"حملة الدولة الديموقراطية الواحدة" تعقد اجتماعها التحضيري الثاني

23.06.2018 07:11 PM

القدس- وطن- عمر دلاشه: بحضور عشرات الأكاديميين والنشطاء العرب واليهود ،عقدت اللجنة المبادرة ل “حملة الدولة الديمقراطية الواحدة” في فلسطين التاريخية ، اليوم السبت 23-6-2018 في مدينة شفاعمر، اجتماعها التحضيري الثاني لإطلاق الحملة في مؤتمر واسع في الخريف القادم ، وناقشت جملة من القضايا الفكرية والسياسية ، والخطوات العملية المتعلقة بكيفية تعميم فكرة الحل الديمقراطي ، و خلق وعيٍ بديل عن واقع التقسيم والاستعمار والابارتهايد .

وافتتح اللقاء، عضو اللجنة المبادرة ، الامين العام السابق للتجمع الوطني الديموقراطي، عوض عبد الفتاح بإعادة التذكير بخلفية الفكرة ، والدوافع التي حركت المبادرين لتجديد الحراك لإطلاق حملة شعبية لحل الدولة الديمقراطية الواحدة . :" هذه الفكرة التي نطرحها اليوم ليست جديدة، ومبادرتنا لاحيائها ليست الاولى ولا الوحيدة ، بل اننا نبني مبادرتنا استنادا الى التراث الفكري للمبادرات السابقة ، والى البعد التحرري والاخلاقي الذي يحمله هذا الحل ، ولكنها تنطلق من القراءة النقدية للتجارب السابقة ، التي أخفقت في الإقلاع والتحول الى حركة شعبية مؤثرة“ . وأضاف “ واليوم ، وبعد ان سقط كليا وهم حل الدولتين وفكرة التقسيم والفصل الظالمة ، وفِي ظل اتغولزنظام الابارتهايد الكولونيالي ضد شعبنا ، واستنادا الى مبادئ العدالة ، نسعى الى تجديد العمل على تعميم حل الدولة الواحدة وإعادته الى الواجهة “ .

واوضح عبد الفتاح ان ليس لدى المبادرين اعتقاد ان اللحظة الراهنة ثورية ، بل هي من اخطر اللحظات التاريخية التي تمر مؤخرا على الشعب الفلسطيني . “ولكننا “ أضاف متداركا “ : نعيش في مرحلة يغيب فيها اليقين والوضوح ، وتتعمق حالة التيه ، ليس فقط بسبب العجز بل ايضا نظرا لغياب الرؤية والهدف النهائي الذي يمكن ان يلتف عليه الشعب الفلسطيني ، رؤية تجمع شعبنا ، وتأسر خيال العالم واحراره . وعلى هذه الخلفية تنمو الميول لدى الكثيرين نحو تبني بديل تحرري انساني مختلف يقود الى استعادةعناصر قوة القضية الفلسطينية ، وبعدها الاخلاقي باعتبارها قضية حق لشعب واقع تحت نير نظام استعماري عنصري ، وليست قضية نزاع على حدود . وأكد على ان وجود يهود معادين لنظام الابارتهايد الكولونيالي في فلسطين ، ومؤمنين بالدولة الواحدة ، هو مركب أساسي في قيادة المبادرة ، ويضفي مصداقية على هذا المسعى .

واستعرض عبد الفتاح النشاطات التي جرت منذ الاجتماع التحضيري الاول ، وما قامت بها اللجان الفرعية من تصورات للعمل : اللجنة الإعلامية والتنظيمية والشبابية ، ولجنة التفكير . وكذلك الاتصالات واللقاءات العديدة التي جرت سواء مع شخصيات عربية او يهودية ، وقال اننا جميعا لمسنا التحولات عند هؤلاء في مقاربتهم للحل ، وفقط نحتاج الى مضاعفة الجهد ، والى مزيد من الإبداع والتفكير .

وأوضح ان اختيار اسم ״حملة״ بدل ״حركة ״ ، مع ان الهدف اللاحق هو تحويلها الى حركة ، نابع من الحاجة و الرغبة في شمل المجموعات الفلسطينيه ، والفلسطينية اليهودية ، الاخرى ، وكذلك الأفراد الذين ينشطون من اجل هذا الحل . ״ نحرص على المرونة ، والانفتاح ، وقبول الاّراء المختلفة ، بشرط ان يكون الجميع متفق على فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة . نحن نعتقد ان التشدد في قضايا يمكن تأجيل ألَّبت فيها ، والتوقف عند الفاصلة والنقطة ، هو مقتلة الحركات السياسية الصغيرة ، ونحن لا ننويذوليس في قاموسنا ان نكون مجرد حركة صغيرة ، غير مؤثرة تمزقها التشنجات والنزعات الذاتية ، او جمود وضيق الفكر ״ .

وانهى حديثه قائلا ״ هذا مشروع وطني ديمقراطي تحرري ، يحتاج الى سنين طويلة من العمل المضني ، تتوحد فيه الاجيال ، في نضال مثابر ومستمر للوصول الى وطنٍ حر ، وانسانٍ حر ، يُؤْمِن بالعدالة والمساواة . و من خلال العمل المشترك سينشأ جيل شاب اكثر وعيا ، وأكثر تحررا ، وأكثر فهمًا لفكرة الديمقراطية والتحرر ״

وتحدث د. ايلان بابيه عضو اللجنة التحضيرية واحد اقطاب المبادرة ، عن مكانة الفكرة في المجتمع الاسرائيلي قائلا:" هناك اهمية وقوة وتأثير ان تكون هذه المبادرة فلسطينية ، وينضم اليها يهود . ان يتبنى الفلسطينيون مقولة الدولة الديمقراطية الواحدة القائمة على المساواة من شأنه ان يُحدث تأثيراً على الشارع الاسرائيلي ، وان تدريجيا . نعم ليس من السهل تحقيق ذلك، فنحن نتحدث عن الغاء نظام التفضيل والامتيازات التي يتمتع فيها الاسرائيلي على حساب السكان الأصليين ، ولا يتخلى المستعمر بسهولة او طواعية عن هذه الامتيازات . فهذا الامر يحتاج الى تغيير ميزان القوى من الداخل تقوم به حركة شعبية ، والى ضغط من الخارج كالذي تقوم به حركة المقاطعة BDS . وأضاف ، منذ حوالي عام ومن خلال نشاطنا نلاحظ انّ هناك حالة قبول للفكرة تتوسع بين الناشئة في المجتمع الاسرائيلي حتى في غياب حركة سياسية وازنة حتى الان . واضاف انه ليس مفروغا منه ان يتواصل الاحتلال، واذا نجحنا في تكوين اطار منظم يتبنى هذه الفكرة ، فكرة التخلي عن نظام الفصل العنصري ، ونظام الامتيازات ، والقبول بالعيش المشترك القائم على مبدأ العدالة ، ستتوسع دائرة التأييد . حاليا تتواجد هذه الفكرة وتنمو ، كتيار وليس كحركة او قوة منظمة ، لذلك هناك حاجة الى بناء حركة شعبية منظمة وقوية ومؤثرة لتأطير هذا التأييد المرشح للتزايد على خلفية انسداد الافق السياسي ، وما يمكن ان ينشأ عنه من مصائب وخسائر بشرية جديدة “ ."

وتحدث الناشط في حراك حيفا، وعضو الهيئة التحضيرية لحملة الدولة الواحدة ، الشاب محمد يونس ، عن سياقات الحلول التي يتحرك فيها الحراك ، موضحا ان غالبية المشاركين في الحراك غير منتمين الى احزاب ، مع ان للنشطاء الشباب من حزب التجمع وحركة ابناء البلد دور محوري ، الى جانب الشباب غير الحزبيين . واستهل حديثه بالقول :

:" ما ألاحظه ان الغالبية الساحقة من الشباب تميل الى فكرة الدولة الواحدة،وليس الى حل الدولتين ، ولكن معظمعهم غير منظم في اطار هذه الفكرة . في التجارب السابقة في فلسطين التاريخية لم تتمكن الاحزاب من تعميم الرؤيا الخاصة بمشروع وطني فلسطيني موحد . ومعظم الشباب الفلسطيني اليوم ولد في مرحلة أوسلو و في ظل الانقسام الفلسطيني، يضاف الى ذلك الحل المتعثر لمبادرة السلام وفشل حتى الدولتين . ونشأنا كشباب في اجواء وخطاب حل الدولتين وترعرعنا على هذه الفكرة . وفِي ظل سقوط هذا الحل ، وغياب البديل او العجز عن بناء بديل ، أوجدا حالة احباط عامة من العمل السياسي . وولدت ظاهرة الحراكات الشبابية ربما تأثرا بالثورات العربية الذي كان للشباب دور محوري في إطلاقها ، قبل ات تحولها الأنظمة والقوى الخارجية الى حروب أهلية مدمرة ، وهذه الحراكات شهدت قفزات نوعية في السابق توجت في حراك برافر ضد مخطط اقتلاع فلسطينيي النقب ، وفي مساندة اضراب اسرى الحرية الفلسطينيين ، ومؤخرا حراك مسيرة العودة، الذي انتج حراك شبابي مساند في حيفا ورام الله و موقفاً موحداً حول حراك مسيرة العودة في غزة “

وكانت المداخلة الاخيرة ، لمؤسس جمعية زوخروت ، آيتان برونشتاين ، التي تعنى بقضية القرى الفلسطينية المدمرة ، وحقوق اللاجئين . استعرض فيها نتائج استطلاع اجرته الجمعية عام ٢٠١٥، من خلال مؤسسة بحثية ، حول موقف الاسرائيليين ، من تطبيق حق العودة . وقال ان النتائج كانت مفاجئة ، اذ ان الاستطلاع اظهر ما نسبته ٢٧ ٪ من الاسرائيليين يؤيدون تطبيق حق العودة . ولكن عندما اجري مرة ثانية من قبل مؤسسة اخرى عام ٢٠١٧ ، بعد توضيح ما معنى حق العودة ، هبطت النسبة الى ١٦٪ . ويرى برونشتاين ، انه حتى هذه النسبة تعتبر عالية ، في ظل ما تروجه الدعاية الإسرائيلية الرسمية من ان تطبيق حق العودة يعني تصفية اليهود . واستنتج من ذلك ان موقف الاسرائيليين من حق العودة ، ليس عصيا على التغيير ، بشرط توفر الإرادة ، والاصرار على بناء البديل الديمقراطي .

قرارات وخطوات

وبعد الانتهاء من المداخلات ، وتتويجا لأكثر من ساعة ونصف من النقاش، والإدلاء بالملاحظات ، تمت المصادقة على الوثيقة السياسية الرسمية ، التي خضعت في الاجتماعات السابقة ، لتعديلات وإضافات . وبذلك يصبح لحملة الدولة الديمقراطية الواحدة برنامجا سياسا مكونا من عشر نقاط ، يعتمد حتى عقد المؤتمر الاول في الخريف القادم ، حيث سيعرض مرة اخرى لتطوير ، بعد ان يكون قد التحق المزيد من الاوساط والافراد بهذه الحملة .

كما قرر المجتمعون ، استكمال بناء اللجان الفرعية ، وضم اعضاء جد اليها ، ومواصلة تنظيم الاجتماعات واللقاءات في كافة ارجاء الوطن ، حيث يمكن ، وكذلك خارجه .

تصميم وتطوير