نادية حرحش تكتب لوطن "مهاترات وطن": عفوًا فتح.. حماس تسجل هدفاً في تأكيد الإستبداد!

18.06.2018 07:29 PM

لم يبق شجرة توت ولا ورق... نحتاج إلى غابة لنواري سوآتنا!

دماغي مبرمج مع مباريات كأس العالم، وتركيزي يقفز من ملعب إلى ملعب، بين فريق أحب لاعب ما فيه على فريق لا أحب دولته.

متابعة غير محترفة في مبارايات كرة القدم. ينتهي حبي للعبة بركلة تأخذني إلى عالم كنت أعيش فيه ببراءة، أقصى ما يجري فيه مؤامرة من أحد اللاعبين بالفريق المنافس بأبطال الملاعب! ولم يكن دماغي الصغير يفهم خفايا اصحاب الفرق والملاعب.كنت كما لا أزال أركز في اللاعبين!

أفكر... لماذا لا نستطيع احتراف اللعب؟ نيجيريا، البرازيل، الارجنتين، البيرو، المكسيك،والقائمة تطول لبلاد يجتاحها الفقر والعدم والجوع. ولكن تستطيع هذه البلاد أن تخرج فريق كرة قدم.

نعم في فلسطين... صعب علينا ان نفكر في ثبات، فهناك احتلال!

نستطيع التركيز مؤقتا ، ونخرج باتحاد وفريق، ونبني ملاعب ونعيش كما تعيش الشعوب بالرغم من الاحتلال.
فما الذي حدث في مباراة الدوري المحلي لفلسطين؟

كان هناك مباراة بين الفلسطينيين والاحتلال على شريط الحدود المحاصر لغزة. وخرج الجميع عن قواعد كرة القدم وشاهدنا مباراة وجودية بين طغيان وتجويع. بين مغتصب ومظلوم. بين سارق ومسروق.

غزة لا يوجد فيها ملعب ولا مدربين ولا كرات، فيها فقط لاعبين يريدون تسديد هدف من أجل تذكير الفريق الاخر والمشاهدين والحكام بأن هناك محاولات للعيش رغم منع الكرات والتدريبات والملاعب.

على ما يبدو خرج من اللعبة مدربون كانوا في غفلة بعد الهدف الاول في مباراة غزة ضد الاحتلال، وقرروا  تبني الفريق الغزي البطل.
كانت اللعبة ضد الاحتلال ، ولا نفهم كيف قرر رئيس الفريق في الضفة تحويل تكتيك اللعبة نحو رئيس الفريق في غزة.

كانت هناك فرصة لتوحيد اللاعبين امام ما يتم تسجيله في مرمى الاحتلال. ولكن اراد رئيس الضفة استثمار فرقائه لعمل فريق مستقل. لم يرق هذا للاعابين فقرر رئيس فريق الضفة سحق اللاعبين .

تفرد فريق غزة باللاعبين والملعب والرئيس. فأراد اللاعبون نصرة أنفسهم في قميص محترم وحذاء يمكنهم فيه الركض بأرجاء الملعب لتسجيل الاهداف في مرمى الاحتلال. 

فقرر رئيس الفريق في غزة قمع لاعبيه!

وهكذا توقفت اللعبة، وخرج فريق الاحتلال في استراحة حتى ينتهي الفريق الوطني من الاقتتال.

خرج الفريق الوطني من الملعب وتركه فارغا للاحتلال ، ينتظر عودة....

ما جرى بين دوار المنارة وساحة الشهداء والسرايا يؤكد أن علتنا في القيادة واحدة.

لا يراد لأي جهة منهما حفظ ماء الوجه بإصرار أكيد أنهم لا يخدمون الا مصالحهم الخاصة على حساب شعب كامل ووطن جريح كسيح.

ولا أستغرب مأساوية الوضع في قواد هذه المعركة على الوجود الفلسطيني ما بين ضفة وغزة. فما يحدث على ساحة العراك بصفحات التواصل الإجتماعي يؤكد أن المأساة دكت في جسدنا الفلسطيني كما يدك السوس الجسد الميت.

ما يريد كل طرف تسجيله هو نقاط ضد الطرف الآخر، وكأن الحياة طبيعية لا يوجد بها احتلال يشيع المواطن بسببه كل يوم شهيد.

التفرقة الحاصلة بين أطياف الشعب هي الأكثر مأساوية، او بالأصح هي تجسيد لحالنا البالي المهتريء. فانقسامنا بين فتح وحماس ، وفتح وفتح ، و وقوفنا إلى جانب هذا الجانب المضطهد ضد الجانب المضطهد الآخر لا يقل مأساوية عن فعل الفرقاء من القواد فينا.

كيف تحول الموضوع من مسيرات للعودة ورفع الحصار كان هدفها الاحتلال، إلى مسيرات ضد فرقاء السلطة من الجانبين.

لم يخرج المواطن الفلسطيني الشريف في الحالتين الا من اجل رفع الظلم عن اخيه المواطن الفلسطيني الواقع تحت الحصار. وكلنا في الحصار أخوة.... كلنا في الحصار فلسطينيين .... كلنا في الحصار تحت احتلال واحد...

كيف تحول الفرقاء إلى أعداء وتركوا الاحتلال يجول ويدور في ملعب فارغ؟

كيف أصبح الإنسان الفلسطيني سلعة يحاول استغلالها أي من الفرقاء من أجل الترويج لمصلحة ذاتية لنفسه وفرقته ؟

لا يستحق الإنسان الفلسطيني المجاهد بنفسه وحياته على خط الحياة والموت الرفيع ما بين احتلال واضطهاد أن يتم تسليعه بهذا الرخص.

المشكلة الحقيقية ، أن من يقوم برئاسة فريق منتخبنا من الطرفين لا يعرف أكثر من مباريات الديوك ومراهنات المقامرين من العالم السفلي.

من الطبيعي عدم فهمهم لمجريات اللعب على الملاعب التي يترقب مبارياتها مؤسسة عالمية استنفذت لتصبح عالم بحد ذاته.
من الصعب أن يتحول مربٍ لديوك إلى مدير منتخب.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير