حين يسجد الصف الآخر من ثقل الاوزار

18.06.2018 10:37 AM

 كتب حمدي فراج : هل حقا يستطيع الانسان الرد على البذاءات التي يطلقها البعض بين الفينة والاخرى بدون بذاءات ؟

كاتب كويتي ، لا استطيع التأكد من انه عربي ، أحدث صدمته في عطلة العيد ، بدلا من التهنئة المعتادة التي يبادر بها ابناء الامة الواحدة تجاه بعضهم بعضا تحمل اجمل الامنيات بالعيش السعيد والمديد ، قال ان "الشعب الفلسطيني من اكثر الشعوب حقارة وغدرا وخيانة " وفي مكان آخر يطلق علينا لقب "فصيلة الفلسطينيين" ، وفي مكان ثالث"اعظم وباء فتاك ابتليت به الامتان العربية والاسلامية"  .

سأحاول الرد على هذه البذاءات بدون بذاءة قدر ما يستطيع قلبي وعقلي وقلمي ذلك ، بالرغم من ان هذه ليست وجهة نظر مغايرة لوجهة نظرنا ، بل هي مجرد شتائم لا تليق ان تكتب او ان تقال لأي انسان او جماعة ، فما بالكم حين تقال بحق شعب بأكمله بقضه وقضيضه ، كبيره وصغيره ، عالمه وجاهله ، ميته وحيه ، انثاه وذكره . لم يذكر التاريخ الانساني عن شعب حقير وغدار وخائن ، حتى عندما تتعثر مسيرة هذا الشعب او ذاك ، وتسعى قوى الشر لتشريده وتقتيله بأعتى الاسلحة مقدمة لابادته ، ربما قال – التاريخ - شيئا شبيها عن اشخاص او قيادات او احزاب او جماعات ، لكن الشعوب عبر طول الزمان وتضاريس الجغرافيا ، هي رهن قياداتها وطلائعها التي تسير على هديها ، حتى تنتفض عليها وتقوم بتغييرها ، احيانا للاحسن واحيانا للاسوأ ، وشعبنا الفلسطيني شأنه شأن كل الشعوب ليس استثاء ، فقد قاوم الاستعمار و المحتلين منذ مئة سنة وسنة ، وشكلت قيادته المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية رأس حربة الثورات العالمية في قارات العالم ، وفجّر هذا الشعب  في تاريخه الحديث خلال الثلاثين سنة الاخيرة ، ثلاث انتفاضات عملاقة ، بمعدل انتفاضة كل عشر سنين ، لا يستطيع اي شعب في العالم القيام بمثلها في سياق النسبة والتناسب .

شعب ، قدم على مذبح حريته نحو مليون أسير ، ما يوازي 15مليون انسان من الشعب البريطاني الذي يناهز ستين مليون نسمة ، لا يمكن ان يكون "فصيلة" ايها الكاتب المفوّه بالنتيجة التي اردت استخلاصها وهي الاعتراف باسرائيل ويهوديتها من انها صاحبة الارض في فلسطين والقدس عاصمتها الابدية ، لكن كيف يمكن التسليم العلمي من ان "مخيمات اللاجئين هي المكان الطبيعي للفلسطينيين" فإن كانوا "وباء فتاكا" فلا بد من القضاء عليهم ، وإن كانوا "فصيلة" فإن مكانهم الحظائر ، اما اذا كانوا لاجئين ، فإنهم لا بد من ان يعودوا الى وطنهم ويغادروا مخيماتهم المنتشرة في اصقاع العالم ، وعلى اخوتهم في العروبة والاسلام والانسانية مساعدتهم في ذلك .

 "لا تلومونا اذا أكدنا أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل"، ينهي الكاتب الكويتي ، فنسوق ما قاله الشاعر الكبير مظفر النواب : 
“لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر / فالجوع أب الكفار .. مولاي .. أنا في صف الجوع الكافر / ما دام الصف الآخر ، يسجد من ثقل الأوزار”.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير