عبد الرحمن التميمي يكتب لـوطن: الفصائل المتورمة والنبي صالح النحيلة

11.06.2018 12:34 PM

لم يعد الحزن حالة إستثنائية في قرية النبي صالح الصغيرة بل حالة مستمرة النبي صالح التي تفتح عينيها يومياً على مستوطنات حلميش ونبي تسوف وعطروت وغيرها ، هذا الحزن الذي يلتف حولة ثوب من الكرامة والعزة ،ثوب يسندها في غياب الاحبة من الشهداء ويواسي الأم جرحاها وعذابات اسراها.

هذا الثوب الذي تفتقده الفصائل التي لا تجدها إلا في بيوت العزاء تسهم في خطابات جوفاء مكررة، لا تساعد القرية في شيء، ولم تعد تدرك الفصائل والسلطة أن النبي صالح القرية الصغيرة التي تواجه الاستيطان والمستوطنين والمستعربين والجيش صباحاً ومساءاً تحتاج إلى من يسندها فعلاً لا قولاً بل فعلا ، لا يوجد فيها مقر لنادي شباب ولا يوجد بها مقر لمجلسها القروي ( تجتمع في بيوت الاعضاء) ولا يوجد بها مقر نسوي ولا يوجد بها عيادة ولا يوجد بها أي نوع من الخدمات الحكومية ولا سيارة اسعاف، ومع كل هذا تشبعنا الفصائل والسلطة مديحاً فارغا يشبه مديح الشعراء في حضرة السلطان

النبي صالح لا تحتاج لنصائح الفصائل في الصمود والتحدي فهي الصمود نفسة وهي التحدي بأجمل صوره ،فالنصيحة ليست مطلوبة في هذه الأيام ونصائح خطباء المساجد تكفينا

الفصائل المتورمة انتفاخا من كثرة اعتزازها بتاريخها “الشرعية الثورية " نسيت ان هذه الشرعية ليست شيكا مفتوحا إذا لم يمهر بشرعية الجماهير المقهورة والمغلوبة

الاستيطان الذي يبتلع القرى ويجفف ينابيع المياه ويصحر الأراضي الزراعية لا يواجه بخطابات تكاد ان تكون منسوخة من كتاب الأغاني لابي فرج الاصفهاني

النبي صالح التي إختارها النبي صالح مقاماً له واختارها الشهداء مقبرة لهم لن تكون وستبقى مقبرة لكل الخطابات وكل هذا الأنا المتضخمة في الفصائل هذه الانا ليست إلا ورماً شافاها الله منه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير