الاحتلال الإسرائيلي قلق من علاقة حماس وإيران: "حماس تلعب بالنار"

08.08.2018 07:32 AM

ترجمة خاصة-وطن: تعمد الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، اغلاق معبر "كرم أبو سالم" الحدودي، كإجراء عقابي ضد البالونات والطائرات الورقية الحارقة.

وادعى الاحتلال انه يسمح للمواد الإنسانية فقط بالمرور إلى قطاع غزة. وفي حقيقة الامر، لا يسمح الاحتلال الا بإدخال الوقود، والطعام، والفاكهة، والدقيق، الى القطاع، بينما يعمل على حظر دخول الأجهزة الكهربائية، والمعدات الإلكترونية ومواد البناء، رغم انها مخصصة لإنشاءات عقارية متفق عليها بين أطراف دولية مختلفة، غير ان الاحتلال لا يتوانى عن تعطيل هذه الشاحنات التي التزم بتسهيلها، مما يؤدي في نهاية الامر الى تعطيل عمليات اعادة الاعمار.

لم تؤدِ المصالحة مع فتح الى شيء، رغم ان زعيم حماس، يحيى السنوار، علق عليها الكثير من الآمال. كما ان محاولات التقارب من المحور السعودي، جوبه بتردد الرياض. اما دولة قطر، التي طالما اعتبرت بمثابة "الصراف الآلي" فتعاني مشاكلها الخاصة مع السعودية ودول الخليج.

وفي ذروة "مسيرة العودة الكبرى"، التي أطلقتها حماس، كانت مصر الدولة الوحيدة التي قدمت شيئاً يمكن من خلاله الحفاظ على الأوضاع وعدم انفجارها، عندما قامت مصر بفتح معبر رفح الحدودي مع غزة على فترات مختلفة، وفق الكاتب.

ووفقاً لمصادر اقتصادية في قطاع غزة، فإن القطاع بحاجة ماسة وعاجلة لإنعاش وضعه المعيشي في خضم الأزمة المالية الحادة التي يعيشها.

ويمكن القول ان الدولة الوحيدة الراغبة بإعطاء الاموال لحماس هي إيران. ولهذا السبب، فان زعيم الحركة، يحيى السنوار، مهتم بالحصول على استدامة الدعم من المحور الإيراني، لأنه يحتاج إلى المال الإيراني للجناح العسكري، وليس فقط للأجهزة المدنية لحركته، وفق زعم الكاتب.

ويضيف الكاتب، "في هذا السياق، يجب أن نتذكر أن يحيى السنوار هو في جوهره عضو في الجناح العسكري لحماس، حيث اشترك مع محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، بتأسيس وبناء القدرة العسكرية لحماس، ومتابعة احتياجاتها، بالتعاون مع خالد مشعل، الزعيم السابق للحركة.

وقد برز مشعل كزعيم سياسي حمساوي من الخارج، وليس عبر أنفاق وشوارع غزة، عكس إسماعيل هنية. ولهذا، فإن هنية، الذي نشأ في القطاع، يعتبر أكثر فهماً وانتباهاً لاحتياجات غزة من خالد مشعل".

ويتساءل، "من اين تنبع أهمية هنية والسنوار؟"

ويجيب، "لا شك بأنها تنبع من القدرة على إطلاق التصريحات العلنية على الأرض، وتنفيذها، وتعبئة الجماهير. لأنه من أجل الحصول على الاموال الإيرانية، على حماس أن تثبت لإيران أنها تستحق هذه الأموال. لأن أي بيان علني على لسان هنية او السنوار هو في الواقع التزام حمساوي بأن أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة سيقابل بقذائف على الجانب الاخر من حدود قطاع غزة، وهو بالضبط ما تبحث عنه إيران".

وفي خضم هذه الشبكة الرهيبة من العلاقات والمصالح والقوى، تسير حماس على "حافة الهاوية"، وفق مصطلح الكاتب. فهي تعرف أن استجابتها للمطالب الإيرانية قد تؤدي الى جولة قتال مقبلة، دون أدنى شك، يمكن أن تؤدي إلى مواجهة شاملة.

وقال مصدر في قطاع غزة ان "هذا التصعيد لا مفر منه لحماس، في ضوء الطريق المسدود الذي وصلت اليه أحوال القطاع. ويبدو ان حماس مستعدة لتحمل هذه المخاطرة لأنها تعلم أن "هز القارب" يجبر جميع الأطراف على السعي للتوصل إلى حلول، بدلا من الاكتواء بنار الحصار وهو هادئ دون صوت".

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "واي نيوز بالإنجليزية"

تصميم وتطوير