شكراً بوليفيا

18.05.2018 09:01 AM

رام الله- وطن- كتبت: رولا حسنين

في ظل الأحداث المتسارعة التي عاشتها فلسطين، منذ اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة دولة الاحتلال نهاية العام الماضي، حتى شهدت الساحة الفلسطينية مظاهرات ومسيرات ومواجهات مع الاحتلال، رفضاً لهذا القرار، ولكن القاسمة كانت في يوم نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة، في ذكرى نكبتنا الأولى، وتداعيات نقل السفارة أوقعت ما يمكن تسميته "مجزرة السفارة" حيث قمع الاحتلال مسيرات العودة على حدود غزة الشرقية وارتقى أكثر من 60 شهيداً، وأكثر من 3 الاف جريح عدد منهم في حالة "موت سرير".

كل ذلك ما كان ليكون لولا الصمت العالمي على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وجرائم أمريكا المتصاعدة بقيادة ترامب في تحريف التاريخ والوقائع والجغرافيا لصالح دولة الاحتلال، في حين نظم العرب جلسة بعد ثلاثة أيام من نكبتنا الجديدة "نكبة نقل السفارة واعلان القدس عاصمة الاحتلال"، وأسموها "جلسة طارئة" خرجوا منها بمزيد من الاستنكار والشجب الذي لم يخرج من أروقة الجامعة.

وفي موقف العسرة تعرف صديقك، وفي هذه الأزمة التي تشهدها القضية الفلسطينية سيسجل التاريخ اسم كل مَن تخلى وتنكر وباع، وسيخلّد التاريخ مَن وقف وقفة مشرّفة مع الشعب الفلسطيني على قدر استطاعته، فبعد أن استدعت جنوب افريقيا سفيرها من "تل أبيب" احتجاجاً على مجزرة الاحتلال في غزة، وكذلك ايرلندا، وتركيا التي طردت السفير الاسرائيلي والقنصل من أراضيها، واستدعت سفيريها من واشنطن و"تل ابيب"، وقف مندوب بوليفيا سيرجو في مجلس الأمن عشية المجزرة وتلا أسماء الشهداء بينهم الأطفال والفتيات، موجهاً اتهاماً أكيداً الى دولة الاحتلال "أنتم تقتلون الأطفال والنساء"، منادياً بصوت غزة المكلومة واصفاً حالها بالسجن الكبير.

وخاطب الشعب الفلسطيني طالباً منا المغفرة، "أطلب المغفرة من الشعب الفلسطيني بعد 70 عاما من عجز مجلس الأمن من نصرتكم".

وطلب سيرجو من مجلس الأمن "لا تكرروا لفظ حماس وكأنها هي المشكلة الحقيقية، المشكلة هو الاحتلال الذي قام بسرقة الاراضي، عندما ينتهي الاحتلال تنتهي كل المشاكل".

ويذكر التاريخ أن عام 2014 خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، وصف رئيس بوليفيا إيفو موراليس آنذاك، إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية"، وقرر تعليق اتفاقية خاصة بالتأشيرات وقعت مع إسرائيل عام 1973، وأقر فرض التأشيرة على الإسرائيليين الراغبين في زيارة بلاده، كما دعا لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمين بحق الإنسانية.

وكذلك في العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2009، وكان عدد من الدول اللاتينية قررت تعليق العلاقة الدبلوماسية مع إسرائيل وسحب سفرائها، وعلى رأسها بوليفيا وفنزويلا وكوبا، بينما قررت تشيلي وبيرو وسلفادور قبل أسبوعين استدعاء سفرائها في إسرائيل.

وفيما يتعلق بالقرار الأمريكي اعلان القدس عاصمة اسرائيل، فقد صوتت بوليفيا الى جانب دول أخرى ضد القرار.

وعن بوليفيا، فهي دولة في أمريكا الجنوبية وتعتبر خامس أكبر دولة مساحة بعد البرازيل، و الأرجنتين، و بيرو، وكولومبيا، تبلغ مساحتها 1،098،581 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها نحو 10,461,053 نسمه.

ومن أهم مدنها سانتا كروز، و أورورو، و سوكري، و بوتوسي، و كوتشابامبا. عاصمتها الرسمية هي سوكري والعاصمة الفعلية هي لاباز.

وتشتهر بوليفيا بعدد من المناطق السياحية الجميلة، منها حديقة ماديدى الوطنية، بحيرة تيتيكاكا، طريق يونغاس، محمية إدواردو أفاروا، جبل سيرو ريكو، مدينة تيواناكو، سالار دو أويونى، مدينة سوكرى، كرنفال أورورو، جزيرة الشمس، بوما بونكو، لاغونا فيرد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير