"القبضاي" الأميركي ينفخ صدره !

21.05.2018 09:34 PM

كتبت: ثريا عاصي

بيان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عن خطة عمل بلاده بشأن إيران، تعكس إنحطاطاً رهيباً في المستوى الذي وصلت إليه السياسة الأميركية الإمبريالية، خصوصاً لجهة لجوئها إلى براهين وأدلة لا تنطلي على الأطفال :

1 ـ طبيعي أن تتقدم مسألة الأموال على ما عداه في تفكير  الذين يحكمون أول قوة عسكرية وإقتصادية في هذا العالم .. إنهم يقيمون كل موقف سياسي أو ديبلوماسي تتخذه اية دولة بمعاير مالية فقط، واستطراداً بالأموال التي تنقض أو تزيد هذه المواقف  من أرباح الولايات المتحدة الأميركية .. إذاً يجب أن لا يكون لدى إيران أموال !.. هذه السياسية الأميركية صارت معروفة وهي تطبق على جميع يعترضون سياساتها .. لا جديد

هل يربح الإتفاق النووي إيران أو لا؟ هذا هو المعيار ، وليس السلاح النووي في حد ذاته.

2 ـ الحوثويون يتصدون للنفوذ السعودي ـ الأميركي ـ الإسرائيلي، هذا معطى ثابت . طبيعي أن يلقوا الدعم من المعترضين على تمدد هذا النفوذ . لنسأل أي طفل في هذا العالم، ليس أميراً أو ملكاً خليجياً أو أوروبياً، على من تقع مسؤولية ما يجري في اليمن ؟ على الحوثيين اليمنيين أم على أعدائهم ؟

3ـ حزب الله شكّل حركة مقاومة وطنية لكي تتصدى للاحتلال الإسرائيلي في لبنان . متى كان المستعمرون  ينظرون بعين الرضى إلى توصل المستعمَرين إلى تنظيم أنفسهم وإلى تعزيز قدراتهم الدفاعية؟..

لماذا يحق لإسرائيل الإستعمارية أن تحتل الجولان السوري وتدافع عن نفسها في الجولان ولا يحق للسوريين واللبنانيين والإيرانيين والعراقيين واليمنيين أن يدافعوا عن أنفسهم، ولماذا يحق لإسرائيل التي أعطاها الغرب مئات الرؤوس النوويّة، ويقف معها في حروبها، أن تقرر أي نوع من السلاح يسمح لخصومها  إقتناؤه ؟

4 ـ "الإتفاق النووي سيء" يقول الأميركيون .. إذاً هو سيئ ! إذاً الخمسة زائد واحد كانوا جماعة من الأغبياء، لحسن حظهم أن الرئيس الأميركي الحالي جاء ليصلح أخطائهم !

5 ـ ردع الأعمال العدائية لايران وحزب الله والآخرين ، ومن الآخرين ؟  ضغوط مالية غير مسبوقة .. هذا تهديد بالحرب لم يتوقف من الجانب الأميركي منذ  سنوات  1950 !

6 - إيران أعلنت أنها لا تريد سلاحاً نووياً .

7 ـ أما مسألة التفتيش في المواقع الإيرانية !! فهذا سيناريو يعرفه العراقيون ... وجربه السوريون .. الحرب ثم التحقيق  .. هكذا هو الغرب الإستعماري..

أما مسألة تواجد الإيرانيين في سورية فهذه مسألة من المفروض ان تحددها الحكومتان السورية والإيرانية !!لماذا لا تطالب الإدارة الأميركية بسحب القوات الروسية ؟ ولماذا لا يحق للسوريين المطالبة بسحب القوات الأميركية من سورية ومرتزقتهم ؟

8 ـ إيران لا تعامل شعبها معاملة حسنة وهذا يقلق الولايات المتحدة الأميركية ؟! هذا برسم الإيرانيين..

9 ـ الجزرة الأميركية شرط أن تتغير الأمور في إيران واحترام إيران الأعراف والقوانين الدولية التي تنتهكها أميركا وحلفاؤها في أوروبا .

توقفت عند هذا البيان الأميركي لانه يمثل من وجهة نظري فضيحة للولايات المتحدة الأميركية ولحلفائها في أوروبا ... فهذا البيان هو في الواقع درس لكل الأحرار في هذا العالم، خلاصته أن الولايات المتحدة الأميركية مضطرة إلى فرض ضرائب ( يعني خوة ) على شعوب العالم تحت التهديد بالحرب !!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير