رمضانيات 21: جيش الاحتلال يقتل الصائمين بالنبي صالح وجيش السلطة يعتقل المفطرين برام الله

07.06.2018 09:12 AM

كتبت: نادية حرحش

ماذا نقول ؟

طيب اتركوا لنا إشي لداعش ، للمتأسلمين بالحكومات الأصولية.. أليس من المفروض أننا في دولة سلطة غير متطرفة، وتحترم الاختلاف والتعدد؟
يعني لو داهمت شرطة حماس المفطرين في غزة ، ماذا كانت ستكون ردة فعل سلطة رام الله؟
قبل أيام ، كان أحدهم قد نشر عبر الفيسبوك صورة لمطعم بيتزا برام الله غير مغلق. وتساءل الرجل عن ما يمكنه فعله لهكذا .....زنديق ربما ؟
شعرت بالرهبة عندما رأيت الصورة والتعليق، ولكن سرعان ما شعرت ببعض الراحة عندما قرأت التعليقات، لا يزال هناك أناس على قدر من الوعي في هذا البلد.

بديهيات أن الصيام واجب على من يريد الصوم ، وأن هناك من هو غير المسلم ، ومن هو مسن ، ومن هو مريض ، ومن لا يستطيع لأي سبب كان . أليس الصيام فريضة يبتلى فيها الصائم على الصبر والتحمل ؟ أين الأخلاق يا مسلمين ؟

ما الذي يحصل مع دين تنعدم الأخلاق من تابعيه؟
هل يريد الله مؤمنين جياع البطون فارغي القلوب؟
ألم يقل الله لكم بألا تلمزا بالألقاب؟ آلا تفتروا على العالم ؟ كيف يتم اتهام أناس على مقهى في وسط البلد أغلى مشروب عنده بفنجان قهوة لا يتعدى سعره العشر شواقل، بلعب القمار ؟

والله ما يجري عيب.

عيب بحق الصائم وبحق المفطر وبحق الشاهد على ما يجري، وبحق منفذ هكذا أوامر وبحق من يظلمنا ويظلم هذا البلد بهكذا قوانين.
كفاكم إرحمونا من تخلفكم !
الدين معاملة
الدين أخلاق
ان غابت فلا عجب أن القوانين تصبح متطرفة وغوغائية.
أين قوات الشرطة التي هرولت لاعتقال المواطنيين على المقاهي من جرائم الاحتلال؟ على بعد كيلومترات ليست كثيرة، قتلت القوات الاسرائيلية بدم بارد أحد أبناء القرية ؟

بين مقتل عز الدين التميمي، ابن 21 ربيعا انتهوا برصاصة غاشمة، لم يفكر مطلقها بصيام أو إفطار، بمؤمن أو كافر، قتل بدم بارد لأن هذا ما يستدعيه إليه الواجب.
والواجب في الجهة الأخرى يستدعي ان يقف جنودنا بغض النظر عن الزي الذي يرتدونه، لواجب قمع الفلسطيني وفتح الطريق للإسرائيلي القاتل.

يقال أن حرية الفرد تنتهي ببدء حرية الآخرين.
كيف يمكن لنا أن نقيس خطوط البداية والنهاية لأين تنتهي حريتي لتبدأ حرية الآخر والعكس؟

الموضوع بديهي ، لأنه يقال أيضا : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
تحول كل إنسان منا إلى منفذ لأوامر الله بما يتضمن هذا عقوبات الله، يؤكد أن الدين انتهى لكي يكون موروثا فقط. موروث يحكمه العرف لا الفضيلة. موروث يحكمه عادات القبيلة وأعرافها.. تحت اسم الله في التعظيم والطاعة.

بينما ننشغل بتوافه الأمور كهذه، بالنهاية لو نظرنا إلى الموضوع فهو بسيط، ولقد تداركت السلطة الخلل نوعا ما بفتحها تحقيق (بطبيعة الحال نعرف أن هذا فقط لتسكيت الألسن) ، ولكن كان هناك وقفة حقيقية من أجل الحريات الشخصية. بغض النظر عن تضارب المواقف بين تحرريتها ودعشنتها. ولا داعي لاستخلاص العبرة التي تعكس واقع عقولنا العربية، فداعش أمامنا تعكس حقيقتنا. هناك داعشي يترعرع بداخل وجداننا منذ أن نأتي إلى هذه الدنيا، يكبر ويترعرع على ان حقه مختلف، وما له لا يحق لغيره، وبأفضليته وعشيرته ودينه على الآخر، وبغض النظر عن أي رداء متحضر نرتديه فالداعشي يتربع في مقدمة عقولنا. أو في مؤخرتها يستكين لحال يدركه تماما. تقتصر الدعشنة في جملة تحريرية معاصرة متعلمنة هي لسان الحال المسلم التنويري من فيديوهات الدعوويين والفقهاء، على الشاشات: " أنا مع الحرية الشخصية.. بس بصراحة هؤلاء المفطرين ما بيستحوا ، بيستاهلوا ، كان لازم يحترموا !!!
هذا لسان الحال ... ولكن علينا الحذر بينما ندافع عن الآخر كذلك.

كم هي مهمة هذه الامور أمام ما يجري من قتل واعتداءات وقمع وبناء مستوطنات.
هناك صفقة يتم تمريرها قد تنهي قضيتنا إلى الأبد، ولا نزال لا نفقه أو ندرك حتى ما يتم تحضيره لنا، بينما ننشغل بتوافه الأمور.
يبقى مشهد انشغالنا بموضوع المقهى بين مفطرين وصائمين، ومشهد مقتل الشاب عز الدين التميمي، ومشهد آخر مر بالأخبار رفضت به محاكم الاحتلال تخفيف الحكم عن عهد التميمي باعتبارها خطيرة جدا.

عهد.. تلك التي تصدرت المنابر وتحولت البروفايلات لصورها. عهد تلك التي يصرخ من أجل حريتها. مر هذا الخبر مرور الكرام.

أو بالأصح ...مر مروره بأمة تعيش في سبات حتى موعد الآذان، وتنتظر ليلة القدر لتكثف الدعاء، وترقب هلال انتهاء الشهر حتى لو رأته بأم عينها يمر ويكبر أمامها.
نحن أمة ليس بالصدفة نحمل أحرف بددنا فيها ضم الألف وشد الميم مفهوم الأم،  ونعيش بانفتاح الحروف وفك التشديد لنكون ما نحن عليه... إماء (جمع أمة ـ مع فتح كل الحروف).

رمضان.. بدأ بالرمض !

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير