اليوم نهائي الأبطال وصراع الكرة الذهبية يشتعل بين رونالدو وصلاح

26.05.2018 11:56 AM

وطن: تتجه أنظار محبي المستطيل الأخضر لكرة القدم في العالم مساء اليوم السبت صوب العاصمة الأوكرانية كييف التي تستضيف المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي.

ويتطلع ريال مدريد إلى التتويج باللقب الأوروبي للموسم الثالث على التوالي، بينما يأمل ليفربول في استثمار الفرصة من أجل الصعود إلى منصة التتويج عقب 13 عاما من فوزه على ميلان في إسطنبول، في المباراة النهائية للبطولة عام 2005.

ويتوقع أن يسعى كل من ريال مدريد وليفربول إلى فرض أسلوبه الهجومي وصنع الفرص التهديفية مع الكشف سريعا عن نقاط الضعف في دفاع منافسه.

وتصب التوقعات قبل المباراة لصالح فوز ريال مدريد بالمواجهة المقررة على الملعب الأولمبي، وهو ما سيشكل إنجازا غير مسبوق لريال مدريد، حيث سيصبح بذلك أول فريق يتوج بالبطولة في ثلاثة مواسم متتالية منذ أن أقيمت بمسمى دوري الأبطال بدلا من بطولة الكأس الأوروبية اعتبارا من موسم 1992ـ1993.

كذلك سيشكل الفوز في مباراة اليوم إنجازا غير مسبوق للفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، حيث سيصبح أول مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتوج باللقب لثلاثة مواسم متتالية مع نفس الفريق.

ومن الناحية النظرية، يبدو ريال مدريد المتوج باللقب الأوروبي 12 مرة، أكثر قوة من منافسه، خاصة عبر عناصر خط الوسط الذي يشهد تواجد توني كروس ولوكا مودريتش وماركو أسينسيو وإيسكو وكاسيميرو.

وفي الخط الهجومي، يتطلع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (هداف البطولة)، إلى اعتلاء منصة التتويج بدوري الأبطال للمرة الخامسة في مسيرته.

لكن مهمة الريال لن تكون سهلة أمام ليفربول الذي يتطلع إلى التتويج باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه وللمرة الأولى خلال 13 عاما، والذي يعتمد على القوة الهجومية الضاربة المتمثلة في الثلاثي محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني.

وحطم ليفربول الرقم القياسي لعدد الأهداف الذي يسجله فريق خلال موسم واحد بدوري الأبطال، حيث أحرز الفريق 46 هدفا في البطولة هذا الموسم.

وتألق النجم المصري الدولي محمد صلاح بشكل هائل ضمن صفوف ليفربول هذا الموسم، وسجل للفريق 44 هدفا في كل المسابقات، حتى باتت تقارير تتحدث عن اقترابه من انتزاع جائزة أفضل لاعب في العالم.

وقال يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا): "عدد الأهداف التي سجلناها يبدو مجنونا.. سجلنا سباعية مرتين وخماسية مرتين أيضا، هذا شيء مجنون حقا لأننا لسنا برشلونة ولسنا ريال مدريد أو بايرن ميونخ، إننا ليفربول، ونسير على الطريق كي نصبح فريقا جيدا، وتقديم هذه العروض في قمة مستويات المنافسة يبدو رائعا".

وربما تكون قدرة الريال على التعامل مع صلاح وتقليص خطورته، مفتاح مواجهة اليوم، ويرجح أن يسند زيدان تلك المهمة بشكل أساسي للاعب الظهير الأيسر مارسيلو.

كذلك يمكن للريال الاعتماد في قلب الدفاع على القائد سيرجيو راموس صاحب الخبرة الهائلة، والذي قال بشأن صلاح "إنه مجرد لاعب من 11 لاعبا".

وعلى الجانب الآخر، يأمل ليفربول أن يكون قلبا الدفاع فيرجيل فان ديك وديان لوفرين في أفضل مستوياتهما من أجل تقليص خطورة الريال على شباك الحارس لوريس كاريوس.

وقال الهولندي الدولي فان ديك في تصريحات للقناة الفضائية لنادي ليفربول "إنه (رونالدو) يحرز أهدافا للتسلية منذ أعوام، فهو لاعب لديه قدرات هائلة بالطبع".

وأضاف "الريال على دراية بفريقنا أيضا، أتوقع مباراة رائعة، بين فريقين يتمتع كل منهما بقدرات هائلة".

وسيكون اللقاء هو الثاني بين الريال وليفربول في نهائي بطولة كبيرة، حيث سبق وأن التقيا بعضهما البعض في نهائي الكأس الأوروبية عام 1981 في باريس، والذي انتهى بفوز ليفربول 1ـ0.

وكان آخر وصول سابق لليفربول إلى المباراة النهائية للبطولة الأوروبية، في عام 2007 لكنه خسر حينها أمام ميلان 1ـ2 في العاصمة اليونانية أثينا.

وتشكل مباراة اليوم أيضا النهائي الثاني ليورغن كلوب في دوري الأبطال، حيث سبق وقاد بوروسيا دورتموند في مواجهة بايرن ميونخ في النهائي عام 2013 وفاز بايرن حينذاك 2ـ1 على ملعب ويمبلي.

وقال كلوب إنه لم يتعلم شيئا من تلك الهزيمة، وأضاف "في النهاية الأمر يتوقف على تقديم أفضل أداء لديك، هذا ما يجب عليك فعله، ثم تكون بحاجة إلى شيء من الحظ في اللحظات الحاسمة".

أما زيدان، فقد قلل من أهمية التفوق الهائل في الفترة الأخيرة للريال، الذي يسعى للقب الرابع في دوري الأبطال خلال خمسة أعوام، قائلا إن "هذا لا يمثل شيئا" مؤثرا على مباراة اليوم.

وقال زيدان "العديد من لاعبي ليفربول لم يشاركوا من قبل في مباراة نهائية، ولكن ماذا في ذلك؟ سيخوضون المباراة ويقدمون كل ما لديهم على أرض الملعب من أجل الفوز، وعلينا أن نكون على استعداد لذلك".

وأعلن الفرنسي "زين الدين زيدان" مدرب ريال مدريد عن تشكيلة من 24 لاعبا للمشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول، ولم تشهد التشكيلة أي غيابات تذكر سواء بسبب الإيقاف أو الإصابة حيث عرفت حضور جميع اللاعبين يتقدّمهم النجم البرتغالي "كريستيانو رونالدو" والويلزي "غاريث بيل" فضلا عن القائد "سيرخيو راموس".

هذا وسيتمّ تقليص اللائحة يوم المباراة إلى 18 لاعباً في القائمة النهائيّة المدعوة للمواجهة الختامية لأمجد الكؤوس الأوروبية.

الكرة الذهبية

ويرى كثيرون أن نتيجة المباراة النهائية ستؤثر كثيرا في تحديد هوية اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

وخلال السنوات العشر الماضية، هيمن الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على كرة القدم العالمية، إذ حصل كل منهما على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، كانت معظمها بفضل قيادتهما لفريقيهما برشلونة وريال مدريد للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.

وعلى مدار هذه الفترة، قاد ميسي برشلونة للحصول على دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، فيما حصل رونالدو على هذه البطولة العريقة أربع مرات، مرة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي وثلاث مرات مع ريال مدريد، بينها مرتان متتاليتان.

وخلال العام الحالي، برز اسم لاعب آخر من المحتمل أن ينافس ميسي ورونالدو على جائزة الأفضل في عالم كرة القدم، وهو المصري محمد صلاح، الذي أحرز 44 هدفا وصنع 14 هدفا وحصل على العديد من الجوائز الفردية، من بينها هداف الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 32 هدفا جعلته الهداف التاريخي للمسابقة التي تضم 20 فريقا.

كما حصل صلاح على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأفضل لاعب في أفريقيا، وقاد منتخب مصر للتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما.

وبفضل هذه الإنجازات وهذا الموسم التاريخي، قرر المتحف البريطاني وضع حذاء صلاح في قسم المصريات إلى جانب تماثيل تجسد حضارة عريقة للمصريين القدماء قبل آلاف السنين.

لكن في ظل المعايير التي تحدد هوية اللاعب الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم، يبدو أن هذه الإنجازات ليست كافية لأن صلاح لم يحصل حتى الآن على أي بطولة مع ليفربول الذي اكتفى باحتلال المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.

وبالتالي، يتعين على اللاعب المصري الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد وكريستيانو رونالدو إذا كان يريد أن يعزز حظوظه في المنافسة بقوة على لقب الأفضل في العالم.

يقول نجم ليفربول السابق مايكل أوين "يتوقف الأمر على البطولات التي يحصل عليها اللاعب في نهاية الموسم. يمكنك أن تقدم موسما استثنائيا، لكن إذا لم تفز بأي بطولة فلن تكون حظوظك كبيرة للفوز بلقب الأفضل في العالم".

وأضاف في تصريحات لصحيفة "ماركا" الإسبانية "أعتقد أن نهائي دوري أبطال أوروبا سيحدد الفائز بالكرة الذهبية، التي ستكون من نصيب صلاح لو فاز ليفربول ورونالدو لو فاز ريال مدريد".

ولو فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا خلال العام الحالي، فإن المنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم سوف تنحصر على الأرجح بين رونالدو الفائز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وبين ميسي الذي قاد فريقه للحصول على بطولتي الدوري والكأس في إسبانيا، بينما ستكون حظوظ صلاح في الفوز بالجائزة قليلة.

لكن لو فاز ليفربول بالمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، فسيعني هذا أن رونالدو سيخرج من الموسم الحالي بدون الحصول على أي بطولة، وهو ما سيعزز فرصة فوز صلاح بجائزة الأفضل في العالم، نظرا لأنه سيكون قد قاد ليفربول للفوز بالبطولة الأقوى في أوروبا، إلا إذا فاز ميسي أو رونالدو بكأس العالم مع الأرجنتين أو البرتغال.

وعلى هذا الأساس، يرى ديان لوفرين، زميل صلاح في ليفربول، أن حظوظ اللاعب المصري قد تكون كبيرة في الفوز بجائزة الأفضل في العالم في حال حصول ليفربول على دوري أبطال أوروبا.

وقال اللاعب الكرواتي في تصريحات للموقع الرسمي لنادي ليفربول "قد يكون من السابق لآوانه الحديث عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية من الآن، لكن لو فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا فإن صلاح سيكون أحد المنافسين بقوة على الجائزة".

وأضاف "سيكون من الصعب للغاية عدم منحه جائزة أفضل لاعب في العالم لو قاد ليفربول للحصول على هذه البطولة العريقة".

وقد تفوق صلاح على كل من ميسي ورونالدو في عدد الأهداف التي سجلها في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا معا، لكن خبراء ومحللين يرون أن جائزة أفضل لاعب في العالم تذهب إلى "أفضل لاعب في أفضل فريق"، وليس اللاعب الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف.

وبالتالي فإن نتيجة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ستحدد إلى حد كبير هوية اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم.

تصميم وتطوير