الهدف والطريقة يلمحان: الاغتيال إسرائيلي

22.04.2018 10:26 AM

 كتب: يوآب ليمور/ يسرائيل هيوم : من الطبيعي أن يتم نسب اغتيال فادي البطش في ماليزيا إلى الموساد. فالهدف – مهندس عمل لصالح حماس، والطريقة – تصفية بواسطة عيارات نارية تم إطلاقها من قبل ركاب دراجات نارية، هربوا من المكان دون ترك أي أثر، كما حدث في عمليات اغتيال سابقة.

لقد كشفت حماس عن علاقتها بالقتيل، حين اعترفت بأن البطش ينتمي إلى صفوفها و "تميز بتفوقه وإبداعه العلمي. على الرغم من أن حماس لم تكشف بالضبط عما فعله البطش، من المرجح، على خلفية كونه مهندسا، أن يكون البطش قد عمل في المجالات التي تشغل المنظمة في الآونة الأخيرة - تحسين دقة مجموعة الصواريخ الخاصة بها وإنشاء منظومة طائرات بدون طيار.
تعتمد حماس في هذه المجالات على المعرفة الخارجية. ويرجع ذلك في بعض الأحيان إلى عدم القدرة على إجراء تجارب في غزة أو نقص المواد، وفي بعض الأحيان - خوفا من أن يتم تصفية الخبراء من قبل إسرائيل، كما حدث في كثير من الأحيان. من المحتمل جداً أن حماس أخرجت البطش من قطاع غزة من أجل السماح له بحرية الحركة والبحث، والتي تُترجم بالوصول إلى المعلومات والوسائل - التي يتم تهريبها إلى قطاع غزة.
كما يُعرف الهدف، كوالالمبور، بأنها مركز نشاط لحماس. ماليزيا (إلى جانب قطر وتركيا) هي واحدة من أكثر الدول تعاطفا مع غزة، وكثيرا ما كشفت الاستخبارات الإسرائيلية تحويل الأموال ووجود نشطاء إرهابيين هناك. ربما كان هناك أشخاص في المنظمة ظنوا أن إبعاد البطش إلى دولة إسلامية بعيدة ليس لها علاقات مع إسرائيل، وتوظيفه كمحاضر بريء على ما يبدو في المعهد البريطاني الماليزي في جامعة محلية، من شأنه أن يحميه.
إذا فعلت ذلك، فمن المحتمل أن تكون إسرائيل قد تعقبت البطش لفترة طويلة. في السنوات القليلة الماضية، الشاباك في الجانب الغزي، والموساد في الخارج. في الماضي ربطت منشورات خارجية الموساد بعمليات كبيرة وقعت في الشرق الأقصى، خاصة في ماليزيا. في السنوات الأخيرة، أيضا، تم إحباط عدة هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية (بشكل رئيسي في تايلاند)، والتي استلزمت تعزيز البنية التحتية للمخابرات الإسرائيلية في المنطقة.
طريقة الاغتيال هي أيضًا نموذجية للموساد. هكذا بالضبط تم اغتيال زعيم حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في عام 1995 في مالطا، وكذلك تم تصفية العديد من العلماء النوويين الإيرانيين في العقد السابق في طهران. ترك الدراجة النارية التي استخدمها القتلة في الساحة أمرًا مقبولًا في مثل هذه العمليات من أجل تجنب التعقب، ومن الواضح أنه حتى تتوصل الشرطة المحلية إلى ربط الخيوط، يكون القتلة قد ابتعدوا عن المكان.
نظرا للنشر الواسع عن العملية، من المتوقع أن تجري ماليزيا تحقيقا شاملا. وستحاول الاعتماد على الصور من الكاميرات الأمنية، بما في ذلك في الساحة نفسها، ولكن من المشكوك فيه ما إذا كانت ستنجح، وليس فقط لأنها فشلت في إجراء تحقيقات أبسط، مثل اغتيال الأخ غير الشقيق لحاكم كوريا الشمالية في العام الماضي، في مطار كوالا لامبور. يمكن الافتراض أن قتلة البطش قد درسوا المنطقة وتأكدوا من تجنب التعرف عليهم - من بين أمور أخرى، كدرس من مقتل محمود المبحوح، أحد كبار قادة حماس في عام 2010 في دبي.
صحيح أن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية عن مثل هذه العمليات، لكن اغتيال أمس، ينضم إلى مقتل مهندس حماس الدكتور محمد الزواري في كانون الأول 2016، في عملية نسبت إلى الموساد أيضا: لقد كان الزواري مرتزقا تم تشغيله بفضل خبرته. وخلافا له، كان البطش لحما من لحم حماس - شخص متدين يلتزم بعقيدة التنظيم ومن مواليد غزة، حيث لا يزال العديد من أقاربه يعيشون فيها. من وجهة النظر هذه، يعتبر اغتياله ضربة ليست بسيطة لحماس، لأنها تخلق الضغط الطبيعي على نشطائها للانتقام.
من المشكوك فيه أن حماس ستغوي على القيام بذلك. فهي تفضل التمسك بالمظاهرات المدنية، ظاهرا، على السياج، والتي تجلب لها تأييد الرأي العام الإيجابي في العالم. باستثناء ذلك، فإن النشاط العسكري المفتوح سيعطي إسرائيل شرعية للرد، وستعيد سجنها في الزاوية كمنظمة إرهابية مبتذلة تسعى للتحرر من السجن.
على هامش الأحداث، تحمل عملية الاغتيال في ماليزيا تحذيرا إلى أعداء آخرين لإسرائيل، وخاصة إيران. في الأسبوع الماضي، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تفاصيل وأسماء ضباط الحرس الثوري الذين شاركوا في المحاولات الإيرانية لترسيخ وجودها في سوريا، وكانت الرسالة في الإعلان تقول لهم: "نحن نعرف من أنتم، ماذا تفعلون، وفي أي مكان تعيشون". من المشكوك فيه أن أحدهم قام في أعقاب ذلك بتغيير مهنته، ولكن على افتراض أن الأنباء من ماليزيا تصل إلى إيران، من المرجح أنهم سينامون أقل بكثير في الليل.

تصميم وتطوير