الخارجية: ضجيج فريق ترامب الاستعراضي ملهاة لحماية الاحتلال

10.07.2018 12:21 PM

رام الله- وطن: قالت وزارة الخارجية، إن التصعيد الإسرائيلي المحموم في سرقة الأرض الفلسطينية وتخصيصها لأغراض الإستيطان وهدم المنازل الفلسطينية وعمليات التهجير القسرية للمواطنين الفلسطينيين من أماكن سكناهم وإحلال المستوطنين مكانهم،  يُفسّر ما تحاول الإدارة الأمريكية اخفائه من تناقض في مواقفها وإنحيازها الأعمى للاحتلال وسياساته، ويكشف بما لا يدع مجالا للشك أن تلك الإدارة حولت الحديث المتواصل والضجيج المُفتعل والترويج لما تُسمى بـ (صفقة القرن) أو لـ (مشاريع ورزم إنسانية) لقطاع غزة الى ملهاة حقيقية ترمي لابعاد الأنظار والإهتمام الدولي عن السبب الرئيس لنكبة الشعب الفلسطيني ومعاناته المتواصلة وهو الاحتلال الاسرائيلي، وتهدف الى شطب القضية الفلسطينية عن الأجندة الدولية. فما يواجهه شعبنا في تجمع الخان الاحمر من عملية تهجير قسرية، وإقامة مقبرة للمستوطنين على مساحة تُقدر بـ 140 دونما قرب قلقيلية، واستباحة جمعية "العاد" الاستيطانية لأراضي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وعمليات هدم المنازل بالجملة وازالة عديد المنشآت الاقتصادية الفلسطينية كما يحدث في مسافر يطا وبرطعا الشرقية حالياً، وإقدام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على إغلاق معبر كرم أبو سالم وتقليص مساحات الصيد في غزة وتهديدات ليبرمان بمزيد من الاجراءات والتدابير العقابية لاهلنا في قطاع غزة، جميعها تتم في ظل غياب أي إدانة أو إنتقاد أمريكي أو حتى توبيخ أمريكي لاسرائيل، إن لم يكن بمباركة من فريق ترامب وممثلته في الأمم المتحدة، وهو ما يعكس أيضا حجم التغول الإسرائيلي في إستثمار الإنحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وسياساته لحسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية بقوة الاحتلال وبالاستيطان وعمليات التهويد واسعة النطاق من طرف واحد.

وأدانت الخارجية في بيان لها وصل وطن نسخة عنه، بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، فإنها تؤكد أن هذا التصعيد يترافق مع محاولات اسرائيلية أمريكية محمومة لتذويب البُعد السياسي والوطني للقضية الفلسطينية، وفرض التعامل معها على أنها (قضية سكان) يبحثون عن (إعانات اغاثية) و (مشاريع اقتصادية) لتحسين حياتهم في تجاهل تام لوجود الاحتلال والاستيطان، وبالتالي يسعى فريق ترامب المُتصهين الى استبدال الحلول السياسية المنطقية والعقلانية للصراع التي تحظى بإجماع ودعم دولي بمشاريع إقتصادية وبرامج إغاثية، يُشارك الاحتلال نفسه في وضع بنودها، وبالمعنى العملي يدفع شعبنا يومياً ثمناً باهظا للانحياز الأمريكي الاعمى للاحتلال وجرائمه واستيطانه، في ظل تحركات بهلوانية إلهائية يقوم بها فريق ترامب مدعياً إنهماكه وإنشغاله في وضع وصياغة تلك المشاريع والبرامج. لكن الحقيقة الساطعة التي نفهمها من التحركات الامريكية الاستعراضية هي سعي واشنطن لحل الأزمات العميقة لإسرائيل الناجمة عن احتلالها للشعب الفلسطيني وأرض وطنه، عبر تضخيم أحاديثها وتسريباتها الاعلامية عن قُرب ولادة (صفقة قرن) كغطاء لتوفير الوقت اللازم لاستكمال تنفيذ الاحتلال لمشاريعه الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين المحتلة، وقد يمتد هذا "السراب" طيلة فترة ولاية الرئيس ترامب، وصولا الى تقزيم القضية الفلسطينية وإنهاء بُعدها السياسي الوطني بصفتها قضية شعب له حقوق وطنية عادلة ومشروعة أقرتها الشرعية الدولية وقراراتها ووضعها في "قوالب إقتصادية إغاثية" على أساس كونها مسألة سكان يحتاجون الى من يغيثهم!!.

و{ات الوزارة أن هذا التوجه هو "ترجمة ترامبية" أخرى لحقيقة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي الذي يبحث طيلة سنوات الاحتلال عن صيغ وخيارات اسرائيلية لحل (مشكلة السكان الفلسطينيين) في كل من الضفة وقطاع غزة، لكن هذه المرة على قاعدة المؤامرة الامريكية الاسرائيلية الهادفة الى تكريس الفصل بين جزئي الوطن، وفرض معادلة تعامل جديدة تقوم على (حل مشاكل السكان!!). تؤكد الوزارة من جديد أن  فريق ترامب حيّد وألغى نفسه ودوره بنفسه عندما إختار أن ينظر الى الصراع بعيون اليمين في اسرائيل متبنيا مواقف الاحتلال وسياساته، وبالتالي سيحصد بالتأكيد الفشل الذريع وسيسقط مشروعه كما سقطت المشاريع التصفوية التي حاول الإحتلال فرضها على شعبنا وقيادته منذ بداية الاحتلال وحتى يومنا هذا.

تصميم وتطوير