من رصد الهدف إلى التنفيذ: هكذا ينفذ "الموساد" عمليات الاغتيال بالخارج

23.04.2018 11:14 PM

وطن-وكالات: قدم تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عرضا لأبرز الوسائل والحيل التي يستخدمها جهاز "الموساد" الإسرائيلي لملاحقة أهدافه من قادة المقاومة الفلسطينية والعربية في الخارج وصولا للحظة تنفيذ عملية الاغتيال.

وأكد التقرير على أن عملية تصفية العالم الفلسطيني المقيم في ماليزيا فادي البطش أول أمس السبت، هي إحدى العمليات الناتجة عن العمل المتواصل والإعداد الدقيق، بدءا بعمليات جمع المعلومات عن الهدف والتي قد تستغرق عدة أشهر، وصولا إلى استئجار شقق مموهة للاختباء، وتزوير الوثائق، والاختفاء من مكان العملية.

وأشار التقرير إلى أنه في الغالب ما يتم مناقشة موضوع الاغتيال في الأروقة الضيقة داخل المؤسسة الأمنية بحكومة الاحتلال الإسرائيلية، ويتم فيها الحصول على موافقة من رئيس الوزراء أو الرفض، وتمر عملية الحصول على موافقة رئيس الوزراء بعدة مراحل، بدءا بتقديم المواد المتعلقة بالهدف الذي يجب قتله، ويتم أحيانا الحصول على الموافقة قبل التنفيذ بنصف عام.

وتنقل الصحيفة عن رجل الموساد السابق مؤلف كتاب "الموساد والأسطورة" غاد شمرون قوله: "تنقسم عملية التصفية إلى عدة مراحل، في البداية يذهب شخص واحد إلى وجهة للبحث عن أماكن للاختباء للأشخاص الذين سينفذون عملية التصفية، وآخر توكل له مهمة توفير وسائل النقل، وكونك موجود في دولة أجنبية، فإن مهمة توفير وسائل نقل مستأجرة بحاجة لوثائق تحمل رقم الرخصة التي تحملها، وهنا سيضطر الشخص الموكل إليه مهمة توفير وسائل النقل إلى تمويه شكله، وتزوير رقم رخصته، وربما تزوير وثائق السفر التي يحملها، وفي المرحلة الثالثة، يتم اختيار فريق ثالث توكل له مهمة إجراء مسح لمسرح العملية، واكتشاف نقاط الضعف، وفريق رابع تكون مهمته إخراج الفريق من البلد الأجنبي، وهو فريق ذو مهمة حساسة تتطلب منه الوجود في البلد قبل تنفيذ العملية بأشهر طويلة".

وأشار التقرير إلى أنه في غالب الأحيان لا يكون أعضاء الفرق يعرفون بعضهم البعض، حتى لا يتم كشف أمرهم وكشف العملية برمتها وإفشالها.

وبعد توفر السيارات، ومكان الاختباء، والاطلاع على تفاصيل المنطقة، يصل فريق التصفية، "يقوم الفريق بالاختفاء، يقول "شمرون": "يجري الفريق عدة إجراءات احترازية لتفادي كاميرات المراقبة ووسائل الرقابة المتطورة التي قد تكون موجودة في المكان، يخضع الفريق لعدة تدريبات لتفادي الوقوع في شرك تلك الوسائل".

وعلق "شمرون" على عملية اغتيال العالم الفلسطيني المقيم في ماليزيا فادي البطش، بالقول: "بعيدا عن هوية الجهة التي نفذت العملية، إلا أن طريقة التنفيذ تشبه طرق الموساد وغيره من أجهزة الاستخبارات"، مشيرا إلى أن لجوء المنفذين لاستخدام دراجات من طراز "Bmw gs" قليلة الانتشار هو أمر لافت للانتباه، كون ماليزيا فيها أكثر من 12 مليون دراجة نارية.

وينقل الموقع أيضا عن أحد ضباط الموساد في بلد عربي قريب، والذي خدم سابقا في جهاز "الشاباك" وفي جيش الاحتلال قوله: "في بداية الأمر يتم تحديد الهدف الذي يهدد أمن إسرائيل، ومن ثم يتم فهم برنامج حياة الهدف، وجدول أعماله اليومية، من متى ينام ويستيقظ، إلى أين ومتى يأكل، وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار احتمالين لعملية تصفية الشخص المستهدف: أولهما أن الشخص قليل الحركة، وفي هذه الحالة قد تستغرق عملية التصفية ما بين ستة أشهر إلى السنة، ويخضع الفريق الموكل له المهمة لعدة عمليات تدريب، منها التدرب على التنفيذ إلى التدرب على الهرب".

الاحتمال الثاني، هو أن يكون الشخص المستهدف يتمتع بروح أمنية عالية ويخضع نفسه لإجراءات أمنية مشددة، ما يعرقل عملية التصفية، عندها يتم تحديد وقت محدد ما بين 24 ساعة إلى 48 ساعة، لتنفيذ العملية والهرب من المكان، وفي هذه الحالة يلعب الحظ دورا كبيرا في نجاح العملية.

وأشار الضابط إلى أن عملية التصفية بجميع مراحلها السابقة، يشارك فيها العشرات من ضباط وعناصر الموساد، معظمهم يقيمون في إسرائيل، يسافرون مرارا وبأسماء ووثائق مختلفة لمكان الاستهداف.

(ترجمة شبكة قدس)

تصميم وتطوير