جميع الجوانب المتعلقة بفكرة "الذهاب سيراً على الأقدام"

22.06.2018 04:17 PM

رام الله - وطن: نجح المركز الثقافي الفرنسي الألماني في الحصول على دعم لتمويل مشروعه "Auf dem Weg– ع الطريق –En chemin" لعام 2018 من الصندوق الثقافي الألماني الفرنسي.

 

ووُّجهت الدعوة المفتوحة للفنانين والعاملين في كافة المجالات الثقافية الذين يتصل عملهم بإحدى أوجه مفهومWandern  يتمشى  se promener (الطبيعي أو الميتافيزيقي أو المجازي) أو يعود للكلمة الإنجليزية wandering أي التجوال الخيالي/الوهمي أو العمل المتعلق بالحركة ذاتها (حركة الجسد ككل). بالإضافة إلى ذلك، يُشترط أن يكون الفنان المشارك مقيماً إمّا في الأراضي الفلسطينية أو ألمانيا أو فرنسا.

 

ويشمل الموضوع دروب المشاة المألوفة وأماكن النزهات المفضلة وفتح آفاق جديدة وترك الأثر وإعادة إحياء ذكريات الدروب القديمة والوصول من مكان لآخر والانطلاق والشروع في رحلة والوصول والتعثّر وتكوين العلاقات خلال الرحلة والتخطيط للجولات، الى جانب كونه دراسة لكيفية ترك الأثر ورائك وكيفية تتبع هذا الأثر الذي لم يعد موجوداً. ويتمحور الموضوع أيضاً حول تخيل وخلق طرق جديدة للتفكير. كما ويُشير إلى الشوارع التي يتعذر الوصول إليها والمسارات التي لا وجود لها إلا في مخيلاتنا والطرق التي نسلكها وعيشنا للحياة واستحضارنا لتلك التي قد مضت.

 

ويتألف المشروع الذي قام جاك بيرسيكيّن بتنظيمه من ثلاثة جوانب وهي، إقامة لمدة أسبوعين، واقامة معرض خارجي، ناجم عن العمل المنجز، يتم عقده في معرض المركز الثقافي الألماني-الفرنسي بالإضافة لمواقع أخرى بين الفينة والأخرى، اضافة الى فعالية ختامية مدتها 24 ساعة (سيتم الإعلان عن المواقع في وقت لاحق) حيث سيقوم الفنانون المقيمون بتنفيذه سوياً مع السيد بيرسيكيّن بالإضافة للشركاء والعاملين في الحقل الثقافي المحلي. وسيكون كلّا من المعرض والفعالية الثقافية موجَّهين لجمهور محلي عريض، كما وستناشد الفعالية الختامية قدرتنا على التحمل والإصرار من خلال الشكل الذي تم تصميمه لها والمدة المحددة (24 ساعة) بحيث يكون أقرب لماراثون. وسيتم عرض الفعالية بشكل مباشر من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية وبالتالي سيصل للجماهير الموجودة في قطاع غزة والقدس وألمانيا وفرنسا بالإضافة لجمهور دولي، حيث سيتم "أخذهم في رحلة".

وقامت لجنة التحكيم المؤلفة من رجاء شحادة (محامية وكاتبة) وريم تلحمي (مغنية وممثلة) وكريم قطان (باحث وكاتب ومؤسس مشارك لبرنامج الإقامة في أريحا) وفرح صالح (مصممة رقص وراقصة) باختيار المتقدمين للمشاريع في منتصف شهر أيار من عام 2018.

وعاينت لجنة التحكيم الطلبات المُقدمة والبالغ عددها 75 من الدول الثلاث المذكورة سابقاً بما في ذلك قطاع غزة، ومن ثم تم اختيار ثمانية مشاريع وعشرة مشاركين للمشاركة في المشروع المنعقد في الفترة ما بين 21 حزيران 2018 وحتى 2 تموز 2018 في الأراضي الفلسطينية.

وقد تم قبول طلبات التقدم الخاصة بالفنانين ، حيث تم اختيار ميرنا باميه وسوزان مطر من الأراضي الفلسطينية، حيث ستقوم مُؤسِسَتا "مجموعة استضافات فلسطين" باقتفاء أثر المكونات المحلية التقليدية، حيث سيتم توثيق البحث والأحداث اللاحقة بالفيديو وعرضها بعد الانتهاء من ذلك. أما بالنسبة للفعالية البالغة مدتها 24 ساعة، فسيتم عمل "طريق غذائي" يتطرق لتاريخ هذه المكونات ويتكلل بوليمة ووجبة غذائية مشتركة.

 

كما جرى اختيار الفنان محمد أبوصال (غزة)، وهو فنان تشكيلي يقوم بصنع ممرات افتراضية ورسم الخرائط، حيث سيقوم أبو صال بصنع تصور خيالي لنظام مترو في غزة يشمل الخط 7 والذي يمتد حتى مطار غزة الدولي وذلك من خلال التصور التشكيلي واستخدام وسائط الإعلام المتعددة، حيث ستقتصر الإضاءة على ضوء القمر عند سلك ممرات المشاة وذلك للفت الإنتباه إلى أزمة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة.

كما تم اختيار ديما سروجي والتي تعتزم العمل مع إثنين من صانعي الزجاج من قرية الجبعة حيث عملت معهم في الماضي لصنع قطع من الزجاج. ومن الجدير بالذكر أن قرية الجبعة تفتقر للكثير من الأمور نتيجة القيود المفروضة عليها، حيث سيتم استكشاف هذه القيود بهدف إبراز تأثيرها على صناعة الحرف اليدوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشروع يشير لمادة الزجاج بحد ذاتها لأنها تمثل هشاشة الظروف المحلية.

ومن ألمانيا جرى اختيار لوكس زيربست، الذي سيقوم مصمم الرقص وصانع الأفلام وفنان الفيديو بإقامة معرض خاص بالموقع تحت عنوان مدينة الانحرافات القصيرة. وبالإشارة لتقسيمات المناطق (أ، ب، جـ) التي تحدد تنقُّل وحركة السكان المحليين، تصبح المباني الشاغرة والمساحات المهجورة مسرحاً وتصبح الجدران أسطحاً لعرض الفيديو وذلك لتمكين المارّة من المشاركة بالعروض التي ينوي لوكس زيربست إنتاجها مع الراقصين والممثلين المحليين بشكل تفاعلي مع الكاميرا في المساحات الداخلية المهجورة.

 

كما جرى اختيار منظمة فنية - إدنا مارتينيز وروميو ناطور، ومن خلال السيرة الشخصية لكل من العازفة الموسيقية وعازف الإيقاع، سيتم غرس الموسيقى اللاتينية - العربية محلياً في الموقع لينتج عنها موسيقى جديدة وذلك بالتعاون مع المجموعات الموسيقية المحلية. وسيتم تقديم هذه الموسيقى على هيئة حفلة موسيقية حية أو حفل دي جي خلال الفعالية التي تمتد لأربع وعشرين ساعة. إضافة إلى ذلك، تأمُل المنظمة الفنية في التطرق إلى موضوع الهجرة الفلسطينية (بما يشمل ذلك الهجرة إلى أمريكا اللاتينية) وذلك من خلال إقامة المعرض الخارجي والبحث الموسيقي في الموقع.

كما جرى اختيار كل من التالي:

مايكل موريسنز

يودّ الراقص ومعلم الرقص والفنان الإعلامي مايكل موريسنز توظيف الجسد كوسيلة للتواصل - من خلال عملية التواصل مع أشخاص في الأماكن العامة وأماكن اللقاء - وذلك طيلة فترة الإقامة والتي ستدوم لمدة أسبوعين من أجل إيجاد إطار عمل لتبادل الآراء والحوار. وحالما يتعرف مايكل موريسنز على الأشخاص ويسمع قصصهم، سيقوم بعمل التسجيلات والبحث الخاص بمواقع محددة وذلك لإنشاء سلسلة من الفيديوهات التعريفية القصيرة ليتم عرضها خلال الفعالية الختامية، ويأمل مايكل موريسنز بأن يعبر الموقع عن نفسه من خلال سكانه.

من فرنسا: ماكسيم بلتيير

منذ زمن طويل، كان نشاط التجوال هو الإلهام وراء الأعمال الفنية الخاصة بالرسام ماكسيم بلتيير حيث يتمثل أسلوبه في استخدام السيانوتايب "Cyanotype" (وهو عبارة عن تقنية قديمة للمعالجة الفوتوغرافية) بالإضافة إلى استكشاف العناصر الكيميائية والتقنية والتي يمزجها بالزيت والتمبرا على اللوحة القماشية (كانفاس)، وسيخلق الرسام خلال الفترة التي سيقضيها في الموقع مساراً في موقع الإقامة في سبسطية والذي سيكون طريق هذا المسار محدداً بالنباتات المحلية والمعادن الطبيعية، كما وسيقوم ماكسيم بلتيير بإنشاء مخططات فوتوغرافية على اللوحة القماشية، ثم سيعود بعد ذلك إلى الاستوديو للتحضير للمرحلة الثانية من مشروعه والتي تتضمن الألوان والمواد المستخدمة حيث قد تدوم هذه المرحلة لوحدها 24 ساعة.

 

ياسمين بن عبد الله

التقت صانعة الأفلام الوثائقية خلال مشروع عمل في تشيلي عام 2015 بأشخاص تعود نشأة أجدادهم إلى البلدات الفلسطينية التالية: بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم، وقد قامت ياسمين بعمل تسجيلات ومقابلات تنوي مراجعتها وإعادة النظر فيها باستخدام النُهج الطبوغرافية وذلك قبل وصولها إلى مدينة سبسطية. وفي سياق المشروع الثقافي الفرنسي - الألماني ستبحث ياسمين في المواقع الثلاثة - وبالاعتماد على بحوثها وملاحظاتها السابقة - عن آثار لأشخاص في تشيلي لديهم صلة مع المجتمع الفلسطيني وكذلك الذين غادر أجدادهم الأراضي الفلسطينية في الماضي.

وبالإضافة إلى تنفيذ هذه المشاريع الفردية، فإنّ مفهوم تنظيم معرض "On the way – ع الطريق – En chemin" ينشئ واجهات تجريبية وارتجالية فضلاً عن إتباع النُهُج متعددة التخصصات وتلك التي تتضمن أشكال متعددة من وسائط الإعلام، وسيكون التركيز الأساسي على الأوضاع المحلية والتفاعل مع المجتمعات والأماكن والمناظر الطبيعية المختلفة، كما وهنالك هدف إضافي يتمحور حول بناء شبكات اتصال مستدامة وتمكين لقاءات جديدة.

ويقع مكان الإقامة لمدة أسبوعين في سبسطية بالقرب من مدينة نابلس (منطقة جـ) في الأراضي الفلسطينية، وسيعمل المشاركون أيضاً في مواقع أخرى ذات صلة بمشاريعهم في الضفة الغربية، وقد اختار فريق المشروع مدينة سبسطية لأنها بمثابة مكان ذو مناظر خلابة وتاريخ عميق، حيث سيتمكن الفنانون ومنظم المشروع بيرسكيّن من العيش والعمل بين الحفريات الأثرية ومسجد النبي يحيى، كما وسيتم تحويل قصر الكايد الشهير الذي تم تجديده حديثاً إلى استوديوهات خلال فترة الإقامة.

وتجدر الإشارة إلى أن البروفيسورة أولّا ماركاردت ستعمل على توثيق المشروع كاملاً بالفيديو حيث سيتم تحويله إلى فيلم وثائقي حول المشروع نفسه والفنانين المشاركين وتطور عملهم خلال فترة إقامتهم بالإضافة إلى توثيق الفعالية الختامية.

تصميم وتطوير