نادية حرحش تكتب لـوطن: المجلس الوطني.. اعلان حضور وغياب واقصاء الأب عطالله حنا !

02.05.2018 10:35 AM

لنبدأ من الشأن الداخلي، ولنكون ايجابيين على سبيل التغيير والتفاؤل، فإن انضمام المبادرة الوطنية للمنظمة بعد موافقة 604 عضو واعتراض 1، يعتبر انضماماً كاسحاً.

ما أهمية هذا، وما يعنيه للفلسطينين لا أعرف. لأني لا أعرف ما هو دور المجلس الوطني بانعقاداته التاريخية التي كلما حصلت، ندخل في مصيبة أولها في محطات وعيي الشخصي كان إعلان استقلال فلسطين، وبالتالي الاعتراف باسرائيل، وبالتالي التخلي عن الميثاق الوطني الفلسطيني، ثم جاءت اوسلو واستمرت طاحنة السحق الفلسطيني في الدك.

ولكنه خبر جيد، فالمبادرة الوطنية تضم أشخاص ليسوا من فتح، وليسوا اسلاميين "يعني لا حماس ولا جهاد اسلامي"، نريد مجلسا فلسطينيا علمانيا، ولا ضير ان نقرر فيه ايضا ان نعتبره غير ديني، وعليه منع الأب عطاالله حنا من الحضور للمؤتمر.

هل اتفاقية شراء الكهرباء من الاحتلال بقيمة 2.4 مليار شيقل سنوياً، كانت أحد المخرجات أم أن احتفال حسن الشيخ ومنسقي الجيش في الصور المتداولة كان مجرد صدفة؟، نحن نحتفل باتفاقيات معهم ونعلن هذا كفريق كشافة في الصور الاعلامية، وهم يعلنون مصادقة الكنيست على تمرير قانون قومية الدولة.

وبينما يكمل المؤتمرون مؤتمرهم، يهدم الاحتلال عمارة سكنية في قلب مدينة القدس، ويتم تنفيذ قرار الغاء إقامات للنواب المقدسيين المبعدين بما فيهم وزير القدس السابق، ووالدة شهيد مقدسي، في تجسيد مستمر لعملية تطهير القدس عرقياً من أهلها.

ويقتحم الإحتلال مقبرة باب الرحمة لمصادرتها (من أجل حماية الطبيعة) بجانبها الشرقي المطل على سلوان، وبينما ينتحب المؤتمرون على مئة شهيد ارتقوا منذ إعلان ترامب بنيته نقل السفارة الامريكية الى القدس، يعلن ترامب عن احتمال مجيئه الى المدينة من أجل افتتاح السفارة.

لن يكون غريباً ان كان على جدول اعمال المؤتمر نقاش من سيحضر مع ترامب للافتتاح المرتقب!!!

وباتجاه غزة، يصدر الجيش تصريحا لجنوده بإطلاق النار على صدور المشاركين في مسيرات العودة في غزة، وفي النقب يشرع الاحتلال في هدم البيوت ويغلق قضية ام الحيران التي دكت عن ظهر ابيها الى الأبد، ويشرد 5 عائلات بدوية في الاغوار (من أجل التدريبات العسكرية).

اما الأسرى، فحدث ولا حرج، تسقط معاشاتهم وتتجمد حسابات عوائلهم من بنوك السلطة الوطنية الفلسطينية، ويلتزم المؤتمرون بنداءات وشعارات تنادي لإطلاق سراح المعتقلين، ويصر المؤتمرون: لن نقبل بصفقة القرن!

أي صفقة وأي قرن؟

لا يوجد الا ما نتلقاه من صفعات ووضعنا كأفراد وقواد تعلوه القرون، ننطح فيها بعضنا الآخر.

أما التصريحات الرنانة كان منها على لسان الرئيس الأبدي للمجلس الوطني الفلسطيني والدولة المرتقبة المجيدة: "كنا نتمنى أن كل من يحرص على مستقبل فلسطين أن يحضر جلسة الوطني".

هنا عندي تساؤل جدي: هل من الممكن ان يكون الرئيس على غير معرفة للإقصاءات التي جرت لرجالات المؤتمر الذين اعترضوا واستهجنوا وأرادوا ان يكونوا هناك ما كانوا دائما بالصف الاول مهرولين ولم يسمح لهم ؟

ولن أتكلم عن هؤلاء، فهم لا يعنون لي. ولا أبالي من مشاركة حماس والجهاد او مقاطعتهم، فكل اولئك أرباب المصالح والاحزاب في صفوف المسابقات على المقاعد والوجود من أجل مصالحهم التي ينتهي الوطن فيها بجيوبهم ومصالحهم الشخصية، لا يحركوا من شعوري شعرة. وقد أكون استمتعت ببعض الخباثة في إقصائهم من الوليمة الأخيرة على مبدأ (فخار يطبش بعضه).

في مشهد النداء على اسماء الحضور ،برفع اليد او الوقوف، للتأكيد على ختم الولاء النهائي، يؤكد على اننا لن نخرج من نهج الرعاع والتبعية، وللاعتراف... فإن سماع الكثير من الاسماء الحاضرة يقول "البقاء لله في وطن لن يكون فيه حتى بيت عزاء".

ولكن أن يتم إقصاء شخصية كالأب عطالله حنا واسقاط عضويته، لا يزيده من هكذا مجالس الا مسؤوليات وإرهاق يحملها المواطن الصالح الحق على كتفه لأنه انسان وطني محب مسؤول، يعتبر عيبا في حق كل من يسمي هذا المجلس مجلسا وطنيا، القدس مهما حاولنا الابتعاد او الاقتراب هي عنوانه، كما لا يشكل هذا الاقصاء الا تأكيداً على ان شخصا بحجم الأب عطاالله حنا هو أكبر بكثير من أن يجلس على مقاعد الانهزامية والوصولية والرياء.

ما الذي يريدونه منا ان نفهمه ؟

هل يعرف اولئك ان هذا الرجل هو من يقوم من أجل القدس في حماية مقدساتها الإسلامية قبل المسيحية؟ هل وصل سقوط القيادة الى هذا الحد من الانحدار؟

الانسان الوطني على حسب ما أكده المجلس الوطني بحضوره لا يمثل في هكذا مؤتمر، فقد من يقوم برئاسته والترتيب له ومن حضره، واولئك المعتذرون كسبوا أنفسهم، واولئك الذين تم اقصاؤهم قد زادهم هذا الاقصاء أوسمة.

وقف يا اخي!

فيحاء اقعدي محلك!!!!
سكوت وجلوس حتى يكتمل النصاب يا جماعة !!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير