بوابة ملحومة ودرج مغلق .. هذه هي الخليل

20.06.2018 10:11 AM

رام الله- وطن: تكتب عميرة هس، في "هآرتس"، أن قيام الجنود بلحم بوابة، وصدور أمر عسكري يحظر استخدام درج، هي الإنجازات الجديدة للنضال العادل لشعب إسرائيل من اجل طرد الفلسطينيين من الخليل.

الزوجان الشابان سامي وياسمين زاهدة وأولادهما، أبناء الثلاث وأربع سنوات، ارتكبوا الجريمة الخطيرة حين انتقلوا إلى الشقة. يصعب مواصلة العيش مع العائلة، ولا يتوفر المال لشراء أو استئجار شقة. لقد سمعوا عن شقة بأجرة منخفضة في شارع الشهداء، الذي يسكن فيه عدد قليل من الفلسطينيين، بعد اجتيازهم لتنكيل المستوطنين وجيش الاحتلال خلال ألـ 25 سنة الأخيرة. وكان شقيق سامي أحدهم.

قبل قرابة ثلاث سنوات، قام الجيش الأكثر أخلاقيا في العالم، بتوسيع قيود الحركة في الخليل، ومنع الفلسطينيين الذين لا يعيشون في الحي، من الدخول إلى حي تل رميدة (بما في ذلك مقطع من شارع الشهداء). وفي هذه السنة، وبكرمه الزائد، سمح جيش الاحتلال لأقارب المقيمين في الحي باجتياز الحواجز وزيارتهم في شهر رمضان وفي العيد.

هكذا دخلت عائلة زاهدة عبر الحاجز الذي يرابط عنده الجنود، والتقت مع صاحب البيت، وتم الاتفاق على الأجرة وانتقلت إلى المكان الجديد. بعد أسبوع تقريبا، ظهر جنود الاحتلال وطلبوا من سامي أن يغلق بالطوب المخرج الخلفي للبيت، الذي يؤدي إلى زقاق عبر بيت مجاور، مهجور ومظلم ومليء بالقمامة. في اليوم التالي جاء مستوطنون ومنعوا طوال عدة ساعات أبناء العائلة من الخروج عبر البوابة الرئيسية.

بعد أربعة أيام جاء الجنود وقاموا بلحم البوابة الرئيسية للبيت، وهدموا حائط الطوب. ولكن البوابة التي تقود إلى الزقاق، عبر البيت المجاور، كانت مغلقة. وتم حبس العائلة داخل البيت. وبعد احتجاج الجيران جاء الجنود وفتحوا البوابة الرئيسية. ومرة أخرى اجبروا سامي على بناء جدار في الجهة الخلفية. ويبدو أن شخصا ما لم يكن راضيا عن التسوية الجديدة. فقد عاد الجنود بعد بضعة أيام وطالبوا العائلة بمغادرة البيت نهائيا. لكن العائلة رفضت ذلك، فأعاد جنود الاحتلال لحم بوابة الخروج الرئيسية للبيت، وهذا هو الوضع حاليا.

وزعم المتحدث بلسان جيش الاحتلال "أن إغلاق البوابة تم لأسباب أمنية، وأن حركة الفلسطينيين في شارع الشهداء ممنوعة لأسباب أمنية، وأن "شرعية دخول ومكوث الفلسطينيين (عائلة زاهدة) في المكان قيد الفحص..". هذه البيوت يملكها وبناها فلسطينيون في مدينة فلسطينية، لكن جيشنا يفحص "الشرعية".

ويتم استخدام الذريعة الأمنية والشرعية، أيضا، للتبرير في المحكمة الإسرائيلية العليا، لقرار إغلاق الدرج الذي يؤدي إلى تل رميدة. منذ نهاية 2015 يسمح للمستوطنين والسياح فقط باستخدام هذا الدرج، والفلسطينيون الوحيدون الذين يسمح لهم الجنود باستخدامه هم طلاب مدرسة قرطبة وبعض المسنين وعائلة فلسطينية واحدة.

في 16 نيسان التمست جمعية "حقوق المواطن" ضد قرار إغلاق الدرج. وجاء في الالتماس: "في اعلى الدرج بوابة، والبوابة مربوطة بحبل يمسك بطرفه الثاني الجنود الذين يحرسون موقع التفتيش في أسفل الدرج. وهكذا يستطيع الجنود إرخاء الحبل والسماح بفتح البوابة إذا سمحوا بالمرور عبر الدرج، أو إبقائها مغلقة إذا لم يسمحوا بالعبور". كما أشار الالتماس إلى عدم وجود أمر عسكري يقضي بإغلاق الدرج.

فماذا فعل جيش الاحتلال؟ سارع وأصدر في 24 نيسان "تعليمات بشأن تقييد الحركة والمرور عبر الدرج"، بتوقيع قائد المنطقة الوسطى نداف فدان. والآن أصبح توسيع تقييد تحركات الفلسطينيين في الخليل صالح تماما.

من فضلكم لا تستخفوا بالبوابة الملحومة والدرج المغلق: هذه هي مسالة "دونم هنا ودونم هناك" التي يجري تحديثها وملاءمتها في أيامنا لصالح جماعة وقف يحمل اسم باروخ غولدشتاين. "الله ينتقم لدمه من خلال تفريغ الشوارع والحوانيت والبيوت من الفلسطينيين. هللويا".

تصميم وتطوير