ليلى المرهقة.. ومريول رزان

04.06.2018 02:03 PM

كتب_وليد البايض

هذا الجمال الأخاذ لم يرد له الله أن يبقى حكرا على أم وأب وعائلة ليلى هذا الوجه المتوهج نورا أريد للعالم أن يعرفه أريد له أن يكون أحد حكايتنا الموجعة أن يكون جزءاً من ألآمنا ليروي عنا قصة أخرى لهذا العالم الأسود.

لم تدرك ليلى ماذا فعلت بنا ولم تعلم أنها أصبحت أحد سفراء الوجع الفلسطيني لم تدري أنها أغرقت الكتيرين ممن شاهدوها في بحر من الدموع.. وعندما سألوها من هذا فأشارت لهم عليه كلموه خاطبوه فاستشاطوا غضباً ظناً منهم أنها تستهزئ بهم فما كان منه إلا أن يخابطهم في المهد.

كان معجزة الرب في ذاك الزمان واليوم في زمن اللامعجزات بقي الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يجترح المعجزات.

اليوم علينا أن نشير للعالم إلى ليلى كلموها أسألوها بأي ذنب قتلت أسألوها ما الخطر الذي شكلته على هذا الكيان المسخ؟، حاورها هل أردت الذهاب فعلا إلى ذلك الموت هل اكتفيت من حليب امك وطالبتها بالفطام؟، هل اتعبك الضم وكبر فيكي الهم والغم قبل العمر؟، هل استعجلتك الجنة فعلا وضاقت بك الأرض إلى هذا الحد؟ ام هذا ما يسمونه من المهد إلى اللحد.

أنا هنا اعذرك ان لم تطيقي هذا الضيق وهذا الحصار وهذا السجن الغزاوي رغم أن غياب البراءة لاتقبل الأعذار لكن هذه البراءة وجهت صفعة لكل الساسة والقادة الخانعين منهم والأحرار، تحاسبكم ليلى على افعالكم على اقوالكم وصمتكم تبرز فيكم خزيكم وعاركم....

ليلى كانت أية في التوراة والإنجيل والقرآن بالتأكيد لم تقرأوها ليلى رسالة من آلله إلى طغاة الأرض أن اتعظوا....

ذهبت ليلى التي لم تسطيع رزان صاحبة المريول الابيض انقاذها، كانت رزان القصة الثانية ارادت رزان ان تكون احدى حكايا الوجع الفلسطيني وبطلة في قصص الشهداء المستمرة وحلقة في مسلسل الدم الفلسطيني النازف، وطلقة في ضمير الانسانية جمعاء وصرخة في قلب الصمت العربي والاسلامي.

كانت الصورة البهية الجميلة التي رأها العالم بمريول الانسانية يعدمها قاتل حاقد لم يعرف للانسانية ولحقوقها اي معنى.. ليلى ورزان يعرون العالم ويخلعن عنه ثوب الزيف المتمثل بحقوق الانسان ويمرغن بشعارات التشدق بالانسانية والحق رمال غزة.

غزة هذه الحكاية الفلسطينية التى تتصدر قضيتنا اليوم طفلة وشابة الاولى لم تعي الخوف بعد ولم تميز طعم الهواء المستنشق غاز غازي لوث صدرها والارض فطارت الى السماء والثانية كانت تدرك رسالتها وقضيتها واجرام عدوها فضمدت جراح.. ارتقت بين يديها ارواح وكانت تدرك ان روحها يمكن ان تكون على موعد مع الارتقاء ولم تتراجع، تحدثت عن الواجب وعن الفداء والتضحية وكانها تعطينا دروس في معاني الوطن الجميلة.

قالت لنا اعتبروا، فالوطن هو الكبير، الوطن هو الارض والسماء الماء والهواء الظلمة والضياء الغناء والرثاء هو الراية رباعية الالوان فيها كل فلسطين لايوجد لحزبيتكم ولا لضيق افقكم فيها لون فالوانها لوحدتكم ولم شملكم نحن لانذهب لكي نترك ارواحنا فيكم لتتنازعوها بل نذهب لنترك في ارواحكم وصيانا انت تبقوا على العهد ملتفين موحدين حول الارض لن تنفعنا رايتكم المفرقة ولن تصون او تعلوا على دمنا الوانكم لانها لن تعلوا على راية الوطن التي حملتنا الى العلياء فاتعظوا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير