تمارا حداد تكتب لـوطن: هل ستسقط ورقة التوت بعد ضم الجولان؟

26.05.2018 06:40 PM

بعد نقل السفارة الامريكية الى القدس دون ان يكون هناك اي رادع يقاوم هذا العمل بحق القدس اولى القبلتين، ودون اي تحرك للعالم الاسلامي والعربي سوى بعقد المؤتمرات والتنديدات هنا وهناك، والشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع في عملية تحرير الاقصى، فالنقل ناجح بسبب الوضع الاقليمي الضعيف وانقسام المنطقة الى محاور والانقسام الفلسطيني، وقدرة اسرائيل وأمريكا بتحويل الصراع من عربي اسرائيلي الى صراع ديني ( سني، شيعي) فجاءت النتيجة دون ردع وفشل كافة المحاور في صد تلك المؤامرات.

محور المقاومة امام امتحان وهو ضم الجولان حيث ان هناك ضغوط اسرائيلية على واشنطن للاعتراف بالجولان جزءا من اسرائيل حيث تأتي هذه الجهود ثمارها بموافقة امريكا على ذلك خلال شهور، ضم الجولان لإسرائيل بات يتصدر جدول الاعمال حاليا في المحادثات( الاسرائيلية- الامريكية) ومباحثات الكونغرس الامريكي، ويعتبر هذا الامر اقرار يضاف بعد انسحاب امريكا من الاتفاق الايراني النووي وبعد نقل السفارة الامريكية الى القدس.

الوجود الاسرائيلي في الجولان مهم لإسرائيل كضرورة امنية ومحطة رقابة حول ما يدور في سوريا من نشاط محلي اقليمي ودولي، هذا الوجود هو بمثابة امتحان للمقاومة اما ان تسقط ورقة التوت الاخيرة عنها لان الجولان في قعر محور المقاومة والدولة السورية ذات سيادة.

فهل الاعتراف بضم الجولان الى اسرائيل من قبل امريكا خلال شهور سيكون فاتحة حرب طويلة الامد حامية الوطيس ام سيبقى الامر ضمن التنديدات والمؤتمرات كما حال القدس الان، وضاعت القدس ليضيع الجولان.

ضم الجولان سيظهر صدق محور المقاومة ومدى قوته، اما سقوط المحور او حرب شاملة،  رغم ان كل دولة من دول الاقليم مرتبطة بأجندات دولية ومصالح اقليمية ودولية فلا تعويل على احد اليوم، والخاسر الوحيد دائما في الحروب هو الشعوب ، وزيادة القتل والدمار من اجل مصالح الغرب وحماية الكيان الصهيوني، ضياع الجولان يحقق مقولة( اكلت يوم اكل الثور الابيض).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير