عن أية نكسة تتحدثون ؟

05.06.2018 06:30 PM

كتب: أشرف صالح

دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلى مواصلة تحشيد كافة الطاقات الوطنية لضمان أكبر مشاركة شعبية واسعة في إحياء مليونية ذكرى النكسة، وصولاً لـ  مليونية القدس الجمعة القادمة.

عن أية نكسة تتحدثون؟ نكسة الإحتلال أم نكسة الإنقسام، يجب تحديد الموقف من النكسات، فنكسات فلسطين كثيرة وأهمها نكسة الإنقسام، وهي مميزة لأنها صناعة محلية وغير مستوردة، ويجب وضعها على رأس قائمة النكسات الفلسطينية لأنها الأكثر فتكا في لحمنا ودمنا وقوت يومنا.

عندما نتحدث عن نكسة الاحتلال عام 1967 نتذكر سويا أرضنا المسلوبة، وتتجدد فينا طاقة النضال والرغبة في تحرير الأرض، لأن من فعل هذا فينا هو عدونا في  النهاية، ولا نستطيع أن ننكر أنه عدونا، ومواجهة عدونا لا تكون بالشعارات والهتافات إنما تحتاج منا سلوك الطريق الصحيح لتحرير الأرض، والتقرب الى الله، فكلنا بلا إستثناء نعلم جيداً الطرق الى الله وشروطه وأدواته، ومن ثم تحرير الأرض سيكون سهلاً علينا ما دمنا متبعين هذا الطريق.

عندما نتحدث عن نكسة الإنقسام عام 2007، فنحن نتحدث عن الخيبة والعار والذل والدمار والإنحطاط والإنهيار، عندما نتحدث عن نكسة الإنقسام فنحن نتحدث عن كل ما تعنيه الكلمات من قبح وبشاعة، فلا أستطيع أن أعبر في مقالي عن مأساة الإنقسام فهي تحتاج صفحات كثيرة، ولكن يجب أن نتذكر أن حديثنا عن الإنقسام يوثق سطور العار في تاريخ فلسطين.

كان يجب على الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة ان تحشد المليونية "إذا كان فعلا هناك مليونية " لإنهاء الإنقسام والعودة الى الوحدة بدلا من العودة الى الأرض، لأن العودة الى الأرض تحتاج للعودة الى الله أولا، أما العودة الى الوحدة وإنهاء الإنقسام فيجب أن يكون لها الأولوية وعلى رأس خياراتنا.

أيها الفلسطينيون شعب وقيادة ونخبة وأحزاب، إن النكسة الحقيقية هي نكسة الإنقسام، فهي لا تحتاج ذكرى مثل نسكة الإحتلال لأنها تحفر في ذاكرتنا ليلا نهارا، وتنخر في عظمنا وتنهش في لحمنا وترسم وصمة عار على جبيننا، فيجب أن يكون نضالنا أولا وقبل أي شيء ضد نكسة الإنقسام، لأنها أخطر بكثر من نكسة الإحتلال.

رغم أن الحديث في سطور لا يستطيع أن يوثق حجم الكوارث الناتجة عن الإنقسام، ولكن برأيي أن هذه الكوارث ستنتهي إذا ما إنتهى الإنقسام، ورغم أن الأحزاب السياسية المتصارعة هي المسئول الأول عن هذا الإنقسام، فيجب أيضا أن لا ننحي الشعب جانبا عن مسئولية هذا أيضا، فللشعب دورا هاما في إنهاء هذا الإنقسام، وأنا أرى أن الشعب مقصرا في حراكه ضد الإنقسام، فكان من الأولى أن يتحرك الشعب ضد الإنقسام قبل أن يتحرك لمسيرات العودة.

وأيضا يجب على الأحزاب السياسية التي تجيش لمسيرات العودة أن تجيش لمسيرات ضد الإنقسام، فنجاح العمل النضالي يكمن في الأولويات وليس في كثرة النشاطات، فمن الأولى لنا أن نتحرك ضد الإنقسام قبل أن نتحرك ضد أي شيء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير