رشيدة طليب: فلسطينية تقترب من عضوية الكونغرس الأمريكي

10.08.2018 09:15 AM

ترجمة خاصة- وطن: رشيدة طليب، ناشطة ديناميكية تقدمية، تنتمي الى أقلية في الولايات المتحدة الامريكية، وعلى وشك أن تصبح من ضمن السلالة الجديدة من السياسيين الذين يلفتون الانتباه في صفوف الحزب الديمقراطي الأمريكي.

فازت رشيدة في الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان الأمريكية، يوم الاربعاء المنصرم، وأصبحت بالفعل على أبواب الكونغرس، في ظل عدم وجود مرشح جمهوري قوي قادر على منافستها على مقعد الولاية في الانتخابات النصفية التي ستجري في شهر تشرين الثاني من هذا العام.

وستكون هذه مناسبة تاريخية وغير مسبوقة لابنة المهاجر الفلسطيني من القدس، حيث ستصبح طليب أول امرأة مسلمة تتقلد منصبا اتحاديا رفيعا، بل انها ستصبح أيضا أول امرأة عربية-أمريكية مسلمة تصل الى عضوية الكونغرس الامريكي (حيث سبق لاثنين من المسلمين-الامريكيين الفوز بعضوية الكونغرس الامريكي من قبل، غير انهما كانا من الجالية الأميركية-الإفريقية، وليسا من اصول عربية).

وتقدمت طليب، بفضل شعبيتها الخاصة، على اثنين من ابناء الجالية العربية في الولايات المتحدة، وهما المصري-الأمريكي عبد السيد، واللبنانية-الأمريكية فيروز سعد، حيث كان لديهما طموح بالوصول الى مقعد الكونغرس عن ميشيغان، في الانتخابات النصفية، قبل ان تطيح بهما طليب في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وقال عضو الكونغرس عن ولاية ميشيغان، جاستين أماش، في خطاب امام الكونغرس ذات يوم "أن أبناء الامريكيين من أصل شرق اوسطي، والمولودون في الولايات المتحدة، يعكسون وجود جالية عربية مثقفّة، ومتنورة الى حد كبير".

وتفوقت رشيدة طليب على منافسيها المصري واللبنانية، وباتت على أبواب الكونغرس، عن الدائرة رقم (13) في ميشيغان، لإشغال مقعد عضو الكونغرس جون كونيرز، الذي شغر بعد ان تخلى كونيرز عن مقعده في الكونغرس مستقيلا في شهر 12 من العام 2017.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فرص طليب في السباق الانتخابي قوية جدا، حيث حصلت مؤخرا على تأييد هام جدا من صحيفة "ديترويت فري برس"، وهي أكبر صحيفة يومية محلية في المنطقة.

وقد برزت طليب كنجم صاعد في سماء السياسة الامريكية، بولاية ميشيغان، منذ العام 2008، عندما أصبحت أول امرأة مسلمة يتم انتخابها للمجلس التشريعي في الولاية. ولدت طليب، مع (14) شقيقاً وشقيقة، لاب فلسطيني من حي بيت حنينا في القدس.

ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، في شهر تشرين ثاني 2018، تسلطت الاضواء من كل حدب وصوب على عدد غير مسبوق من المتنافسين المسلمين هذه المرة. حيث وصفت صحيفة "ذي واشنطن بوست" الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بانها انقلاب داخل الحزب، وان الجميع سيكون بانتظار النتائج، لمعرفة ان كان بإمكان المرشحين المسلمين تحقيق الاختراق المطلوب والفوز".

كما تختبر السباقات الانتخابية ردود الفعل المتوقعة من المجتمع اليهودي، المتجذر في ولاية ميشيغان، والذي يضم عدد كبيرا من الاعضاء الديمقراطيين. حيث تلمس طليب وزملاؤها من المرشحين العرب ردود الفعل من المجتمع اليهودي، الذي أصبح مجبرا على تقبل الجيل الجديد من السياسيين العرب-الأميركيين، والذي يتفق معهم اليهود على أغلبية القضايا المحلية الملحة في ولاية ميشيغان. غير ان هؤلاء اليهود يبقون قلقين بشأن مواقف أعضاء الكونغرس العرب من السياسة الخارجية، وتحديدا تجاه إسرائيل. فقد شهدت الايام الاخيرة، التي سبقت الانتخابات التمهيدية، توترات في الأعصاب اليهودية بانتظار نتائج الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، على امل فوز اي من المرشحين الاخرين، غير رشيدة طليب.

وتتجنب طليب بشكل عام التعليق على النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، رفضت طليب الإجابة عن اي سؤال يتعلق بهذا الموضوع. ومع ذلك، قالت في مقابلة مع صحيفة "ذي واشنطن بوست": "اننا بحاجة الى ان نكون أكثر صدقا حول حقيقة أن بناء الجدران لن يجدي نفعا للطرفين. ونحن بحاجة الى نكون صادقين بأن الطرفين ينزعان الصفة الإنسانية كل عن الاخر. وبصراحة، والأهم من ذلك، يجب علينا ان لا نتنحى جانبا، بل يجب ان نضع على الطاولة كل ما يمكن ان يسهم في حل هذا النزاع. وانا كفلسطينية، نشأت في أسرة فلسطينية-أمريكية، وعشت في ديترويت، أمكنني فهم ان هناك الكثير من عناصر المقارنة بين ما يحدث هناك في فلسطين، وما حدث للأميركيين الأفارقة هنا".

وتقول حنان ليز، وهي سيدة اعمال يهودية تعيش في ميشيغان، أن الهوية الفلسطينية لطليب ودينها الاسلامي ليسا قضية، فهما أمر عادي جدا في ميشيغان، حيث تعمل المجتمعات اليهودية والمسلمة سويا في الكثير من الأحيان. وتضيف ان مشكلتها مع طليب تكمن في أنها "اختارت أن تربط نفسها بشخصية مثيرة للانقسام، ومعادية لإسرائيل، وهي ليندا صرصور، فهي واضحة جدا وحادة في آرائها، التي استقتها من افكار لويس فرحان. وهذا شيء لا يمكن التغاضي عنه بالنسبة لليهود الأمريكيين، حتى لليبراليين منهم".

وقال ستيف توبوكمان، ابن مهاجر يهودي بولندي، وداعم لطليب: "هناك امرأتان قويتان كانتا في طليعة التصدي لدونالد ترمب كمُهَدّد للحقوق المدنية، ومُهَدّد للأوضاع التي يتمتع بها اليهود والأقليات الأخرى في أمريكا، وإحدى هاتين المرأتين هي رشيدة طليب".

وأشار توبوكمان إلى أن طليب ليست بحاجة لإرضاء اية مجتمعات، سواء مسلمة أو يهودية، فهي مميزة ومتفوقة في الدائرة الانتخابية الـ (13). وأضاف، "أن طليب تركز طيلة الوقت على كرامة كل الناس، والحقوق المدنية لكل الناس، وعلى السلام للجميع. ولهذا يجب ان تفوز".

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "هارتس"

تصميم وتطوير