الحمد الله والاستهداف الثاني

20.04.2018 11:22 AM

كتب: وليد البايض

لم يكد ينجو الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني ورفيقه اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات من محاولة اغتيال جسدي يتعدى بأبعاده شخصهما الطبيعي لينال من شخصهما الاعتباري، لما يمثلانه وظيفيا فالأول هو رئيس حكومة الوفاق الوطني المتفق عليها من الخصوم السياسيين الفلسطينيين، وهو المناط به عمليا تأكيد وتثبيت وتمتين أواصر المصالحة الفلسطينية وتنفيذها بكافة أبعادها العملية من أجل رعاية المصلحة الشعبية والوطنية والنهوض بها وهذا دور حكومي بامتياز.

والثاني هو رجل المخابرات الذي يمثل البعد الأمني الرامي إلى استقرار الحياة الفلسطينية في شقي الوطن. جاء هذا العمل الجبان مستهدفا كل الجهود المبذولة من أجل إستعادة وحدة الوطن وإرساء قواعد المصالحة كضرورة وطنية هي الأصل والانقسام هو الشاذ.

ومن الواضح للعلن أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطفات تاريخية صعبة على الصعيدين الداخلي  والخارجي فالانقسام الفلسطيني وتعقيداته من جهة وما يسمى بصفقة القرن من جهة أخرى ولاشك هنا أن المستهدف هو القضية الفلسطينية المراد تصفيتها  وانهائها كملف بات مؤرق للعالم الظالم الذي لايرى إلا حقيقة المحتل وينكر حقنا.

جاء الموقف الفلسطيني  الرافض والثابت لجهة عدم الاقتراب من حقوقنا ومسها صادما للمحتل وأعوانه فاتخذوه كذريعة وخطة بديلة للعبث باستقرار الحالة الفلسطينية  ومحاولات ضربها من الداخل من خلال بث الأكاذيب والشائعات والتضليل مستهدفين سيادة الرئيس محمود عباس من جانب صحته تارة أو بث التحليلات حول خلافته تارة أخرى.

وها نحن اليوم نعيش استهداف جديد لشخص رئيس الوزراء الذي لم يستطيعوا اغتياله جسديا في المرة الأولى يحاولون الآن اغتياله معنويا وسياسيا رغم أن مصدر العبث واضح وهو صحفي احتلالي إلا أننا وللأسف بتنا نتقن الانجرار وراء كل شائعة تمس بنا لنجعل من كومة القش جبلا وبتنا نتجاوز المحرمات التي هي ضمانة نسيجنا الاجتماعي.

بات كرهنا لبعضنا لايفرق بين الكذب والحقيقة وهنا علينا عمل مراجعة شاملة لكل تفاصيل حياتنا الفلسطينية وتمتين جبهتنا الداخلية لأن الاستهداف أكبر من إتهام هنا او هناك المستهدف هو زعزعة جبهتنا الداخلية وتمزيقها وصولا إلى تصفيتنا شعبا ووطنا..انا لا أعرف شخص رئيس الوزراء أكثر ممايعرفه أي مواطن فلسطيني لكن من عرف هذا الرجل عن قرب وفي فترات سابقة يؤكد أن ما تم تداوله لا ينسجم مع شخص هذا الرجل ولا مع ترفعه وأخلاقه البعيدة عن هكذا اتهامات لأنه لم يكن يوما من أصحاب النزول إلى هذا التدني فبالتالي لن يؤثر به هذه الصغائر والأهم هنا انه يجب على الكل الفلسطيني الوقوف عند هكذا محطات دقيقة وعدم الانجرار وراء هذه الأقاويل والشائعات فاستهداف رئيس حكومة هنا شخصيا او معنويا في ظل هذه الظروف هو استهداف لمنظومة الحياة الفلسطينية فرئيس الوزراء الدكتور الحمد الله حتى لو اختلف معه البعض لم يسجل عليه إلى  وطوال فترة عمله قضايا من شأنها أن تطيح بحكومته وهذا يدلل أن حالة الاستهداف موجهة إلى ضرب صمودنا وخرق جبهتنا الداخلية التي هي أصلا بحاجة إلى تمتين وتمكين وإنهاء عوامل زعزعتها وأهمها الانقسام البغيض. وليدرك الجميع أن هذا الإحتلال لم ينفك يوما عن العمل على تمزيقنا وتشتيتنا حتى رحيلنا او قتلنا وانهاء وتصفية قضيتنا. وتعريجا على الملينيوم كقضية تشغل الرأي العام فهي مازالت قيد التحقيقات فلنجعلها كذلك ولا ننجر للاشاعات التي باتت تشكل جزء من حياتنا .ولنتفق جميعا على رأي أجدادنا أن هذه البلاد مقدسة لايخفى ىشيء فيها.
وليد البايض.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير