رمضانيات 8.. التعدي على امرأة حامل ورشها بغاز الفلفل: هذا ليس عنوان مسلسل رمضاني

25.05.2018 01:43 PM

كتبت: نادية حرحش

يبدو ان الصائمين استنفذوا هدايا الجني الذي يخرج من فانوس رمضان ، ولم يستطع الجني بعد استنفاذ التمنيات الا العودة الى فانوسه واطلاق كل الشياطين . فلا فرق بين ملاك وشيطان في تصرفات لااخلاقية.

الصيام يردعنا عن الخطأ والخطيئة .
يهذبنا ...
يذلل رغباتنا ونزواتنا ....
يذكرنا باهمية الاخلاق ويجعلنا عباد الله الصائمين ملتزمين ....

يبدو ان ما اخذناه من الصيام هو فقط الامتناع عن الطعام والشراب والتدخين. وعليه فان الاكسجين بكل تأكيد يخف في مروره الى الدماغ ، والدم يتباطأ بالضخ عند القلب ، وفي لهيب الشمس هذا ، فالنتيجة هي فقدان العقول والقلوب.

ما جرى على مفرق جامعة بير زيت من ضرب امرأة حامل وزوجها ومن حاول الدفاع عنها ورشهم بالغاز ، يؤكد ان خللنا اكبر مما نعي . وان ما يصنعه الامتناع عن الطعام والشراب في حالتنا قد كشف صدأ عقولنا وعفن قلوبنا ، فصرنا كالوحوش نتصرف على حسب غريزتنا ، وغريزتنا تريد الاكل ...فالجوع يؤدي الى القتل ...والهذيان وفقدان الوعي.

اهذا هو الصيام ؟
اليست الشياطين محبوسة في هذا الشهر؟
من هي تلك الوحوش التي تتصدر الاحداث؟ وتعيث بالارض فسادا ؟

مع الاسف ، الشيطان الوحيد على هذه الارض هو نحن... اذا ما اردت بعض الانصاف، للشيطان ، فان ما نقوم به تعدى بفحشه عمل الشياطين.

هذا نحن في شهر الصيام . هل كشف الشهر الفضيل سوأتنا وفضح دواخلنا العفنة ، وصك عقولنا الصدئة؟

ما هذا الانحدار السحيق الذي وصلنا اليه ؟
اين الاخلاق ؟
اين النخوة؟
اين الانسانية؟

لا يوجد تبربر او حتى امكانية للتفكير بأن الاعتداء على امرأة حامل ممكن ان يقبله عاقل.
ما الفرق بينكم وبين الاحتلال ؟ ما الفرق بين المعتدي وجندي الاحتلال ؟
الا يفطر غاز الفلفل؟ يعني لنعتبره من المفطرات .. اتقوا الله في شهر رمضان على الاقل.
اين القانون الذي يلاحق المفطر ويرميه بالسجن لمدة شهر؟
ما الذي يحدث يا عالم ... حتى الاحتلال ليس بوحشيتنا ؟
اين الامن والامان ؟ اين الشرطة والسلطة والسيادة؟
اين مسؤولية السلطات من كبح جماح وحشية ما يخرجه الصيام من المجتمع ؟ حتى الصيام حولنا الى مأساة ؟

حتى التقرب من الله صار منفرا . بدل الاحساس بالفقير نصاب بالفجع .
وبدل الاكتفاء نصاب بالجشع.
وبدل التقسط نصاب بالبذخ.
وبدل درء النفس عن الاخطاء نرتكب الخطايا
وبدل التحلي بالاخلاق تنحل منا القيم
وبدل ان نكون خير امة اخرجت للناس نؤكد ان الاحتلال هو اخف مصائبنا .
فلا تختبئوا وراء جرائم الاحتلال ، فجرائمنا اشد بؤسا وفتكا.
لا تتعبوا انفسكم بالمشاركة بالتنديد لجرح طفل او قتل اب او تشريد عائلة . فما نقوم به ضد بعضنا اسوأ ...
هل يكون الاحتلال هو نعمة الله علينا ؟

رمضان لم يعد كريم،
ولكن لمن لا يزال يترجى خيرا واملا في هذا الوطن المسحوق ، لا يسعني الا المشاركة بمنشور الصديق ايهاب الجريري ، ومناشدته باحلال الحق ....ولو تأخر...

"عندما نصل لمرحلة يقوم بها شبان بالمعاكسة اللفظية وبالاشارة بامرأة حامل تقف مع زوجها بجانب الطريق، ومن ثم يعتدون بالضرب على زوجها الذي دفعته كرامته ليدافع عن زوجته ،ويعتدون على شاب اخر تدخل لوقف الشجار ،وعلى المرأة الحامل برشها بغاز الفلفل، وبمشرط على الرجل الذي حاول مساعدة المرأة بالنهوض، فان العدالة يجب ان تأخذ مجراها دون تأثير من احد على مجريات تحقيقها ، بل ان تجرآ هؤلاء الشبان على فعل ما فعلوه يقتضي ان يكون العقاب بحجم هذا الاعتداء الاثم ليكونوا عبرة لمن يعتبر"

مع يقيني ان الحق لا يجتزأ، وان من اضاع حق نيفين عواودة ورائد الغروف ولفقه وشوهه لن يجلب حق امرأة حامل ولا رجل خلوق حاول المساعدة.

يا ليت اولئك يتعلمون ان تيم حسن ، عندما ينتهي من تمثيله لدور رئيس العصابة بالهيبة ،يعود ليكون انسانا طبيعيا. وان ياسر جلال بعد خلعه لدور رحيم المهرب الجدع يعود ليكون انسانا ... التمثيل ليس حقيقتهم .... ولكنه مع الاسف يعكس واقعنا المزري .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير