الاعلام المتصهين والشهداء

الاعلام المتصهين: الشهيد يسمى قتيل.. الرصاصه تقتل فرداً والاعلام الفاسد يقتل شعباً

07.06.2018 09:07 AM

رام الله- وطن- رولا حسنين: قال جوزيف غوبلز قديماً "أعطني إعلاماً بلا ضمير.. أعطيك شعباً بلا وعي" ويقال أيضاً "الرصاصة تقتل فرداً، والإعلام الفاسد يقتل شعباً"، مقولات كافية لتدلل على مدى تأثير الإعلام على القارئ والمشاهد، بكل مستوياته الفكرية.

وقد نضيف أيضاً مقولة "أعطني إعلاماً بلا أخلاقيات وطنية، أعطيك شعباً تائهاً عن حقه ووطنه"، فلسطين ليست حالة عادية، فلسطين أرض مُحتلة، مغتصبها لا يُسمى إلا "قاتل، مجرم"، وضحاياها لا يُسمون إلا "شهداء ارتقوا برصاص الجيش المستعمِر"، أما أن يخرج علينا بعض الإعلام "ولا نبالغ إن قلنا متصهين" ويقول في مجمل أخباره وتقاريره التي تُبثّ من قلب فلسطين الجريحة، مصطلحات لا أخلاقيات وطنية فيها، فهو إعلام لا يتوازى مع الحقائق التاريخية ولا السياسية ولا حتى الإنسانية، فالشهداء في قاموسهم "يقضون قتلى" وفي تاريخنا الصحيح "يرتقون شهداء"، "اسرائيل" في تاريخنا دولة احتلال استعماري كولونيالي، وفي قاموسهم "دولة لها حق الاسم والرسم" متناسين أنها قامت على أنقاض فلسطين!.

خُذ مثلاً قناة "العربية" -قد يكون اسمها بهذه الحروف نتيجة لغتها فقط، فيما فحواها متناقض مع مفاهيم العرب الأصيلة- تقول إحدى تقاريرها "المواطنون في رام الله خرجوا في أمسية ليلية بعد حداد لأيام على منَ قضوا على حدود غزة" جملة باهتة المضمون وخبيثة القصد، تحاول أن تظهر للعالم أن غزة تنزف دماً فيما رام الله ترقص!، وهذه ليست حالة معممة على الملايين الذين يسكنون الضفة المحتلة، والذين "قضوا في غزة" على حد زعمها هم شهداء ارتقوا، فيما غيّبت "مراسلة العربية" فاعل القتل، وهو جيش الاحتلال الاسرائيلي، لماذا غاب الفاعل القاتل وحضر المفعول به بصفة لا تتناسب معه، عدا عن غياب مسبب خروج الناس على حدود غزة، وهو المطالبة الحثيثة بحق العودة، الحق الذي اغتاله الاحتلال واغتاله العالم بوقوفه الى صف الاحتلال، فهل يا "العربية" وقفتِ ممن في صف الاحتلال أيضاً ؟.

السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هنا، ماذا يهدف الإعلام "المتصهين" ازاء اختياره مصطلحات لا تفي بتقديم الحقيقة، سوى أن يكون إعلاما مضللا، يقلب الحقائق وأداة بيد الاحتلال وأعوانه في تقديم أنفسهم بأنهم رحماء بالفلسطينيين، عطفاء علينا، يريدون السلام، فيما نظهر نحن في إعلامهم أننا شعب يحب الموت ونعتاش على الكراهية!.

هل الجدوى من تزييف الحقائق هو إرضاء دول كبرى تمتلك القوة، فيما لا نسمح لضمائرنا أن تتوجع على شعب مقهور يعاني الاحتلال منذ أكثر من 70 عاماً !، هل الجدوى أن يكون الشعب الفلسطيني تائهاً لا يعرف هويته الحقيقية فيما يقتنع بأنه على حق، وعند مشاهدته لصورته على "الاعلام المتصهين" وحجم ضخه لمصطلحات تحاول أن تقنع عقل المشاهد الباطني بأنها لا تقول سوى الحقيقة ! هل ما يريد أن يصل له الإعلام المزيف "تغيير صورة الفلسطيني حتى في داخله، وليس أمام العالم فقط، على أنه فرد اذا قُتل ظلماً نقول عنه قتيلاً" ! إذاً لا بورك إعلامكم.

فيما تبنت "العربية" الرواية الاسرائيلية وأدرجت الشهداء كقتلى خلال الهبة الشعبية عام 2015، وهنا مثال 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير