكي الذي تقدمه الإدارة الحالية الى إسرائيل على كافة الأصعدة.

وحول سؤال ان كانت تصريحات الإدارة الامريكية الحالية تنبع من وجهات نظر دينية وشخصية، وليست من موقف حكومي استراتيجي عام، يقول الوزير: "يوجد هناك دائما اشخاصا ينكرون الإنجازات. وفي العادة لا يفكر هؤلاء بشكل عملي مثل الرئيس الأمريكي ترمب، بل يفكرون بعكس ما يفكر ترمب. وليس ادل على ذلك من "الخطة الانتحارية" التي قدمها جون كيري لإسرائيل من اجل الانسحاب، وإقامة دولة فلسطينية "إرهابية" قرب ضواحي مدينتي "بيتح تكفا" و "كفار سابا"، وفق مصطلحات الكاتب. لذلك يبدو ان أكثر ادارة أمريكية كانت على "عداء" مع إسرائيل منذ العام 1948، هي إدارة باراك أوباما. ومن ناحية أخرى، تعتبر إدارة ترمب الأكثر تعاطفا مع إسرائيل على مر التاريخ. إنها معجزة عظيمة حصل عليها "الشعب اليهودي" بوصول ترمب الى سدة الحكم في الولايات المتحدة.

وفي رده على سؤال بخصوص المواقف "الصعبة" للإدارات الامريكية السابقة، مقارنة مع الحالية. وتحديدا عما إذا كانت المواقف الامريكية المؤيدة لإسرائيل في الإدارة الحالية يمكن أن تفضي الى تسوية سياسية مريحة لإسرائيل، أجاب الوزير أكونيس: "اتخذت الإدارات الامريكية السابقة مواقف متقدمة لصالح العرب، وليس فقط حيال القضية الفلسطينية، بل انها تجاوزت ذلك الى مواقف ذات افضلية واضحة بالنسبة الى الإيرانيين. ومن الممكن وضع تلك المواقف للإدارات الامريكية السابقة في ذات المستوى مع اتفاق "الاستسلام" الذي وقع في مدينة ميونيخ عشية الحرب العالمية الثانية، عندما انحنى العالم الحر كله امام الفاشية الألمانية.ولا شك بان التشبيه بليغ، حيث ان الإدارات الامريكية السابقة انحنت بالفعل امام الفاشية الإيرانية. ولهذا فانا الان سعيد لان الإدارة الحالية اتخذت موقفا حاسما إلى جانبنا. انها معجزة، وفق الكاتب".

وأضاف: "عندما كان باراك أوباما هو الرئيس الأمريكي، قام مع وزير خارجيته، جون كيري، بتقديم اقتراح للانسحاب الإسرائيلي، وإقامة دولة "إرهابية" فلسطينية على مشارف مدينتي "بيتح تكفا" و "كفار سابا"، وفق مصطلح الكاتب. ولم يكن ذلك ليشوبه أي عيب بالنسبة الى الإدارة الامريكية تلك، لأنها لم تكن تشعر بمخاوف إسرائيل. ولذلك، ربما كانت إدارة أوباما الإدارة الامريكية الأكثر معاداة لإسرائيل منذ العام 1948".

ويتفاخر الوزير أكونيس بمعارضته المستمرة لحل الدولتين، حيث قال: "انها فكرة قاتلتها منذ فجر شبابي. وكانت الفترة الأشد رعبا بالنسبة لي هي الفترة خلال شهر أيار 2009، عندما اضطر نتنياهو الى التعاطي مع أدارة أوباما بخصوص حل الدولتين، تحت الضغط الأمريكي، الذي تحمله نتنياهو كثيرا"، وفق الكاتب".
غير ان نتنياهو نبذ تلك الفكرة كليا عشية الانتخابات في العام 2015، عندما قال ان فكرة حل الدولتين ليست على جدول الأعمال ابدا. ومنذ ذلك الحين لم يلمح نتنياهو مجرد تلميح الى إمكانية القبول بتلك الفكرة، وخصوصا ان ترمب يشاركه الراي في انه لا يراها طريقا لحل الصراع في الشرق الأوسط. وما يسعد نتنياهو، هو ان ترمب، في حقيقة الامر، أكثر تشددا من نتنياهو تجاه هذه الفكرة".

ويضيف، "وما يشجعنا على التملص من حل الدولتين هو انه لم يسبق لأية حكومة إسرائيلية-منذ أيام شارون، الذي احتل منطقة اللّطرون وفي ذهنه فكرة إقامة الدولة-ان ناقشت حل الدولتين بشكل جدي، ولو بالخطوط العريضة لهذا الحل. وبالتالي، ليست هناك اية حكومة، او مؤسسة إسرائيلية، اعتمدت اية صيغة لحل الدولتين. وبالتالي، فنحن غير ملزمين بتنفيذه، ولا حتى بالتفكير فيه، وفق الكاتب، نقلا عن الوزير الإسرائيلي.

وأضاف: "عندما أُدلي انا، وغيري من الوزراء، بمثل هذه التصريحات المتشددة، فنحن نوجد مخرجا لرئيس الوزراء ليقول للعالم أنه يعمل في دولة ديمقراطية، وانه ليس لديه أغلبية في الائتلاف الحكومي توافقه الراي، ولهذا فهو لا يستطيع المضي قدما في موضوع حل الدولتين".

وقد سئل وزير العلوم الإسرائيلي عما إذا كان مقتنعا بأن جون كيري، وزير أوباما للخارجية الامريكية، كان يتصرف انطلاقا من كراهيته لإسرائيل.
فأجاب: "في رأيي، نعم. لقد كانت إدارة أوباما الإدارة الامريكية الاكثر عدوانية لإسرائيل منذ العام 1948". وأضاف: "لم تتعزز العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية عندما كنا نتعرض للضرب والعدوان في العام 1967. ولكن بعد العام 1967، عززت الولايات المتحدة علاقاتها معنا، عندما أصبحنا قوة كبيرة، موجودة في مرتفعات الجولان، وفي الجنوب، والقدس، وقطاع غزة، وفي سيناء. لقد رأتنا الولايات المتحدة كدولة مستقلة قوية قائمة، ولهذا ارادت التقرب منا. وفي ذات الوقت، كانت الصين، واليابان، وروسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية تريد جميعها التقرب من إسرائيل. كانت الولايات المتحدة ترقب ذلك، وارادت استباق الأمور والتحالف مع اسرائيل".

ويضيف: "ورغم ذلك، لم تصوت كل هذه الدول معنا بشأن قضية القدس". ولا ينكر أكونيس ذلك، حيث يدرك ان العلاقات بين الدول ليست علاقات سياسية فحسب، وانما علاقات علمية وبحثية، وهذه العلاقات مزدهرة بين إسرائيل وتلك الدول، وفق الكاتب.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز"

تصميم وتطوير