رمضانيات : اليوم الاول

18.05.2018 09:43 AM

كتبت: نادية حرحش

تغريد بلال وشحرور

ما يسمى "جريمة شرف" ،سيدي الرئيس ،ازمة القطايف، الا الشهداء.. صورة محمد الدرة.

المواضيع الخمسة تستحق مقالات خمسة بكل تأكيد ، ولكن لأننا في رمضان وعلينا الايجاز لتسارع الامور في الشهر الفضيل وكثرة المواضيع ، ستأخذ المسلسلات حيزا من الحديث خلال الشهر بلا شك.

ما يسمى "جريمة شرف" فجر رمضان

بدأ الشهر الفضيل بجريمة محزنة تتصدر ما يسمى "جرائم الشرف" في يافا . نورا (نوريت) وحياة (حايا)، جريمة يتساوى فيها القاتل والمقتول، وتعكس بكل أسى مآل المجتمع عندما يتفكك وينسلخ عن ذاته. ضحيتان بعمر الورود ، لو منحتا فرصة لحياة افضل ، ربما لكانتا بيننا أحياء. جريمة كل أفرادها ضحايا.

سيدي الرئيس (منشان الله اشحد علي وعلى اللي خلفوني)

ولكن لأن رمضان كريم ، أكرمت علينا شركة زين للاتصالات بكليب معبر ، يبدأ  طفل بمخاطبة (باستجداء)  السيد الرئيس (ترامب) ، وينتهي بالعودة الى القدس. ولا يسعنا نحن المتفرجون الا قول : الله اكبر ، ينصر دينكم يا آل سعود او آل الصباح او ما آل اليه ولاة الامر علينا.. الحمد لله ، مشهد العودة الى القدس اثار بعض الغضب وبفضل الشهر الفضيل تم سحب الاعلان من الفضائيات . كفانا تشويها لما تبقى من نسيج يجعلنا بشر.

القطايف سيد الموقف

مر اليوم الاول والحمد لله بلا ضحايا تذكر ، فلقد بدأ اليوم بنحيرتين، فالقرابين تجهزت مقدما ، فكان الاكتظاظ من اجل الحصول على كيلو قطايف هو سيد الموقف. طبعا هناك اكتظاظ من اجل الحصول على قنينة الخروب والتمر الهندي والحمص، ولكن للقطايف ميزة لا تضاهى .. انه اليوم الاول وعلينا التجمع كعائلات مؤمنة، لنتابع ما يمكننا متابعته من مسلسلات، فرامز ينتظر بينما تجهز صينية القطايف، لنشاهد بتشوق عادل امام.

صورة تم تداولها إلا الشهداء

صورة تم تداولها قبل السحور  ( او بعد الافطار)  بتعليق : اذا فطرت انا واخوي ودخلت علينا امي" ولن تتخيلوا ان هذه الصورة هي صورة الشهيد محمد الدرة ووالده.. سكت حينها الكلام والتعبير ، ولم استطع ان اميز ان كان من نشر هذه الصورة غبي بالمطلق ام من جماعة التشويه الصهيونية. وكأننا بحاجة لتشويه حتى بطولات اولئك الذين قضوا لعالم بالتأكيد أفضل (عند الله) من اجل بقائنا هنا ....

انهي وقفتي بما يستحق بالفعل النقاش، ويضيء بعض الامل

تغريد بلال وشحرور

تابعت بشوق منشورات استاذي بلال زرينة على الفيسبوك بسرعة التغريدات في نشره، بينما وقف على المنبر وبدأ باستخدام موهبته الفطرية التي يحملها مع اسمه . فمن يمكن ان ينافس بلال في الاذان ؟ ولكن غاب عن استاذي الفاضل انه يؤذن امام شحرور. فلا يحتاج لمنبر ولا ساحة ، فله سماء يحلق فيها ويشدي بلا عناء او حاجة لجمهور.

لست من المتخصصين بشحرور ولا افقه بتأويلاته ، ولكن من متابعتي لما يجري حولي فللرجل تأثير على امي وصديقاتها ، مما جعلني انفر من الاقتراب من قراءاته ، لأني اخاف من كل من يعتلون شاشات التلفزيون ويصبحوا نجوم العلوم الفقهية ، فلا نزال نعاني من مخرجات عمرو خالد والحمد لله شهدنا مبكرا سقوط عدنان ابراهيم المدوي. ولكن لشحرور ايقاع آخر ، فتوجب علي الحذر ، ولضيق وقتي وانشغالي بقراءات بعيدة عن عالم الفقه والشريعة وتأويلاتها، لم أقرأ ايا من كتب شحرور الذي يجلس احدها على مكتبتي واخر في صندوق رسائلي الالكترونية، ولكن كنت قد قرأت احد الكتب في وظيفة جامعية كان قد طلبها في حينه استاذي بلال زرينة.

اعترف ايضا ، انني لم اقترب من شحرور عن قصد ، لاني لمست اهتمام استاذي به والتكلم عنه بكثرة ومطالبته بقراءتنا له . وكنت اتنبه لاستاذي الذي يأتي من خلفية اسلامية شرعية صلبة ، وكنت اتابع اكثر تحولات رجل الدين الفكرية في عالم الفلسفة .

وبما انني اعترف ، فاعترف انني لست طالبة اعتيادية ، فمضارب جنوني غريبة عجيبة.

ولكن بلا شك ، توقفت امام التفكير ببلال زرينة كثيرا. دهشت لمعرفته ولاجتهاده وكم المقدرة لديه على تسلسل المعلومات وتدفقها . والاهم من كل هذا ، كان الرجل يفكر ، يناقش، يسمع افكاري المتطرفة والتي تتناقض في طرحها كثيرا مع كل ما يمثله ، ولكنه نجح في تحملي بمادتين . وخرجت من هذه التجربة بمعرفة اكثر لعالم لم اكن اعرف انه موجود . وبسبب الدكتور بلال زرينة دخلت في عالم الفلسفة من لسان حال المفكرين العرب ، الذين لم اعرف انهم موجودين . تنبهت بسببه الى كم الاستشراق في تلقينا للمعلومات عندما نتعلم في الجامعات الاجنبية المتخصصة في مواضيعنا . الا انها كانت فرصة ثرية لفتح عالم موازٍ من المفكرين العرب والمسلمين في امور الفلسفة المختلفة المتعلقة بالشأن الاسلامي.

الدكتور بلال زرينة بلا شك كفاءة اتمنى ان يتم الاستثمار بها ، ليس ببرامج التلفزيون ولا بالمناصب والندوات الفخرية ، نحن نحتاج الى علامة حقيقيون في مجتمعاتنا . نحتاج لمن يبذل وقته وعقله في التفكر والبحث والتنقيب والعلم . ليس فقط حامل شهادة يلف فيها متبجحا متعاليا بوصوله لقمة العلم. نحتاج لمن يعي انه كلما تعلم اكثر كلما احتاج لان يعرف اكثر ، لان العلم يتحول من نهر الى بحر فمحيط لا تنتهي اطرافه.

الاستاذ بلال زرينة يمثل الطالب المتفوق الذي لا يرضى بأقل من علامة كاملة ويبحث عن منافس دائما ليخلص عليه. وها هو اليوم يشد سهامه نحو الدكتور محمد شحرور .

تذكرني علاقة بلال بشحرور، بارسطو وافلاطون . اتخيل لو كنا في ذلك الزمن ، او كانوا هم في زمننا ، كانت ستكون المنافسة والمشاكسة بين الاستاذ وتلميذه بهذا الشكل بطريقة او بأخرى.

ما يقوم به بلال في آذانته الشجية على منابر الفيسبوك يوميا ، وبهذا الصدد بمحاولاته لنقض شحرور ، مهم وفعال وخلاق. الاهم هو متابعيه من متفقين ومختلفين، فقراءتي للنقاشات البناءة الناقدة والهادفة في مداخلات المعلقين تؤكد اننا لا نزال بخير، إذ أن هناك بالفعل من يحاول تحريك عقال العقل عن عقولنا ، وهناك من يحث على التفكير والتفكر ولا يهاب من التكفير امام الفكر المبني على نقاش وجدلية يحترم فيها المتجادلون بعضهم البعض ويقدرونهم.

وتبقى منافسة بلال لشحرور صعبة ...

بلال يتصدر المنابر ويسحر بصوته العذب ، وشحرور يحلق في صوته الشجي ويسلم الفضاء مساحات وصوله للمستمعين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير