عام دون أم !!!

13.06.2018 01:11 AM

كتب معن سمارة:

كيف ترثى الأمهات؟

كيف يكون البكاء على وداعهن؟؟

كيف يمكن للحزن أن يخرج من القلب؛ وهو مجبول بالماء والدم والذاكرة؟

كيف يمكن أن نمضي والذاكرة وجع مفتوح يمشي بين الأصابع؟

كيف يمكن أن نبكي... والبكاء صك براءة للوداع والألم؟

كيف لنا أن ننسى طفولتنا، و أحلامنا ، واخطاءنا بحق الأمهات؟

كيف ل ألسنتنا أن تتوقف عن المناداة ( يما... يما)؟

وكيف يمكن لمستقبلنا  أن يكون دافئا حنونا دون أم؟

كيف تكون الحياة دون أمهات... يفرحن ويبكين ويغضبن ويشتمن ويضربن ويملأن هوائنا أمنيات بالنجاح...؟

كيف يمكن أن ننسى دموعهن وزغاريدهن؟

يا الله... كيف يمكن أن تموت الأمهات، ونحن بهذا الضعف والتيه والحاجة؟

عام مضى على تلك الليلة الأخيرة في بيتنا في بلعين... كان كل شيء ساكنا في البيت الا صوت أنينك الأخير...

صوت الوجع المنادي للسكينة... صوت اعلاننا الاستسلام أمام المرض وإرادة الله.

وغادرنا البيت.. كل الى بيته، ونحن ننتظر وداعا قد تعلنه رنة هاتف محمول من والدنا...

في رام الله جلست يا أمي في تلك الليلة وحيدا في إحدى المقاهي...

قررت ان اكون وحيدا وذاكرتي معك...

طفولتي التي كانت على يديك... زيارات السجن لأبي... رحلاتنا السريعة الى رام الله... دورك النضالي في الانتفاضة الاولى وقبلها... صبرك على مزاجيتي... وغضبك من قراري الاستقلال بحياتي بعد المدرسة في رام الله... لومك الدائم لعدم مشاركاتي الاجتماعية مع الاقارب وأصدقاء العائلة.
كل شيء... كل شيء كان يهاجمني وكأني أجلس أمام فيلم سينمائي طويل أنت بطلته الوحيدة.
في الصباح أعلن إتصال والدي غيابك...
انها الحياة... لا شيء جميلا فيها يظل جميلا...

عام من دون أم... وانا ما زلت أخشى الذهاب إلى بلعين لانك لست هناك...
لا أحد في البيت، ولا دفء.
عام... والذاكرة بصيرة يدي...
عام... والألم مخبيء في جوف الروح.
عام... والدموع ما زالت محبوسة رهن الانتظار....
عام يا أمي...
عام والحب يكبر، والفقد يزداد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير