البحث عن البديل الاخر في ظل إنخفاض الرضا الوظيفي ؟ المفهوم والاسباب والبدائل المقترحة؟

01.08.2018 11:45 AM

كتب: وائل خليل

أنا مش مبسوط وأنا مش مرتاح ... بهذه الكلمات العامية وغيرها من الكلمات الأخرى غالباً ان لم يكن دائماً يستخدمها الموظفين يوميا للتعبير عن عدم رضاهم الوظيفي سواء كان ذلك في مؤسسات القطاع العام أو حتى الكثير من مؤسسات القطاع الخاص وبهذه الكلمات نكون قد حرمنا مؤسساتنا من كفاءات فعاله كلٌ في مجال تخصصه من اجل العمل على تحقيق الهدف الاستراتيجي لمنظمات الاعمال فكلما ارتفع الرضا الوظيفي كلما زاد الولاء والانتماء الوظيفي وكلما إنخفض الرضا الوظيفي كلما قل الولاء والانتماء الوظيفي وهذا ما يفسر العلاقة الطردية ما بين الرضا الوظيفي من جهة والولاء والانتماء الوظيفي من جهة أخرى فاذا كنت مرتاحاً بالعمل فستحب ذلك العمل وإن أحببت العمل فستنجز واذا أنجزت  فقد حققت هدفاً وإن حققت هدفاً فقد بنيت وان ساهمت في البناء زادت ثقتك بنفسك وزاد معدل الرضا بأنك جزء من مجتمع منتج لا مجتمع مستهلك بالتالي يزداد رضاك النفسي قبل الوظيفي ولكن و على الرغم من الاساليب الادارية الحديثة التي تم الاشارة اليها من قبل العديد من كتاب وعلماء الادارة  وعلى الرغم من الدراسات الكثيرة التي نشرت بهذا المجال بدءاً من أسلوب توسيع العمل مروراً باسلوب إثراء العمل وانتهاءاً باسلوب تدوير العمل وغيرها من الاساليب الادارية التي يمكن إتباعها  الا أننا  لا نصر  فقط على قتل طاقات الموظف وتحويله كعبء على المؤسسة بل أننا شاركنا في قتل طاقات الموظف وذلك من خلال عدم المعرفة الكاملة والوافية بما لنا من حقوق وما علينا من واجبات   فمما لاشك فيه أن وجود الافراد داخل المؤسسات يعتبر الركيزة الاساسية لنجاح المؤسسات في تحقيق رؤيتها الاساسية فمنذ الازل القديم الى يومنا هذا لايمكن لأي مؤسسة أن تنجح  بدون افراد  فمن عندهم تكمن البداية وهم من يخطون خط النهاية .

فما هو الرضا الوظيفي؟  ولماذا هذا التذمر ولماذا يشعر الموظف بعدم الرضا ؟ وما هي البدائل المقترحة ؟

ما هو الرضا الوظيفي ؟

الرضا الوظيفي احساس جميل يشعر  الموظف من خلاله بالولاء والانتماء اتجاه نفسه ووظيفته ومؤسسته بالتالي يحصل على متعة العمل ومتعة الحياه فما أجمل أن يكون الموظف راضي  حيث إن ذلك سينعكس على الكثير من  المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الفكرية والعلمية وغيرها من المجالات.

    لماذا يتذمر ويشعر الموظف بعدم الرضا ؟

لو خيروني ما بين وظيفتين لاخترت الوظيفة الاكثر ارتياحاً لي حتى لو كانت أقل راتباً وإبتعدت عن الوظيفة الاقل ارتياحاً ولو كانت أعلى راتباً فقد يرى البعض ان العوامل المالية هي السبب الرئيسي لعدم رضا الموظف ولاشك ان هذا جزء  فكل موظف فينا يسعى لإن يحصل على دخل مناسب يوفر له حياه كريمه ولكن ليس على حساب المصلحه الخاصة ولكن السبب الرئيسي لعدم الرضا هي البيئة العامة للمؤسسة  بما تحويه من عوامل إدارية ومالية وذاتية وغيرها  من تلك العوامل.

أولا: ثقافة الاحترام في مؤسساتنا :  نفتقد الى هذه الثقافة بين الكثير من الموظفين في مؤوسساستنا ولايمكن ان نحصل عليها بين يوم وليلة فهذا الجانب بحاجة الى تضافر مجموعة من الجهود والتي تبدا من البيت مروراً بالمدرسة والحياه الجامعية وانتهاءاً بانتهاء الحياة ومن لا يحترِم الاخرين يجب ان لا يٌحترم  من قبل الاخرين ومن صور الاحترام أن لا يتكلم الموظف عن الموظف الاخر بسوء حتى لو أساء ذلك فلماذا نتكلم بحب في الوجة ونتكلم بسوء بالظهر ؟ الاجابة متروكة لكم.

ثانياً العوامل الادارية أحد اهم الاسباب التي تؤدي الى قتل طاقة الموظف فهناك الكثير من الابداعات والمبدعين في مجال ادارة الموارد البشرية ولا ينقصنا ذلك بل إن أهم ما ينقصنا هو رسم الهدف الخالي من الشوائب الهدف السليم القويم الهدف النظيف بعيدا عن الواسطات بعيداً عن البيروقراطية المكتبية فهدف دائرة الموارد البشرية هي الحفاظ على حقوق كافة الموظفين قبل وأثناء وبعد عملية التعيين وليس الاقتصار على إجازات الموظف ودوامه وكأنها الة خصم فلماذا يقبل مدراء الموارد البشرية بظلم الموظف وما مصلحته من ذلك ؟ لماذا نهين كرامته ؟ لماذا نجعله غير مرتاحاً ؟ أتعتقد ان هذا الموضوع معقد إدارته ؟ ببساطة لا  لان الموضوع أسهل من ذلك إن كان نريد الهدف الاستراتيجي للمؤسسة وليس هدفي الشخصي.

البديل المقترح : يجب أن يكون هناك استقلالية لدائرة الموارد البشرية عن الدوائر الاخرى في  الهيكل التنظيمي وأن من يعمل بهذه الدائرة يجب أن يخضع لفحوصات علمية وعملية دقيقة جداً وحساسة في ذلك التخصص الدقيق ويجب ان يكون هناك جهة رقابية وحسابية على أعمالها بحيث تراقب الانشطة وتتخذ قرارات حازمة دون ضعف.

ثالثاً العوامل المالية وهو أحد الاسباب التي تؤدي الى تذمر الموظفين ولكنه ليس السبب الاساسي فهو جزء من كل ولايمكن اعتباره كل من جزء فمن يزرع يجب ان يحصد ومن يتعب يجب ان يلقى فكلما كانت الرواتب متناسبه مع حاجات الموظفين ورغباتهم الاساسية  كلما شعرو بالرضا عن أنفسهم وكلما زاد الولاء والانتماء للمؤسسة.

البديل المقترح يجب تشكيل لجان ادارية ومالية وقانونية من أجل العمل على إعادة هيكلة الرواتب في المؤسسات العامة والخاصة كلٌ على حدا من أجل اضفاء بصمة التغييير حتى يشعر الموظفين بجزء من الرضا

ابحث بجدية عن نفسك كموظف ستجد نفسك في مكان أخر

ابحث عن نفسك إن كنت قادر على ذلك ستجد نفسك في مكان أخر لم تتوقع يوما ما أن تصل الى ذلك المكان فلماذا تهمل نفسك كموظف ؟ ولماذا تحرم نفسك من التطور ؟ ان كنت تعتقد بأن هناك من يسعى لتطويرك فأنت مخطىء بحق نفسك ... لماذا تضيع وقتك سدى بلا فائدة ؟  فالوقت إن مر لن يعود فاجعل وقتك في سبيل رسالتك وهدفك السامي ... ولماذا لا تتعلم الصناعة ؟ هل لانك تحمل شهادة جامعية ؟ أم لانك لا ترى نفسك متعلم وصانع ؟ أم لانك غير واثق من نفسك ؟  أم أنك خائف من المجتمع بأن يقولوا عنك هذا متعلم وخياط  أكلمة  الخياطة عيب على سبيل المثال ؟ كلا بلا يكمن العيب في تفكيرك... لماذا لا يفكر الرياديين وأصحاب الخبرة في الاعمال من الموظفين بترك عبودية الوظيفة والتحرر نحو عالم أخر ؟ أهو الجبن ؟ أم هو الخوف من المغامرة ؟    

الاجابة متروكة لكم...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير