بعد افلاس كل ذرائع التبرؤ من الجريمة.. لم يبق امام الاحتلال الا الزعم ان رزان أطلقت النار على نفسها !

14.06.2018 01:40 PM

ترجمة خاصة- وطن: نشرت صحيفة "هارتس" بالإنجليزية، مقالا للكاتب جدعون ليفي، ادان فيه قيام جيش الاحتلال بقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار. قال ليفي انه كان يجب أن يشكل قتل المسعفة الفلسطينية وقفة كبيرة لإسرائيل، وكان يجب أن يلمس وجه رزان النجار البريء كل قلب إسرائيلي، وكان يجب على المنظمات الطبية الإسرائيلية ان تقول كلمتها، وكان يجب على جميع الإسرائيليين تغطية وجوههم خجلا وحرجا.

فيما يلي ترجمة المقالة:

كلمات قصيرة قالها الناطق باسم جيش الاحتلال تلخص عمق وحجم الحقد الدفين في الدعاية الإسرائيلية ضد الممرضة الفلسطينية الشابة، رزان النجار، التي قتلها جيش الاحتلال قبل عدة أيام بينما كانت ترتدي معطفها الابيض وتسعف الجرحى في الميدان. فقد قال أفخاي ادرعي، ان "رزان النجار ليست ملاك رحمة".
أفخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، سمح لنفسه بان يقيس ويقرر مستوى الرحمة في قلب ممرضة فلسطينية قتلها جيشه وهي تعالج الجرحى الفلسطينيين على حدود غزة. وقرر أدرعي ان ينفي الرحمة عن "ملاك رحمة" رزان النجار من جهة، بينما يروج ان جيشه هو "الأكثر اخلاقية" في العالم من جهة أخرى. ولهذا، يتضح ان الاحتلال يسعى الى اغتيال شخصية رزان النجار، بعد ان قتلها رميا بالرصاص.

تستخدم العديد من الدول الدعاية في خدمة مصالحها. وكلما كانت سياسات تلك الدول محدودة وذات حجم صغير، كلما كانت بحاجة الى توسيع جهودها الدعائية. فعلى سبيل المثال، السويد لا تحتاج إلى دعاية، اما كوريا الشمالية فتفعل ذلك كثيرا، وكذلك إسرائيل تفعل. وفي إسرائيل، يُطلقون عليها اسم "الديبلوماسية العامة".

فلماذا تحتاج إسرائيل اذن إلى دعاية؟
لقد شهدت الفترة الأخيرة وصول الدعاية الى مستويات دنيئة، حيث ثبت ان المبررات والافتراءات والاكاذيب التي تسوقها إسرائيل قد انتهت وتم استنفاذها، على اعتبار انه لم يعد هناك أحد يصدقها، او حتى ينظر اليها.

وعلى المستوى الإسرائيلي، يبدو ان هذه الدعايات لم تعد تصلح الا للاستهلاك المحلي. بعد ان كانت ذات فعلية محدودة على المستوى الخارجي. غير ان سلطات الاحتلال متمسكة بها كجزء من الجهود اليائسة للاستمرار في القمع والنفي النفسي، والتهرب من الحقيقة والمسؤولية، سواء في حالة رزان النجار او في غيرها من الحالات.

لقد قام قناصة جيش الاحتلال بإطلاق النار على المسعفة رزان وهي في زي التمريض، كما فعلوا من قبل في قنص صحافيين يرتدون اللباس الخاص بهم بوضوح، وكما قاموا من قبل أيضا بقنص أشخاص مبتوري الايدي والارجل وهم على كرسي متحرك. لقد تم إطلاق النار على رزان، وعلى هؤلاء الأشخاص يشكل متعمد. وإذا كان جيش الاحتلال قد خرج لمواجهة التظاهرات في غزة مؤمنا بعدالة اعماله، فعليه ان يتحمل المسؤولية عن عمليات القتل هذه، بدلا من سوق الاعذار، والتعبير عن الأسف الكاذب، والامتناع عن تقديم التعويضات.

ويضيف، ولكن عندما نحرق الأرض تحت أقدام المتظاهرين، ونقوم بإطلاق النار على المتظاهرين، وقتل العشرات منهم، واصابة الالاف وتحويلهم الى معاقين، فان هذه مجزرة لا يستطيع المسؤولون الإسرائيليون أن يعتذروا عنها، أو ان يعبروا عن الأسف تجاهها. وبالتالي، فإن آلة الدعاية العدوانية، الخرقاء، المحرجة، والمخجلة، للناطق باسم جيش الاحتلال، لا تزيد الامر الا سوء على سوء.

وأصدر ادرعي شريط فيديو يصور الممرضة رزان النجار (وفق ادرعي) من الخلف، وهي تقوم برمي قنبلة دخان كان جنود الاحتلال قد رموها باتجاهها.
وصاحب ادرعي الفيديو بكم من التعليقات أطلقها ضد رزان النجار، حيث قال: "ان رزان النجار كانت تحمل سلاح دخانيا، وان رزان النجار إرهابية، وان رزان النجار كانت تشكل درعا بشريا".

قال ادرعي ذلك، بينما يدرك الجميع ان الممرضة الفلسطينية كانت، بالتأكيد، تدافع عن حقوق الإنسان.

وفي تحقيقه في الحادثة، التي يستند فيها الى شهادات جنود الاحتلال فقط، ادعى جيش الاحتلال أن إطلاق النار على رزان النجار لم يكن متعمدا.
ويضيف الكاتب، وبسفور أكثر، ذهبت آلة الدعاية الاحتلالية إلى أبعد من ذلك، حيث قالت ادعت "ان رزان النجار ربما تكون قد قتلت برصاص فلسطيني"، غلما انه لم يسجل أي استعمال للأسلحة من قبل المتظاهرين الفلسطينيين خلال الشهرين الماضيين الا نادرا جدا.

ويضيف الكاتب بسخرية هذه المرة، ربما أطلقت رزان النجار النار على نفسها.
في دعاية الجيش كل شيء ممكن. لا نستطيع تذكر ان أي تحقيق لجيش الاحتلال اظهر نتائج مختلفة تدين جنديا واحدا.

وزيادة على ذلك، انضم سفير إسرائيل في لندن، مارك ريجيم، الى دعايات ادرعي بالقول: "إن وفاتها تذكرنا مرة أخرى بوحشية حماس"، دون الإشارة باي شكل الى قناصة الاحتلال.

ويعلق الكاتب، يقتل الجيش الإسرائيلي مسعفة بالزي الأبيض، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، الذي يوفر الحماية للعاملين الطبيين في مناطق القتال، على الرغم من أن حدود غزة لا تعتبر منطقة قتال. وبدلا من الإشارة بأصبع الاتهام الى الفاعل الحقيقي، يقول سفيرنا ان حماس وحشية.

ويضيف، "أفضل ان تقتلني انا يا سيدي السفير بدلا ان تقول ذلك". وما هذا المنطق الملتوي؟ ومن سيشتري مثل هذه الدعاية الرخيصة بخلاف بعض اليهود البريطانيين، الى جانب ميراف بن آري، عضو كنيست الاحتلال الذي سارع إلى القول: "تبين أن المقتولة برصاص الجيش ليست مسعفة، وانما فتاة عادية البسها الفلسطينيون المعطف الأبيض".

كان يجب أن يشكل قتل المسعفة الفلسطينية وقفة كبيرة لإسرائيل. وكان يجب أن يلمس وجه رزان النجار البريء كل قلب إسرائيلي. كان يجب على المنظمات الطبية الإسرائيلية ان تقول كلمتها.

وكان يجب على جميع الإسرائيليين تغطية وجوههم من الحرج.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "هارتس"

تصميم وتطوير