الاحتلال يتوقع استمرار مسيرات العودة خلال الصيف، ويتفاجئ: "الضفة لا تتحرك !"

10.06.2018 10:51 AM

القدس- وطن: يكتب عاموس هرئيل، أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت إلى تلخيص مظاهرات يوم الجمعة الماضية، زاعمة أنها فشلاً ذريعاً لحماس.

وأضاف "لقد كان عدد المتظاهرين فعلا أقل مما كان متوقعا - أكثر من 10،000 حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي - ولم يتم خرق السياج على طول حدود قطاع غزة. وهناك عدة تفسيرات محتملة لقلة عدد المشاركين نسبيا في المظاهرة. ربما يرتبط الأمر في التماثل العلني لمظاهرات يوم الجمعة مع إيران التي وعدت بتوزيع الأموال على المتظاهرين، علما أنه صادف في نفس اليوم، "يوم القدس" الإيراني. ومن الممكن أيضًا أن الناس تخوفوا من الوصول بسبب العدد الكبير من الشهداء في المظاهرات السابقة، وعلى خلفية التهديدات الإسرائيلية الواضحة بالهجوم الجوي على قطاع غزة.

لكن من منظور أوسع، توصلت قيادة حماس في قطاع غزة عن طريق التجربة إلى صيغة ليست غير فعالة في كفاحها ضد إسرائيل. لدى حماس الآن مزيجا جديدا من الوسائل - المظاهرات الجماهيرية، طائرات ورقية محترقة والى جانبها، أحيانا، الصواريخ – في سبيل الحفاظ على نار المقاومة. أيام الهدوء النسبي التي ميزت قطاع غزة خلال معظم الفترة منذ نهاية العداون على غزة صيف 2014، انتهت عمليا. فلقد استأنفت حماس المواجهة المسلحة. هل ستنتقل الأمور إلى مواجهة عسكرية كاملة؟ هذا سؤال آخر لا يعتمد عليها فقط.

في الجانب الإسرائيلي، التوجيه السياسي الذي يحوله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الجيش الإسرائيلي واضح: نتنياهو يريد تجنب حرب في غزة والجيش يعمل وفقاً لذلك، وعندما تنتهي أحداث أمس الأول الجمعة بأربعة فلسطينيين شهداء، مقارنة بـ 60 شهيداً في مظاهرات يوم النكبة في منتصف أيار، فإن سبب ذلك هو ليس لجوء الجانب الغزي إلى مواجهة اقل، فقط. من المعقول أن نفترض أن التصاريح الخاصة بإطلاق نيران القناصة الإسرائيليين، تم منحها هذه المرة بشكل ضئيل، وفق زعمه.

في الخلفية، هناك تهديد جديد - الطائرات الورقية والبالونات، التي تحرق أراضي المجتمعات المحيطة بالقطاع، ويتم إطلاقها أحيانًا وهي موصولة بعبوات ناسفة صغيرة. لقد عثر الفلسطينيون هنا على وسيلة بسيطة لكنها فعالة لإحداث ضرر، وخاصة الضغط النفسي. إن الأضرار الاقتصادية - المقدرة بنحو 5 ملايين شيكل، وفقاً لتقديرات هذا الأسبوع - ليست كبيرة ولا تكاد تذكر، مقارنة بالمبالغ الهائلة المستثمرة في حماية الحدود. كما أن المزارعين يسارعون لإنهاء الحصاد في الحقول القريبة من السياج، من أجل الحد من الأضرار التي تسببها الحرائق.

ومع ذلك، فإن رؤية الحرائق المتواصلة التي ترافق المستوطنات منذ أكثر من شهر، مخيفة وقاهرة. وكما هو متوقع، تتعرض حكومة نتنياهو لهجوم من قبل المعارضة بسبب الرد البطيء على التهديد الجديد، ودعا العديد من وزراء الجيش الاسرائيلي هذا الأسبوع، للتصرف ضد مطلقي الطائرات الورقية كما لو كانوا يطلقون الصواريخ.

في الوقت الحاضر، يرتدع الجيش عن القيام بذلك، أيضا بسبب عدم التناسب بين الوسائل الفلسطينية والتدابير المضادة التي ستُستخدم. غالبا لن تساعد نيران القناصة، لذا فمن المحتمل أنه ستكون هناك حاجة إلى تفعيل سلاح الجو الإسرائيلي. ويوم أمس السبت، ولأول مرة، أطلقت طائرة إسرائيلية صواريخها على خلية كانت تقوم وفقا للجيش الإسرائيلي، بإعداد بالونات مفخخة.

يوم أمس كان آخر أيام الذكرى في التقويم الفلسطيني للمستقبل القريب، لكن هذا لا يعني أن المظاهرات على السياج قد انتهت. فغزة تدخل موسمًا صعبًا في فصل الصيف، حيث تتسم أوضاع البنية التحتية فيها بالتدني. بالنسبة لحماس، تسمح المظاهرات بمقاومة إسرائيل وتفريغ الضغط الداخلي، ولذلك من المشكوك فيه أن تتخلى قيادة المنظمة عن هذا الإجراء بالكامل.

في الجانب الفلسطيني، وصفوا الأشهر الماضية بأنها معركة مفتوحة إلى أجل غير مسمى، ستشهد المزيد من الصعود والهبوط. وطالما أن المشاركة الدولية ترتفع فقط عندما تتصاعد النيران، كما حدث في اليوم الأخير من القتال في 29 أيار (عندما أطلق أكثر من 150 صاروخًا وقذيفة هاون على البلدات الإسرائيلية)، سيكون من الصعب أن نرى كيف يمكن تحقيق حل طويل الأمد.

من ناحية أخرى، يثير الدهشة عدم الرد في الضفة الغربية على الأحداث في قطاع غزة. والأمر لا يتوقف على السلطة الفلسطينية فقط. في الوقت الحالي، يبدو أن مواطني الضفة الغربية لا يسارعون للخروج إلى الشوارع للاحتجاج على الإصابات في غزة. في الماضي، كما في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية وعملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة، خرجت الجماهير إلى شوارع القاهرة وعمان، إلى درجة الشعور بخطر على الأنظمة. لكن هذا لا يحدث هذه المرة.

تصميم وتطوير