الاحتلال يتخوف من كبح جماحه من روسيا والرد الايراني على قصف مطار "تي 4"

15.04.2018 11:06 AM

وطن: كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الجهاز الأمني الإسرائيلي يخشى من رد روسي، إيراني وسوري على الهجوم الثلاثي على سوريا، يتمثل في تغيير وكبح "حرية" تصرف جيش الاحتلال في المنطقة.

ووفقا للصحيفة، يدرك جيش الاحتلال أن أهداف الهجوم، التي تم اختيارها بعناية، تتعلق بشكل أساسي بمسألة الأسلحة الكيميائية في سوريا، وليس بالنظام نفسه أو الوجود الإيراني في سوريا.

وقدر جيش الاحتلال ، قبل الهجوم، أنه لن يكون هناك رد عسكري على إسرائيل إذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا.

لكن الشاغل الرئيسي في إسرائيل هو أن تقوم روسيا وإيران بتغيير المفهوم الأمني في المنطقة، بحيث يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في مواصلة العمل بحرية نسبية في أجواء سوريا ولبنان.

وينبع هذا التخوف من احتمال أن تقوم موسكو، رداً على الهجوم، بتجهيز دمشق بصواريخ متطورة تهدد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، في سماء سوريا ولبنان أيضا.

وكان الجيش الإسرائيلي يعرف بالهجوم على سوريا قبل وقوعه، وحافظت قوات جيش الاحتلال في الشمال على حالة تأهب عالية، خشية أن يؤدي الهجوم إلى ضرب إسرائيل، وفي محاولة للعثور على توازن بين الاستعداد لحدوث تصعيد، والرغبة ببث الحياة الروتينية للجمهور. وتقرر في نهاية الأسبوع إدارة التوتر بعيدا عن أعين المواطنين، الذين تجول عدد كبير منهم في الشمال.

ويميز الجهاز الأمني بوضوح بين سيناريوهين للرد على إسرائيل. الأول هو إمكانية الرد بعد الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا – وهي مسألة ساد قبل الهجوم التقييم بأنها إمكانية منخفضة. ويتعلق السيناريو الثاني بدعوة إيران للرد على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في مطار T-4 في سوريا.

من وجهة نظر إسرائيل، فإن من اختار مهاجمة قاعدة الطائرات في T-4 اختار ضرب هدف إيراني، حيث قتل مسؤولون كبار من سلاح الجو الإيراني، الذين كانوا جزءًا من مشروع الطائرات الإيرانية غير المأهولة في سوريا. ومنذ ذلك الهجوم، تسود حالة تأهب قصوى على طول الحدود اللبنانية والسورية، خوفًا من أن يتم الرد الإيراني.

من جهتها كتبت  صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه يسود التقدير في إسرائيل بأن الأضرار التي لحقت بمنظومة الأسلحة الكيميائية لدى الأسد، نتيجة للهجوم الأمريكي - البريطاني – الفرنسي، ضئيلة، وأن الجيش السوري تمكن من الاستعداد المسبق للهجوم. كما تعتقد المصادر الإسرائيلية أن أنظمة الدفاع السورية نجحت في اعتراض عدد من الصواريخ الأمريكية.

وتتعقب المؤسسة الأمنية العدو الرئيسي - إيران - ويحاول مسؤولو الاستخبارات فهم ما إذا كان الإيرانيون سينفذون تهديدهم، بالرد على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في المطارT4. ويسود التقييم في إسرائيل أن الإيرانيين سيردون على الهجوم، لكنهم لم يقرروا بعد طريقة الرد.

الضربة التي تعرض لها الإيرانيون أضرت بشكل كبير بمحاولاتهم لتأسيس قوة جوية على الأراضي السورية. ويقول مسؤول أمني رفيع المستوى إن الردع الإسرائيلي في مواجهة إيران أقوى بكثير مما يظهر للجمهور العام.

كما أن التصريحات، التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون بارزون مفادها أن ردا إيرانيا كبيرا سيقود إلى سقوط الأسد، استوعبت بشكل جيد في طهران، لأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ، أفيغدور ليبرمان يصران على منع التوطيد الإيراني في سوريا، ولذلك تدرس إيران طابع الرد.

 

تصميم وتطوير