دخان.. كوكب غزة!

12.04.2018 12:53 PM

كتبت: بثينة حمدان

سبعين سنة ونحن عايشين في نار ودخان ما بيخلص، سبعين سنة ونحن مش عايشين ونفسنا نخلص.

سبعين سنة ونحن متحزبين ومنظَّمين ومتحدين وهلء بطلنا عارفين نحن مع مين ولا مين مع مين وروحنا بدها تخلص.

سبعين سنة ونحن نحكي وفش صوت يسمع، ولساتنا منحكي وبطلنا نسمع!

لمين منحكي؟ وليش مرات منضحك! ولما نحكي ونحن نضحك بتصير الكلمة قذف وتشهير.. أخ ع زمان الحرية لما كانت مضرب (مثل).. هلء صارت مَربط ومَخبَط وحُفرة ما بتخلص!

نكبتنا عجّزَت وفاتها حتى سن التقاعد وختيَرت، ولسا ما شتت ولا أرعدت حتى يسمعوا او يكشعوا أو يرتعشوا من صوت الموت في أرض الشهداء والجرحى والأسرى، يا عالم اسمعوا:

مضايقين من الدخان والتلوث وخايفين عالبيئة وطبقة الأوزون؟ ونحن في الدخان عايشين وغزة من البسفور تلوثت ومن الحصار اختنقت، ومن القصف تمزقت.. وتحاصرت وتبخرت ورجعت شتت.. رجعت عاشت بس انتوا الي مش عايشين!

مضايقين من الدخان.. هلء صار شكل الكاوشوك قاتم! طب ما هو طول عمره قائم، طول عمره حاجز حاجب للرؤيا ضد الرصاص والدبابات والقصف والقتل... هلء صار الدخان تلوث... وكل آليات الاحتلال شو؟؟ بدكم نواجههم بالشمع والورد والا يمكن بالبلالين!

كيف بدكم نقابل الاحتلال البشع! بدكم نواجهه بألوان حلوة ورسمات أطفال كلها خيال وأحلام عن السلام!

كل شيء عملناه وبالآخر طلع الاسرائيلي على هالأحلام وبنى كل هالاستيطان. ونحن نسينا الاحتلال وحتى احلام الأطفال وبلّشنا في بعض: حماس في فتح وفتح في حماس، القيادة في الشعب والشعب في القيادة، المسؤول بالموظف الغلبان والغلبان في المسؤول التعبان، الحكومة بالصحفيين والصحفيين في الحكومة..

بتتزكروا لما كنا نقول: شعلة شعلة شعلة... دايماً منحكي عن شعلة الانطلاقة وشرارة الانتفاضة ونيران المواجهة وانفجار المفاوضات وبالآخر خايفين من كوشوك ودخان طالع طالع.. مدام الاحتلال قاعد قاعد! وهيو ولّع الدخان؛ شهداء وجرحى وياسر مرتجى الصحفي الحالم العاشق الراكع للوطن، هو ياسر بالوطنية ومرتجى للأملية وبالمحبية.. كان نفسه بصورة لفلسطين من فوووق.. وهيو فوووق شايفنا وشايف الصورة بدون كزب ولا تضليل ولا مصالحة مهابيل!

شباب غزة فكروا، وخَجَّلوا الي لسا عنده خجل! أفكارهم أجت من الكوكب الّي عايشين فيه لحالهم.

لا تزعلوا كتير عالبيئة.. البيئة بريئة منكم، طول عمرها بلدنا بتطلِّع دخاان وانتوا مش شايفين. وهلء شايفين والا مش شايفين!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير